الأمير فهد بن عبد الله: لدينا قناعة في القطاع الخاص.. وخطوة مطار المدينة ستكون إيجابية جداً

رئيس هيئة الطيران المدني السعودي لـ«الشرق الأوسط»: 52 مليون مسافر سنويا سيشعلون المنافسة بين الشركات

الأمير فهد بن عبد الله رئيس هيئة الطيران المدني السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمير فهد بن عبد الله، رئيس هيئة الطيران المدني في السعودية، إن الهيئة تعمل على تطوير وتوسعة المطارات السعودية، وإن العدد الكبير للمسافرين سنويا عبر مطارات المملكة والمقدر بـ52 مليون مسافر سيرفع حدة المنافسة بين الشركات. وأكد الأمير أن خطط تطوير قطاع الطيران تسير على خطى جيدة ومنتظمة، رغم التحديات والمشكلات، لكن رصدها والعمل على حلها هو جزء من خطة التطوير.

وتحدث الأمير فهد في حديث لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته لمعرض «فانبره الجوي» جنوب غرب إنجلترا، عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطيران المدني في المملكة، وأساليب التعامل معها، وما تم إنجازه خلال ما يقرب من عام منذ فصل الهيئة عن وزارة الدفاع.

وتحدث الأمير فهد قائلا «بالطبع هناك عدة أمور شرعنا في تطويرها قبل قرار الفصل بين الهيئة والوزارة، كانت في بداياتها لكنها أنجزت في الوقت المحدد لها». وأضاف أن «العمل على تطوير الخدمات المقدمة للركاب يتم في ظل حدود معينة يمكننا التحرك فيها أحيانا، مما يصعب المهمة، ولكن في النهاية يتم إنجاز العمل».

وأفاد الأمير بأن المطارات في المملكة تحتاج إلى توسعة، مثل مطار الملك عبد العزيز الذي يعمل منذ تشييده في عام 1960 والتوسعات جارية عليه الآن، قائلا «لم نتمكن بعد من حل كل المشكلات، لكننا نعمل على حلها في وقت قصير. التوسعات ستخفف العبء». وشدد الأمير على النهوض بالخدمات ومساعدة الركاب في المباني داخل المطارات وإنجاز إجراءات السفر والإرشاد إلى المناطق المرادة، وقال «إن هذه المسائل من أهم الأهداف التي تدخل في خطة التطوير». وتحدث الأمير عن بعض الإنجازات، مثل تطوير مطار الملك عبد العزيز الذي شرع البناء فيه، ومطار المدينة الذي يعمل الآن كليا من قبل القطاع الخاص تحت اتفاقية الشراكة مع القطاع الخاص بنظام «BOT» للبناء والتمويل والإدارة لبناء مبنى ركاب جديد ليصبح مطارا دوليا يخدم تلك المنطقة.

أما بالنسبة لمطار الملك خالد في الرياض، فقال «التوسعة تعمل فيه الآن.. طاقته الاستيعابية 7 ملايين راكب، ويعمل بطاقة 15 مليون راكب، أكثر من ضعف الطاقة الاستيعابية المصمم لها، مما يزيد من التحدي». وأضاف الأمير «نحاول ألا نعطل العمل في الوقت الذي نطور فيه المطارات.. نحن لا نبني مطارات جديدة بل نعمل على التوسعة من دون تعطيل العمل الجاري، مما يصعب المشكلة بشكل كبير، في ظل التأكد من عدم تضرر الحركة الجوية».

وبالنسبة لتطوير خطوط الطيران، قال الأمير «بدأ دخول الأسطول الجديد، وننظر إلى أن تكون الخدمة أحسن بكثير. كانت هنالك مشكلات في الحجز لكنها بدأت تتلاشى بشكل كبير. لا نقول إنه لا توجد مشاكل على الإطلاق، لكن مقارنة بالحجم الذي كانت عليه من قبل، فقد تضاءلت». وأضاف الأمير فهد «فصل ميزانية الهيئة عن وزارة الدفاع خفّض حجم الإجراءات التي تتخذ لأي عملية، مما مكننا كهيئة منفصلة من اختصار الأوقات المطلوبة، لكن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان لها دور كبير في دعم الهيئة، وذلك لأهمية النقل الجوي الذي يعد واحدا من أهم الروافد الاقتصادية لأي دولة».

وبشأن تطوير الهيئة قال «إننا ننظر إلى الخبرات التي سبقتنا في هذا الأمر، ونستفيد من الدراسات التي نفذوها، لكن في الوقت نفسه نعمل على إضافة خصائصنا». وأضاف «لا يستطيع أحد أن يعطيك الخصائص التي تحتاج لها.. فنعمل على الدمج بين الاستفادة من خبرات الخارج وخصوصيات الداخل».

وحول دور القطاع الخاص، شدد الأمير فهد على أهمية القطاع الخاص الذي وصفه بأنه عنصر مهم لتطوير اقتصادات الدول. وقال «هذه تجربتنا الأولى، ومن دون شك دائما ما تكون هناك استفادة منها، وإذا كانت هناك أي تعديلات معينة للتطوير أو التحسين فهذه هي فائدة التجربة الأولى، مضيفا «مشاركة القطاع الخاص أمر لا بد منه، وتخصيص بعض قطاعات الطيران المدني لا بد منه، لكننا نستفيد من كل تجربة على حدة. لا يمكن أن نقول إننا نخصص كل شيء، ولكن ننظر إلى الإيجابيات والسلبيات التي يقدمها التخصيص وكيفية القضاء على السلبيات وتطوير الإيجابيات». وأضاف «عملية تخصيص مطار المدينة كانت خطوة جريئة، ولدينا قناعة بأن القطاع الخاص قادر على تلك المسؤولية». ولم ينكر الأمير أن السلبيات موجودة، لكنه أشار إلى أن «الانتقادات يجب أن تكون بناءة، وستكون العملية في مطار المدينة إيجابية جدا».

وحول مشكلات أسعار الوقود أكد أن أسعار الوقود في المملكة مرتفعة وفقا لتقارير مصادر تسعير الوقود في مجلس التعاون الخليجي، على أساس أن تكون الأسعار متساوية. وشدد الأمير «نعمل الآن على حل المشكلة من خلال إيجاد سبب الخلل، هل سببه ثمن الوقود أم الموزع.. وبالتالي سننظر إلى هذا الأمر لتسويته وتعديله من دون ضرر أو ضرار».

أما بالنسبة لأسعار التذاكر التي قالت العديد من الشركات إنها مرتفعة، فقال الأمير «هناك حلول يمكن أن يتفادى الراكب من خلالها الأسعار المرتفعة». وأضاف أن ذلك «قد يتم من خلال تطبيق نظام الشرائح، ومن أراد استخدام السعر فعليه بالحجز المسبق الذي يؤهله للاختيار والشراء من الأفضل. وفي حال وجود أكثر من شركة، سيحدث نوع من التنافس، وستعمل الشركات على تقديم أفضل سعر»، مؤكدا أن «52 مليون مسافر من المملكة في العام سيجعلون الشركات أكثر تنافسية».

وبعد أن تم تأهيل 7 شركات من أصل 14 شركة سبق أن تقدمت مطلع العام الحالي لرخصة الناقل الوطني، أفاد الأمير بأنه سيتم الإعلان عن الناقل الوطني قبل نهاية العام الحالي، مؤكدا أن التطوير ما زال جاريا بإدخال طائرات من طراز «بوينغ 777 – 300» في الخدمة، وتوفير كابينة مريحة للركاب.