«سابك» السعودية تشتكي من نقص حاويات الموانئ واستقطاب المصانع الجديدة لموظفيها

أعلنت عن انخفاض أرباحها للربع الثاني بنسبة 27% مقارنة بالربع السابق

محمد الماضي خلال المؤتمر الصحافي لشركة «سابك» أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

اشتكت شركة «سابك» السعودية من نقص حاويات الموانئ المحلية من فترة لأخرى من جهة، ومن استقطاب المصانع الجديدة لموظفيها من جهة أخرى، جاء ذلك من خلال رد المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة على أسئلة «الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس، للإعلان عن تفاصيل نتائج الشركة المالية للربع الثاني من هذا العام.

وقال الماضي في هذا السياق: «لم نلمس أثرا واضحا على صادرات الشركة خلال اليومين الماضيين في ظل ما يتردد حاليا من أزمة في الموانئ السعودية، ولكن الأكيد أنه يحدث أحيانا نقص في الحاويات المتوفرة في هذه الموانئ، مما يدفع الشركة في بعض الفترات إلى جلب الحاويات من أماكن أخرى وبتكلفة أعلى».

وأضاف المهندس الماضي في رده على سؤال «الشرق الأوسط»: «هناك موانئ منافسة حول العالم تتجه لها السفن، مما يدفعك لجلب حاويات من مناطق بعيدة بتكلفة أعلى، إلا أن سابك الآن بدأت تصدر منتجاتها عن طريق عدة موانئ سعودية منها ميناء الجبيل التجاري، وميناء ينبع، بالإضافة إلى ميناء جدة، وميناء الدمام».

واشتكى الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» من استهداف المصانع الجديدة لموظفي «سابك» من خلال إغرائهم برواتب أعلى تصل فروقاتها إلى ما نسبته 40% للعمل لديها، وقال في رده على سؤال «الشرق الأوسط» في هذا السياق: «المصانع الجديدة تنظر إلى موظفي سابك بأنهم أكثر خبرة وحرفية في العمل، وبذلك تستهدف جذبهم للعمل لديها، من خلال فروقات تصل إلى 40%، وهذا أمر يضر بصناعة البتروكيماويات في المملكة».

وحول أرباح الشركة البالغة 5.3 مليار ريال في الربع الثاني من العام الحالي (1.4 مليار دولار)، قال الماضي: «في ظل الأوضاع الحالية في الأسواق العالمية، فإن أرباح شركة (سابك) المعلنة للربع الثاني من العام الجاري إيجابية، ولا يمكننا قول غير ذلك».

وأضاف المهندس الماضي: «بطبيعة الحال شركة (سابك) تطمح دائما للأفضل، كما أننا لسنا راضين عن موثوقية التشغيل، خصوصا أن بعض مصانع الشركة مضى على إنشائها 30 عاما وتحتاج إلى صيانة»، مشيرا إلى أن مستويات الطلب على حديد التسليح خلال الربع الثاني تراجعت بسبب حلول إجازة الصيف وضعف حجم المشاريع خلال هذه الفترة.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» إلى أن تكلفة تصنيع حديد التسليح عالية جدا ، وقال: «تكلفة التصنيع عالية جدا، ولكن مصنع حديد التابع لشركة (سابك) يحقق ربحية معقولة، خصوصا أن أسعار الحديد في السوق المحلية إلى حد ما معقولة أيضا».

وقلل المهندس الماضي من تأثير أحداث «الربيع العربي» على نتائج الشركة، وقال: «حجم الطلب على الصناعات البتروكيماوية في المنطقة قليل جدا، كما أن شركة (سابك) لديها أسواق خارجية تعتمد عليها».

من جهة أخرى أكد المهندس مطلق المريشد رئيس مجلس إدارة شركة «كيان» نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية بشركة «سابك» أنه يجب أن لا يتم مقارنة شركة «كيان السعودية» بشركة «ينساب»، وقال خلال المؤتمر الصحافي أمس «معظم مصانع (كيان) تم تشغيلها، ولكنها لم تصل إلى طاقة التشغيل الكاملة، والأمر الذي قاد الشركة إلى الخسارة في الربع الثاني هو الهبوط القوي في أسعار منتجات البتروكيماويات».

من جهة أخرى أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» أمس عن النتائج المالية الأولية الموحدة للفترة المنتهية في النصف الثاني من العام الحالي، إذ بلغ صافي الربح خلال الربع الثاني 5.30 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، مقابل 8.10 مليار ريال (2.16 مليار دولار) للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 35%، ومقابل 7.27 مليار ريال (1.9 مليار دولار) للربع السابق وذلك بانخفاض قدره 27%.

وقالت الشركة في بيان نشر على موقع «تداول» أمس: «يعود سبب انخفاض أرباح الربع الثاني وفترة الستة أشهر من عام 2012 مقارنة بالربع الثاني وفترة الستة أشهر من عام 2011، إلى انخفاض أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام لبعض المنتجات رغم زيادة الكميات المنتجة والمبيعة»، مضيفة: «ويعود سبب انخفاض أرباح الربع الثاني لعام 2012 مقارنة بالربع السابق لنفس العام إلى انخفاض أسعار المبيعات وانخفاض الكميات المنتجة والمبيعة جراء أعمال الصيانة المجدولة لبعض المصانع».

وأضاف البيان: «أثرت نتائج الربع الثاني بعدة عوامل كان أهمها استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وخصوصا في أوروبا والصين وأميركا الشمالية والتي أثرت سلبا على أسعار المنتجات البتروكيماوية، كما أن هذه الفترة شهدت بعض التوقفات المجدولة لبعض مصانعنا وخصوصا مصانع الأسمدة والحديد وبعض المصانع البتروكيماوية، كما أن من نتائج التباطؤ الاقتصادي العالمي أن يلجأ الكثير من الزبائن إلى تقليص حجم المخزون لديهم من المواد البتروكيماوية تحسبا لنزول الأسعار العالمية لهذه المنتجات مما يضيف ضغطا إضافيا على أسعار تلك المواد».

وقالت الشركة: «قد يشهد الربع الثالث عودة هؤلاء الزبائن إلى زيادة حجم المخزون بالإضافة إلى أن بعض المنتجين ذوي التكلفة العالية سوف يخفضون من إنتاجهم مما يساعد في عودة التوازن للسوق»، مضيفة: «في ظل هذه المتغيرات سوف يتم التركيز على تحسين موثوقية سير عمليات التشغيل وتحسين عناصر تكلفة رأس المال العامل وإدخال منتجات جديدة ذات عائد أعلى من مراكز أبحاثنا المنتشرة حول العالم ونتوقع أن ينعكس إيجابا على النتائج المستقبلية».