انخفض اليورو لأقل مستوى في ثلاثة أسابيع أمام الدولار أمس الخميس وسط توقعات بألا تحقق قمة الاتحاد الأوروبي التي بدأت أمس شيئا يذكر لمعالجة أزمة ديون منطقة اليورو. وبددت تصريحات مصدر في الحكومة الألمانية بأن القمة التي تستمر يومين لن تسفر عن قرارات تفصيلية، الآمال في تحقيق تقدم. وعارضت المستشارة الألمانية فكرة إصدار سندات مشتركة لمنطقة اليورو ورفضت يوم الأربعاء دعوات من إيطاليا وإسبانيا للتحرك لكبح تكاليف اقتراضهما المرتفعة.
وهبط اليورو 3.0 في المائة أمام الدولار إلى 2408.1 دولار مسجلا أدنى مستوياته منذ الرابع من يونيو (حزيران).
كما سجلت العملة الموحدة أضعف مستوياتها في ثلاثة أسابيع أمام الين عند 615.98 ين على منصة التداول الإلكتروني إي.بي.اس بينما صعد الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام سلة عملات وأمام الفرنك السويسري.
وقال كاتسونوري كيتاكورا مساعد المدير العام لوحدة الأسواق في سوميتومو ميتسوي ترست بنك بطوكيو «ربما لن تظهر القمة سوى أن أزمة الديون تحتاج وقتا أطول قبل حلها. لا أظن أنه الوقت المناسب لشراء اليورو». وهبط الدولار 4.0 في المائة أمام الين إلى نحو 39.79 ين لأسباب منها عمليات بيع في نهاية الشهر من جانب المصدرين اليابانيين لكن العملة الأميركية ما زالت في نطاق تحركها أمام الين للأيام القليلة الماضية. وانخفضت أسعار الذهب أمس الخميس لتشبه حركته حركة الأصول عالية المخاطر متأثرا بتوقعات متشائمة حيال قمة للاتحاد الأوروبي، حيث استبعد سياسيون أن تخرج بالتدابير الضرورية لمعالجة أزمة ديون منطقة اليورو.
ومن المتوقع أن تضع القمة التي تستمر يومين خارطة طريق واسعة لوحدة نقدية ومالية وسياسية وربما لتوافق على حزمة إجراءات لتعزيز النمو. وبحلول الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش نزل السعر الفوري للذهب إلى 80.1568 دولار للأوقية من 40.1574 دولار عند إغلاق يوم الأربعاء. وتأثرت الأسواق عموما بالمعنويات القاتمة إذ سجل اليورو أدنى مستوى أمام الدولار في ثلاثة أسابيع وتراجعت الأسهم. وبعد موجة صعود مستمرة منذ 11 عاما يتجه الذهب لتسجيل أكبر خسارة فصلية في ثماني سنوات واتسمت أسعاره بالاستقرار تقريبا منذ بداية العام. واستقرت الفضة دون تغير يذكر عند 84.26 دولار للأوقية. وتراجع البلاتين إلى 05.1397 دولار للأوقية من 15.1404 دولار في حين تقدم البلاديوم إلى 75.575 دولار من 75.572 دولار للأوقية.
وهبطت عقود الذهب الأميركية تسليم أغسطس (آب) 60.6 دولار للأوقية إلى 30.1568 دولار. ويتوقع أن تلقى الأسعار دعما جيدا عن 1558 دولارا حسب محللين وهو المستوى المتدني الذي نزلت إليه الأسبوع الماضي بعدما خيب مجلس الاحتياطي الاتحادي آمال المضاربين على صعود المعدن الأصفر وامتنع عن الإعلان عن جولة جديدة من التيسير الكمي. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 7.0 في المائة إلى 88.26 دولار للأوقية.
وفي أسواق الطاقة نزل سعر خام برنت عن 93 دولارا للبرميل أمس الخميس بسبب المخاوف من أن الأزمة المتفاقمة بمنطقة اليورو قد تكبح النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة مما طغى على تراجع في إنتاج النفط النرويجي.
وبدأ زعماء الاتحاد الأوروبي اجتماعا لمدة يومين في بروكسل وسط انقسامات علنية إذ تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مواجهة مع فرنسا وإيطاليا بإصرارها على أن تكون الأولوية لمعالجة المشكلات الأساسية للكتلة قبل المناشدة بتحرك عاجل.
ويقول المحللون إن أزمة الديون والأزمة المالية بمنطقة اليورو تكبلان النشاط الاقتصادي في المنطقة وتنالان من ثقة المستثمرين ومن النمو الاقتصادي في مناطق أخرى من العالم. وتسبب تراجع إنتاج النرويج بسبب إضراب لعمال النفط في شح المعروض في بحر الشمال مما ساهم في الحد من الخسائر بسوق الخام حسبما قال متعاملون.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس 03.1 دولار إلى 47.92 دولار للبرميل قبل أن يرتفع السعر قليلا إلى نحو 56.92 دولار بحلول الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش. وكان سعر التسوية لعقد برنت 50.93 دولار الاربعاء وهو الأعلى في أكثر من أسبوع. وانخفضت عقود الخام الأميركي 25 سنتا إلى 96.79 دولار. وقال كارستن فريتش محلل أسواق السلع الأولية لدى كومرتس بنك في فرانكفورت «الإضراب النرويجي يقدم بعض الدعم حاليا على الأقل لكن المعنويات في السوق سلبية جدا. ثمة مخاوف من أن قمة الاتحاد الأوروبي ستكون مخيبة للآمال».