أسعار الغذاء وتباطؤ التجارة قد يشكلان ضربة مزدوجة لأفريقيا

يمثل الشبان 60% من مجموع العاطلين في القارة

TT

قال اقتصادي أفريقي بارز أمس الثلاثاء إن ارتفاع أسعار الغذاء قد يمثل ضربة خطيرة للبلدان المنتجة للسلع الأولية في أفريقيا إذا تضافر مع انخفاض صادرات النفط والمواد الخام الأفريقية إلى أوروبا والصين بسبب تباطؤ اقتصادي هناك.

واعتبر مثولي نكوبي كبير الاقتصاديين نائب الرئيس في البنك الأفريقي للتنمية أن التهديد الذي يمثله ارتفاع أسعار الغذاء يلقي بظلاله على التوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي في أفريقيا التي ستتفوق على الكثير من بقاع العالم.

وقال نكوبي لـ«رويترز»: «بالتأكيد هناك أسباب كثيرة للقلق» مشيرا إلى أزمة أسعار الغذاء والوقود التي اندلعت عام 2008 وأدت إلى اضطرابات اجتماعية وشغب في عدد من بلدان أفريقيا وأثرت مباشرة على نمو القارة.

وتوقع تقرير بشأن الآفاق الاقتصادية لقارة أفريقيا 2012 أعده البنك الأفريقي للتنمية مع مؤسسات دولية أخرى أن يرتفع النمو في القارة إلى 5.‏4% في 2012 من 4.‏3% في 2011 وهو ما ينم عن متانة في مواجهة الظروف العالمية الصعبة.

لكن البنك الدولي حذر أول من أمس الاثنين من أن ارتفاع أسعار الحبوب بشكل مقلق بسبب الجفاف الشديد في ولايات الغرب الأوسط الأميركي سيضر بفقراء العالم بما في ذلك أفريقيا أقل القارات تقدما.

وقال نكوبي في مقابلة على هامش مؤتمر لتوظيف الشبان في جوهانسبورغ «هذا خطر... إن واصلت (أسعار الغذاء) ارتفاعها ستكون هناك اضطرابات اجتماعية من جديد تهدد النمو الاقتصادي في أفريقيا».

وإذا ارتفعت أسعار الغذاء العالمية بشدة مرة أخرى فسيؤدي ذلك إلى الإضرار بدول أفريقيا التي تستورد الغذاء أكثر مما تصدره وسوف يتضافر مع أزمة منطقة اليورو وتباطؤ النمو الصيني ليؤثر سلبا على البلدان المصدرة للنفط والسلع الأولية الأخرى في القارة.

وقال نكوبي: «هذا سيمثل ضربة مزدوجة خطيرة».

ومن المتوقع أن يؤدي انخفاض الناتج الإجمالي الأوروبي بنسبة 1% مثلا إلى خصم نصف نقطة مئوية من النمو الأفريقي.

إلا أن نكوبي قال: إن أزمة أسعار الغذاء المحدقة قد تكون أقل خطورة من نظيرتها في 2008 التي صاحبها ارتفاع مواز في أسعار النفط والوقود وتوسع في استخدام الوقود الحيوي وأحوال جوية سيئة.

وأدت أزمة 2008 إلى أعمال شغب عنيفة في دول أفريقية مثل مصر والكاميرون.

ويرى نكوبي أن الحكومات والمؤسسات العالمية أكثر إدراكا واستعدادا الآن للتعامل مع أزمة جديدة في أسعار الغذاء قائلا: «العالم يعرف ما قد يحدث... هناك استعداد أفضل للتعامل مع الأزمة».

وسيكون البنك الأفريقي للتنمية مثلا مستعدا لتوفير الدعم المالي للحكومات التي تجد صعوبة في التعامل مع ارتفاع فواتير استيراد الغذاء وأزمات الميزانية.

ويقول نكوبي إنه رغم معدلات النمو الاقتصادي القوية نسبيا في أفريقيا فإن القارة تواجه ارتفاعا في مستويات البطالة.

ورغم أن القارة سجلت أعلى معدلات النمو في العالم في الفترة بين 2000 و2008. يمثل الشبان 60% من مجموع العاطلين في أفريقيا. وقد عجزت عن خلق وظائف تكفي لاستيعاب ما بين عشرة ملايين و12 مليون شاب وعدد متزايد من الخريجين الذين ينضمون لسوق العمل كل عام.