«هيرميس» المصرية تتلقى عرضا جديدا لشراء كامل أسهمها

مستثمرون مصريون وعرب فاتحوها في الصفقة

TT

وسط متاعب قانونية وقبيل تصويت المساهمين على عرض قطري لإقامة بنك استثمار إقليمي كشفت المجموعة المالية «هيرميس» القابضة، أمس (الخميس) عن أن مجموعة مستثمرين مصريين وعرب فاتحوها بشأن التقدم بعرض شراء لكامل أسهمها. وذلك حسب «رويترز».

وجاءت المفاتحة في خطاب بالبريد الإلكتروني تلقته «هيرميس»، بعد ساعات قليلة، من قرار النائب العام بإحالة حسن هيكل وياسر الملواني الرئيسيين التنفيذيين للمجموعة إلى محكمة الجنايات بتهمة التلاعب في البورصة. وقالت «هيرميس» في بيان إلى إدارة البورصة المصرية اليوم إنها تلقت الليلة الماضية خطابا بالبريد الإلكتروني من شركة تدعى «بلانيت» تبلغها فيه نيتها التقدم بعرض استحواذ. وقالت: «لم يرد في الخطاب أي تفاصيل عن المستحوذ أو سعر شراء مقترح ولا أي معلومات توضيحية أخرى بخلاف أن شركة (بلانيت إي بي ليميتد» هي شركة مؤسسة خصيصا لغرض هذا الاستحواذ، وأنها ستضم مجموعة من المستثمرين العرب والمصرفيين المصريين».

وقفز سهم «هيرميس» 10 في المائة صباحا بعد إعلان الشركة عن المفاتحة قبل أن يقلص مكاسبه لاحقا ليغلق مرتفعا 3.7 في المائة عند 10.99 جنيه. وتدير «هيرميس» أصولا تبلغ قيمتها نحو 4.7 مليار دولار. وطلبت «بلانيت» من «هيرميس» إخطار مساهمي الشركة وأعضاء الجمعية العامة للشركة بصورة من الخطاب الذي تبدي فيها نيتها التقدم بعرض شراء.

وتعقد «هيرميس» اجتماع جمعية عامة غير عادية السبت المقبل، للموافقة على اتفاقها مع «كيو إنفست» القطرية، الذي أعلنته في مطلع الشهر الحالي لإقامة بنك استثمار إقليمي.

وقال وائل عنبة، العضو المنتدب لشركة «الأوائل لإدارة المحافظ المالية»: «أعتقد أن الهدف من عرض (بلانيت) هو منافسة العرض القطري لزيادة السعر».

وبموجب الاتفاق، ستسيطر «كيو إنفست» على 60 في المائة من البنك الجديد الذي سيسمى «المجموعة المالية هيرميس قطر» وستقدم 250 مليون دولار لزيادة رأسماله.

وقال وائل شلق، المحلل المصرفي لدى بنك الاستثمار «عودة سرادار»، إنه يعتبر عرض «بلانيت» مواتيا في ظل الظروف الراهنة.

وأضاف: «من الجدير بالذكر أنه حتى لو قبلت (هيرميس) العرض فستطلب الجهات التنظيمية موافقات أخرى، وهو الأمر الذي ستلعب فيه سمعة الأشخاص الذين ألفوا مجموعة (بلانيت) دورا حاسما».

وعرفت «بلانيت» نفسها في الرسالة الإلكترونية لـ«هيرميس» بأنها شركة أسست خصيصا بغرض الاستحواذ على «هيرميس» وستضم مجموعة من المستثمرين من المنطقة العربية ومصر، بالإضافة إلى مجموعة بارزة من المصرفيين الدوليين وخبراء في قطاع أسواق المال والاستثمار المباشر.

وسلطت الأضواء على المجموعة المالية «هيرميس» في مصر منذ العام الماضي لصلتها بجمال، الابن الأصغر للرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي يملك حصة 18 في المائة في وحدة الشركة للاستثمار المباشر. وقال عنبة: «توقيت عرض (بلانيت) غريب، خاصة أن الشركة أسست خصيصا من أجل الاستحواذ على (هيرميس). أعتقد أن العرض به غموض».

وأعلن النائب العام يوم الأربعاء أنه تمت إحالة حسن هيكل وياسر الملواني، الرئيسين التنفيذيين لـ«هيرميس»، بالإضافة إلى علاء وجمال، ابني مبارك، إلى محكمة الجنايات، بتهمة التلاعب في البورصة والحصول على مبالغ مالية بنحو 2.051 مليار جنيه بغير وجه حق من بيع البنك الوطني المصري. وأكدت «هيرميس» في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الأربعاء): «على تمسكها بسلامة وصحة الموقف القانوني للمجموعة المالية (هيرميس) والشركات التابعة.. وصحة وسلامة موقف الرئيسين التنفيذيين وكل العاملين بها». وحدد بنك «عودة سرادار» القيمة العادلة لسهم «هيرميس» عند 16.5 جنيه وعزا ذلك إلى التطورات الأخيرة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية المصرية والاتهامات الموجهة إلى الرئيسين التنفيذيين لـ«هيرميس» بالتلاعب بالبورصة والحصول على مبالغ مالية بغير وجه حق من بيع البنك الوطني المصري، والتطورات السياسية والأمنية في لبنان».

ويدلي الناخبون المصريون يومي 16 و17 يونيو (حزيران) بأصواتهم في انتخابات الإعادة بين محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وأحمد شفيق العسكري السابق وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك وهما رمزان لقوتين سياسيتين متعارضتين أدت المنافسة بينهما إلى أشهر من الشلل في عملية وضع السياسات.