الذهب يواصل التحليق على آمال تحفيز أميركي للاقتصاد

وسط تراجع اليورو بسبب الضعف الإسباني

متعامل يراقب بحسرة مؤشر بورصة مدريد
TT

ارتفع الذهب في الأسواق العالمية أمس الخميس مواصلا الصعود للجلسة الثالثة على التوالي، إذ عززت آمال بإجراءات للتحفيز من بنوك مركزية كبيرة لإنعاش الاقتصاد العالمي المتداعي جاذبية المعدن الأصفر كأداة للتحوط من التضخم، وذلك حسب وكالة «رويترز».

وصعد الذهب يوم الأربعاء لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مدعوما بتوقعات بأن يتدخل البنك المركزي الأوروبي لدعم الماليات العامة المتداعية لمنطقة اليورو، بعدما اقترح مسؤول إقراض صندوق إنقاذ لتعزيز قدرته. وقال تشين مين، المحلل في «جينروي فيوتشرز» بالصين «مشاكل المالية العامة في إسبانيا، إلى جانب البيانات الضعيفة من المنطقة، جعلت المستثمرين يعتقدون أن المركزي الأوروبي سيتدخل، لكن أساس هذا الصعود غير متين». وأضاف «ما زال موقف مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) غامضا بشأن مزيد من التيسير النقدي، ولم يتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا. نتيجة لذلك، فإن فرص صعود الذهب ليست كبيرة الآن».

وزاد سعر الذهب في السوق الفورية 0.1 في المائة إلى 1605.89 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06.46 بتوقيت غرينتش بعدما صعد لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، متجاوزا 1609.91 دولار يوم الأربعاء، مسجلا أكبر زيادة يومية بالنسبة المئوية في نحو شهر. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم أغسطس (أ.ب) 0.2 في المائة إلى 1605.30 دولار.

وزادت الفضة الفورية 0.22 في المائة إلى 27.38 دولار للأوقية، بينما صعد البلاتين نحو 0.6 في المائة إلى 1399.75 دولار، والبلاديوم 0.35 في المائة إلى 563.99 دولار للأوقية.

بدد اليورو أمس الخميس بعضا من مكاسب الجلسة الماضية، إذ عمد المستثمرون إلى بيع العملة لدى صعودها بسبب المخاوف المستمرة من أن تتقدم إسبانيا بطلب مساعدات إنقاذ شاملة. وانخفض اليورو 0.2 في المائة إلى 1.2130 دولار نزولا من مستوى 1.21705 دولار المرتفع الذي سجله يوم الأربعاء. وقال محللون إن هبوط اليورو قد يكون محدودا قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع المقبل نتيجة تكهنات بأن يشير صانعو السياسات إلى مزيد من التيسير النقدي، لكن من المتوقع أن يظل المستثمرون على حذرهم من شراء العملة بسبب ارتفاع تكلفة الاقتراض الإسبانية.

وقال ريتشارد فولكينهول، محلل العملات في «إس أي بي» في استوكهولم «الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير الاتجاه النزولي لليورو هو أن يطلق مجلس الاحتياطي الاتحادي مزيدا من التيسير الكمي أو بعض إجراءات السياسة النقدية الإضافية الأخرى. ما لم يحدث ذلك، فسيتوقف الأمر على ما يحدث في منطقة اليورو». وارتفع مؤشر الدولار 0.1 في المائة إلى 83.586، متخليا عن أعلى مستوى في أسبوعين البالغ 84.10. واستقرت العملة الأميركية عند 78.18 ين لتحوم قرب أدنى مستوى في سبعة أسابيع البالغ 77.94 ين المسجل هذا الأسبوع.

وقال متعاملون إن طلب المستوردين اليابانيين على الدولار قد يحد من هبوط العملة الأميركية. وأنهت الأسهم اليابانية تعاملات يوم الخميس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع ملموس على خلفية تراجع الين أمام اليورو واتجاه المستثمرين لشراء الأسهم التي انخفضت أسعارها بشدة خلال الأيام الماضية. وارتفع مؤشر «نيكي» القياسي بمقدار 77.2 نقطة بما يعادل 0.92 في المائة ليصل إلى 8443.1 نقطة بعد أن تراجع أمس بنسبة 1.44 في المائة.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا بمقدار 8.45 نقطة، أي بنسبة 1.2 في المائة إلى 714.91 نقطة بعد أن كان قد تراجع أمس بنسبة 1.56 في المائة.

وكانت أسهم الشركات المعتمدة على التصدير في مقدمة الرابحين مع تراجع قيمة الين أمام اليورو. ويؤدي انخفاض قيمة العملة اليابانية إلى زيادة القدرة التنافسية لمنتجات اليابان في الأسواق العالمية وارتفاع قيمة أرباح الاستثمارات اليابانية في الخارج. وارتفع سهم شركة «سوني كورب» بنسبة 4.94 في المائة، وسهم شركة «كوماتسو» لمعدات التشييد الثقيلة بنسبة 4.51 في المائة، وسهم «توشيبا كورب» للإلكترونيات بنسبة 1.24 في المائة، وسهم «تويوتا موتور كورب» بنسبة 1.81 في المائة، وسهم «هوندا موتور» بنسبة 1.4 في المائة خلال تعاملات اليوم. وفي الوقت نفسه، خسر سهم «كانون كورب» لمعدات التصوير 7.7 في المائة من قيمته في أعقاب إعلان الشركة خفض توقعات أرباح العام الحالي إلى 250 مليار ين (3.2 مليار دولار) مقابل 290 مليار ين كانت تتوقعها قبل شهر.

وارتفع سهم شركة «أوليبموس كورب» لمعدات التصوير والأجهزة الطبية بنسبة 9.63 في المائة بعد إعلان شركة المعدات الطبية «تيرمو كورب» اليوم اقتراح اندماج الشركتين معا. وكانت «أوليبموس» قد تعرضت لفضيحة كبيرة بسبب إخفاء خسائرها الرأسمالية خلال الفترة الماضية.