شركات السياحة السعودية تستعد لإجازة عيد الفطر ببرامج داخلية مع تراجع الطلب للسفر إلى الخارج

TT

قللت شركات السياحة والسفر في السعودية من أهمية الاستفادة من طول مدة الاجازة التي سوف تمنح للعاملين في قطاع التعليم وتنشيط حركة السفر والسياحة الخارجية. ولكن الرحلات الداخلية يتوقع ان يحدث فيها زيادة طفيفة تصل الى 15 ـ 25 في المائة.

ورغم أن مدة الاجازة المدرسية هذا العام وفق الجدول العام للتعليم في البلاد تستمر إلى 23 يوما ابتداء من 5 ديسمبر (كانون الاول) المقبل، فإن إمكانية السفر إلي الخارج غير وارد في الوقت الراهن بالنسبة للاسر، فيما يرجح أن يستفيد منها المدرسون والطلاب. وتستغل مكاتب السياحة والسفر هذه الفرصة لتروج برامج سياحية في كل من عمّان والقاهرة وكوالالمبور وسنغافورة وجاكرتا وبيروت، الا ان الطلب على هذه الاخيرة ضئيل نتيجة ارتفاع الاسعار التي تشهدها الفنادق هناك والخدمات السياحية.

ويقول ماجد عفيف من شركة العطاس السياحية في جدة، ان الاهتمام باجازة العيد ضئيل جدا بالنسبة للاسر التي لديها أبناء يدرسون، أما الموظفون في القطاع الحكومي فإن فرصة الاستفادة غير واردة، وكثيرا ما يستغل هؤلاء التنقل بين المدن والمناطق وفي زيارة الاقارب والاصدقاء، ويضيف ماجد، ان اكثر ما تنتعش هي حركة الطيران الداخلية وخاصة للمدن مثل الرياض، والمدينة المنورة، وابها، والباحة، وتبوك والقصيم، فيما تنشط حركة المواصلات من حافلات وسيارات للمدن التي لا تصلها الطائرات.

وان كانت مدة الاجازة المدرسية هذا العام تصل لاكثر من 3 أسابيع، فإن الكثير من العوائل تعتبر هذا التوقف هو بمثابة استراحة محارب يتطلب فيها الاستعداد للاختبارات التي تنطلق بعد أسبوع فقط من بدأ الدوام.

ولم تستبعد شركات السياحة والسفر، أن يحدث انتعاش طفيف في السفر الى الخارج من قبل الشباب والمدرسين وكذلك اولئك الذين ليست لديهم ارتباطات عملية سواء حكومية او تعليمية، بعد هدوء تام شهدته شركات الطيران في الاشهر الماضية نتيجة أحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وقالت مصادر في الخطوط السعودية ان برنامجها للرحلات الداخلية والخارجية مستمر كما هو، اضافة إلى الزيادة المتوقعة في الرحلات ما بين المدن السعودية لمواجهة الكثافة المتوقعة والحركة الكبيرة، أما الرحلات الخارجية فإن جداول الرحلات لم يطرأ عليها اي تعديل.

ويرى صالح الزين مدير مسؤول تسويق سياحي أن البرامج السياحية ربما يستفيد منها الشباب وغير المتزوجين، حيث أن مدة الاجازة الحكومية تصل إلى 13 يوما وهي تكفي لعمل جولة سياحية في القاهرة وعمان. وأعلنت شركة الاهرام للسياحة بالتعاون مع الخطوط المصرية برنامجا مدته اربعة ايام بتكلفة 2800 ـ 3000 ريال يشمل السفر والمواصلات والاقامة في الفندق مع تقديم وجبات الافطار والغداء في شرم الشيخ والغردقة، وبالنسبة للاطفال فان الاسعار تتراوح ما بين 2200 ـ 2500 ريال، ولكن في المقابل فإنه يتوقع أن يستفيد من هذ الاجازة شريحة كبيرة هم من العاملين في قطاع التعليم من غير السعوديين، وخاصة من الجنسيات المصرية والاردنية، وهذه النسبة تعتبرها مكاتب السياحة انها نسبة عادية في مثل هذه المواسم، كما ان الكثير منهم لا يفضلون السفر في هذه الفترة لكونها قصيرة ولا تؤدي الغرض، فضلا ان الاجهزة الحكومية لا تمنح تذاكر سفر سوى في فترة الصيف، وهنا يقول احمد صبري «مصري» معلم لغة إنجليزية في مدرسة أهلية أن فكرة السفر في الاجازات القصيرة غبر مجدية ما لم تكن مهمة، وعادة يتم استدعاء الاسرة والاهل للتمتع وقضاد العيد معا في السعودية، ويضيف احمد أن الكثير من المدرسين المقيمين في البلاد يفضلون قضاء الاجازة هنا، خاصة ان الكثير منهم لديه عوائل وأسر، فيما يستضيف الكثير منهم والدته او والده الذين قدموا في رمضان لاداء مناسك العمرة او الزيارة.

