الإمارات توقع عقودا ضخمة للحصول على الوقود النووي من 6 شركات عالمية

بقيمة 3 مليارات دولار والإمدادات تبدأ مطلع 2015

TT

في خطوة إماراتية جديدة نحو امتلاك الطاقة النووية السلمية، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس عن نتائج المناقصة التي أطلقتها في يوليو (تموز) 2011 بهدف وضع استراتيجية لتوفير الوقود النووي اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية الإماراتية المزمع إنشاؤها وذلك للـ15عاما الأولى من عمر تشغيل المحطات، حيث تعاقدت المؤسسة مع مجموعة من كبار الموردين الدوليين لتوفير الخدمات المتعلقة بالوقود النووي لتلبية متطلبات المؤسسة، وابتداء من عام 2015 ستشارك 6 شركات عالمية - عاملة في قطاع توريد الوقود النووي - في استراتيجية المؤسسة للحصول على الوقود النووي وإمداداته حيث ستقدم شركة «كونفيردين» الأميركية خدمات التحويل على أن تقوم شركة «يورانيوم ون» الكندية بتوريد اليورانيوم الطبيعي وشركة «يورينكو» من المملكة المتحدة خدمات تخصيب اليورانيوم.

وقال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن توقيع عقود تأمين الوقود النووي يعد إنجازا مهما للمؤسسة ومثالا واضحا لاتباع دولة الإمارات أعلى المعايير المتعارف عليها دوليا في تنفيذها للبرنامج النووي السلمي.

وأضاف إن هذه العقود ستساعد المؤسسة في ضمان أمن إمدادات الوقود النووي على المدى البعيد بالإضافة إلى ضمان الجودة العالية والحصول على أفضل الأسعار وأفضل الشروط التجارية التنافسية مشيرا إلى أنها ستمثل بداية لعلاقات طويلة الأمد مع شركات دولية ذات سمعة ممتازة في هذه الصناعة.

ولفتت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى أنها تعاقدت مع عدة جهات للحصول على عدد من الخدمات تتمثل في تأمين اليورانيوم الطبيعي المركز ذي نوعية قابلة للتصنيع كوقود نووي، وخدمات التحويل لخام اليورانيوم حيث يتم تحويل خام اليورانيوم إلى مواد جاهزة للتخصيب وخدمات التخصيب، التي يتم فيها تخصيب المواد للمستوى المطلوب حتى تستخدم في وقود محطات الطاقة النووية وتأمين إمدادات اليورانيوم المخصب.

وسيتم توريد اليورانيوم المخصب إلى شركة «كيبكو» للوقود النووي التابعة للشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) وهي عضو في العقد الرئيسي للمشروع، التي ستعمل على تصنيع وحدات الوقود اللازم لاستخدامها في محطات الطاقة النووية الأربع المخطط بناؤها في الإمارات، في حين ستضمن استراتيجية الوقود النووي أمن الإمدادات والسرعة في التوريد والجودة في المواد المستوردة، وتقديم فرصة للشركات العالمية للتنافس مما يوفر للبرنامج النووي الإماراتي السلمي المرونة في التوريد للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وابتداء من عام 2015 ستشارك 6 شركات عالمية - عاملة في قطاع توريد الوقود النووي - في استراتيجية المؤسسة للحصول على الوقود النووي وإمداداته حيث ستقدم شركة «كونفيردين» الأميركية خدمات التحويل على أن تقوم شركة «يورانيوم ون» الكندية بتوريد اليورانيوم الطبيعي، وشركة «يورينكو» من المملكة المتحدة خدمات تخصيب اليورانيوم، كما ستقوم شركة «ريوتينتو يورانيوم» ومقرها المملكة المتحدة بتوريد اليورانيوم الطبيعي في حين تورد شركة «تينيكس» الروسية إمدادات اليورانيوم المركز وخدمات التحويل لخام اليورانيوم وخدمات التخصيب بالإضافة إلى شركة «آريفا» الفرنسية، التي ستورد إمدادات اليورانيوم المركز وخدمات التحويل لخام اليورانيوم وخدمات التخصيب، في حين تقدر قيمة العقود الستة بنحو 3 مليارات دولار أميركي وفقا لتقديرات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وذلك حسب قيمة السوق الحالية.

وسيوفر الوقود المتعاقد عليه ما يصل إلى 450 مليون ميغاواط في الساعة من الطاقة الكهربائية، التي تكفي لمدة 15 عاما، حيث سيبدأ تشغيل أول محطة للطاقة النووية في عام 2017 سعيا لإنتاج طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وفعالة وصديقة للبيئة لدولة الإمارات.

يذكر أن المؤسسة الإمارات للطاقة النووية وضعت استراتيجيتها لتوريد الوقود النووي بناء على سياسة حكومة دولة الإمارات الداعمة للجهود الدولية المبذولة لمنع الانتشار النووي، حيث أصدرت الحكومة في شهر أبريل (نيسان) 2008 وثيقة سياسة تطوير الطاقة النووية التي تظهر فيها دعمها لهذه الجهود الدولية وتوضح فيها كثيرا من الالتزامات بما في ذلك قرار التخلي عن إجراء عمليتي تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود النووي وتم التصديق على هذا الالتزام بموجب المرسوم الذي أصدر في عام 2009 بشأن تنظيم استخدامات الطاقة النووية السلمية.

و قالت المؤسسة إن عملية اختيار الموردين استندت على عملية تقييم تجارية وتقنية وتضمنت مفاوضات كثيرة استمرت عاما كاملا وقع بعدها الاختيار على هذه المجموعة من نخبة الموردين العالميين، وأجريت المناقصة بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية المتبعة في هذه الصناعة، التي تتبعها الشركات المتعاقدة لتوفير الوقود النووي لضمان أمن الإمدادات وتأمين وقود نووي بأعلى معايير الجودة ولضمان التميز التجاري، معتبرة أن هذه العملية ستساعد المؤسسة في بناء قدرة استراتيجية وكفاءة تجارية عالية في عملية تأمين الوقود النووي، مشيرة إلى أنها استخدمت نظام المقارنة بين الشركات لضمان التوافق مع أعلى المعايير العالمية في عملية التوريد.

وتعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على بناء 4 مفاعلات نووية متقدمة من طراز 1400 في موقع براكة في المنطقة الغربية في أبوظبي، الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لدعم التنمية الاقتصادية للدولة، وحصلت المؤسسة في شهر يوليو على موافقة كل من هيئة البيئة – أبوظبي والهيئة الاتحادية للرقابة النووية لبناء أول محطتين للطاقة النووية في براكة، ومن المتوقع أن يتم تشغيل أول المفاعلات النووية في عام 2017 بعد الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات التنظيمية، في حين أنه من المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعلات الأخرى على التوالي خلال أعوام 2019 و2018 و2020.