فرنسا وألمانيا تنفيان تقارير عن تقسيم رئاسة مجموعة اليورو بينهما

زعيما البلدين دعوا لتعزيز «علاقة لا غنى عنها» عشية اجتماع وزراء مالية اليورو

TT

نفت فرنسا وألمانيا أمس تقريرا عن أنهما تدرسان تقسيم رئاسة مجموعة اليورو بينهما عندما تنتهي مدة الرئيس الحالي جان كلود يونكر هذا الشهر.

وطبقا للتقرير الذي أوردته مجلة «دير شبيغل» الألمانية، فإن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله سيتسلم ذلك المنصب من يونكر، لكنه سينقله إلى وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيسي في منتصف المدة.

وقال متحدث باسم شويبله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه «ليست هناك أنباء» حول ذلك التعيين، فيما قال موسكوفيسي إن ذلك الموضوع «ليس مطروحا حاليا»، طبقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية مجموعة اليورو اليوم في بروكسل، حيث من المتوقع أن يبحثوا ذلك الوضع. وطولب يونكر بالبقاء في هذا المنصب لمدة ستة أشهر أخرى وذلك خلال قمة قادة مجموعة اليورو نهاية يونيو (حزيران) الماضي. وكان يونكر أعلن مطلع العام الجاري نيته ترك هذا المنصب الذي يشغله منذ عام 2005.

ودعا فرنسوا هولاند وأنجيلا ميركل إلى تعزيز «العلاقة التي لا غنى عنها» بين فرنسا وألمانيا، وذلك خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصالحة الفرنسية - الألمانية في ريمس في شرق فرنسا.

وخيم على الاحتفالات خبر تدنيس 40 قبرا لجنود ألمان سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى في مقبرة عسكرية شرق فرنسا.

وبعد 50 سنة من لقاء المصالحة التاريخي بين الرئيس الفرنسي شارل ديغول والمستشار الألماني كونراد اديناور في 8 يوليو (تموز) 1962 في المدينة نفسها، التقى القائدان هولاند وميركل أمام كاتدرائية ريمس المدينة - الرمز للحربين العالميتين، ودعوا إلى تعزيز روابط الصداقة بين فرنسا وألمانيا.

وقال هولاند بعد أن استعرض مع ميركل جنود اللواء المشترك الفرنسي - الألماني: «أقولها اليوم بالنسبة للأحداث التي وقعت مساء أمس (السبت): لا يمكن لأي قوة تعمل في الظلام أو أي حماقة تساعدها أن تعيق الحركة العميقة للصداقة الفرنسية - الألمانية».

وأضاف: «صداقتنا مصدر إلهام لأوروبا. لا نريد أن نعطي الدروس ولكن نريد فقط أن نكون أحسن مثال».

وتابع: «السيدة المستشارة، أقترح عليك أن نفتح أو أن نعبر حتى، بابا جديدا معا.. بابا جديدا سيساهم لسنوات في تمتين الصداقة بين الأمتين».

وكان الرئيس الفرنسي أكد هذا الخيار في لقاء مع صحيفة «لونيون» المحلية الفرنسية عندما أوضح أن العلاقات الفرنسية - الألمانية يجب أن لا تكون «مجلس إدارة» يحتكر اتخاذ القرار من الشركاء الأوروبيين الآخرين.

وأجابت ميركل، المستشارة المحافظة، بأن أوروبا التي تواجه أزمة «تواجه اليوم امتحانا صعبا». وتابعت: «يجب أن ننهي اليوم على المستوى السياسي الوحدة الاقتصادية والنقدية، إنه عمل ضخم لكن أوروبا قادرة عليه».

وأضافت: «أوروبا أكثر بكثير من عملة موحدة، ولا غنى عن العلاقات الفرنسية - الألمانية في هذا المجال، فهي التي ساهمت في تقدم الوحدة الأوروبية»، لكنها «ليست علاقة تستثني الآخرين بل تدعو الجميع إلى الاشتراك فيها».

واختتمت المستشارة الألمانية خطابها بالفرنسي: «تحيا الصداقة الفرنسية - الألمانية».

وجاء خطاب ميركل في سياق كلام هولاند أمام القمة الأوروبية في بروكسل في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من يونيو (حزيران) عندما أكد عزمه على الخروج من الثنائي التقليدي الفرنسي - الألماني من خلال دعم مطالب إيطاليا وإسبانيا في مواجهة أنجيلا ميركل.

واختار ديغول للقاء أول مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية هذه المدينة التي احتلتها بروسيا في 1870 ثم دمرتها القنابل في الحرب العالمية الأولى وفيها استسلم النازيون في 1945.

وكانت المستشارة ميركل أشارت السبت في رسالتها الأسبوعية المصورة على موقعها الإلكتروني إلى أنه قبل 50 سنة «تجرأ الرجلان على أخذ انطلاقة جديدة، انطلاقة خارقة للعادة أدت إلى إحدى أهم الصداقات على المستوى الدولي، أي الصداقة الفرنسية - الألمانية».

وبعد انتخابه حاول هولاند تجاوز المستشارة الألمانية لفرض قبول «ميثاق النمو الاقتصادي» بالتعاون مع رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي، والمعارضة الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا.

من جهتها حذرت المستشارة الألمانية في يونيو من أن برلين لا يمكن أن تكتفي بـ«الحلول السهلة» و«الرديئة» كوصفة لمواجهة الأزمة، في إشارة غير مباشرة إلى السلطة الجديدة في فرنسا.

لكن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت، مدرس اللغة الألمانية السابق، حاول تهدئة الوضع بتصريحه الثلاثاء بأن «العلاقات الفرنسية - الألمانية تبقى أساس البناء الأوروبي لأن التاريخ حملنا مسؤولية خاصة».