وفي الخط الموازي تنتعش الحركة السياحية خلال فترة العيد واكثرها المدن السياحية والمتنزهات، وتنتعش معها الفنادق ودور الشقق السكنية، ولا يتوقع جمال علي مدير فندق المصيف في ابها إقبالا كبيرا أو نسبة عالية وتوقع أن تحافظ الفنادق على معدلها التقليدي والاسعار السابقة دون زيادة، الا ان اسعار وسائط النقل مرجحة للزيادة لكون أن هذا النشاط يواجه مشكلة في عدم انتظام رحلاته، وكذلك وعورة الطرقات التي تمر بها وكثرة الحوادث، كما أن قضية اتخاذ قرار السفر مع العائلة هي في واقع الامر من أهم العوامل التي تسيطر على السعوديين للتنقل بين المدن وخاصة القريبة منها. ويرى البعض أن شركات السياحة والسفر تتعامل مع الاجازات القصيرة والطويلة بطرق سلبية دون تخطيط ايجابي يمكن ان تحقق نتائج جيدة ومكاسب مربحة، فهي تلجأ إلى رفع الاسعار ورفع قيمة التذاكر والتحجج برسوم اضافية، ويطالب الكثير من مكاتب السياحة والسفر وخاصة التي لها اهتمامات داخلية باعداد برامج سياحية داخلية وباسعار منافسة، ويري البعض أن هيئة السياحة التي تأسست قريبا في البلاد معنية بدراسة هذا الموضوع، بحيث لا تتحول السياحة الداخلية إلى هم كبير بالنسبة للاهالي في مواجهة الاسعار والمغالاة.

ومؤشر السياحة في السعودية في نمو ملحوظ في السنوات الاخيرة بعد أن درج العديد من المدن السعودية في إقامة مهرجانات وفعاليات تمتد لاسابيع كما ان البعض منها سعت إلى اقامة مهرجانات خارج موسم الصيف مثل الطائف وابها، الا ان حصة السياحة السعودية ارتفعت إلى 11.5 في المائة من إجمالي حجم السياحة في الشرق الأوسط، ويعد إنفاق السعوديون من أعلى معدلات الإنفاق العالمية على هذا النشاط الانساني. وفي نفس الوقت يمثل إجمالي ما ينفقه المواطنون على السياحة الداخلية نسبة لا تتعدى 17 في المائة من إجمالي إنفاقهم الخارجي، والذي يقدر بنحو مليار دولار سنويا، وبذلك يبلغ دخل السياحة الداخلية نحو 2.8 مليار ريال.

ومن حيث التوزيع العالمي للسياحة، تستحوذ الشرق الأوسط على نحو 2 في المائة منها، شرق آسيا والباسفيك نحو 6 في المائة، أوروبا نحو 70 في المائة، والاميركيتين نحو 17 في المائة. غير أن واقع الحال مختلف بالنسبة للسياحة العربية، فعلى الرغم مما تذخر من مقومات، تشير التقديرات أن نصيبها من السياحة العالمية، لم يتعد 6.6 مليار دولار بنسبة تعادل 2 في المائة من حجم السياحة العالمية، حيث اجتذبت كلها نحو 14 مليون سائح، وهو رقم لا يتعد ثلث السياح الذين يزورون إسبانيا وحدها سنويا، على سبيل المثال. أو ربع السياح الذين يزرون فرنسا.

=