«جنرال موتورز» تجدد آمالها تجاه سيارة «كاديلاك» جديدة صغيرة الحجم

«إيه تي إس» طراز تراهن عليه لترسيخ مكانتها في سوق السيارات الفاخرة عالميا

سيارة كاديلاك «إيه تي إس» التي تراهن عليها جنرال موتورز (إ.ب.أ)
TT

مضت ثلاث سنوات منذ أن تعثرت شركة «جنرال موتورز» جراء الإفلاس الذي مرت به مع تعهد بأن أحدث سياراتها ستدخل المنافسة مع أفضل السيارات في العالم.

لكن فيما عكفت على رفع مستوى جودة منتجاتها منذ ذلك الحين، ما زال يتعين على شركة «جنرال موتورز» طرح موديل جديد مميز يثبت أنها تنتمي للشركات النخبة في مجال الصناعة.

وهذا على وشك التغير، بحسب مسؤولين تنفيذيين في الشركة، من خلال طرح موديل «كاديلاك إيه تي إس» هذا الشهر - سيارة سيدان فخمة مدمجة مع مطامح بأن تتبرع على عرش هذه الفئة، التي تعتليها « بي إم دبليو الفئة الثالثة».

بالنسبة لشركة «جنرال موتورز»، تعتبر السيارة «إيه تي إس» بمثابة جهد قد يكلل بالنجاح أو يبوء بالفشل لترسيخ مكانة «كاديلاك» كمنافس شرعي في سوق السيارات الفاخرة العالمي.

ولتحقيق النجاح، يجب أن تطرح السيارة «إيه تي إس» المصقولة خفيفة الوزن بحيث تمحو صورة كاديلاك المتأخرة كعلامة معروفة بمنافس المبرد الرديئة والمحركات الضخمة والتصميمات المبهرجة.

وقال مارك رويس، رئيس عمليات شركة «جنرال موتورز» في أميركا الشمالية: «إنني على وعي تام بحقيقة أن هذا التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها من خلال هذه السيارة وحدها». وأضاف: «علينا أن نستمر في القيام بالتغييرات التي أدخلنا على هذه السيارة خلال فترة العشرة أعوام أو العشرين عاما المقبلة لكي نثبت هذا».

وينظر محللون في مجال السيارات إلى السيارة «كاديلاك» الجديدة بوصفها دليلا على النجاح الذي حققته شركة «جنرال موتورز» منذ انهيارها المالي وحزمة الإنقاذ الحكومية التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار.

وبينما أبلت شركة «جنرال موتورز»، التي ما زالت نسبة 26 في المائة من أسهمها مملوكة للحكومة، بلاء حسنا، من خلال تصميمات جديدة لموديلات معروفة مثل «شيفروليه ماليبو»، بدأت الشركة من الصفر بتصميم السيارة «إيه تي إس».

ومن خلال أملها في جذب مشترٍ أصغر سنا، ابتكرت منصة جديدة للسيارات التي تعمل بنظام الدفع الخلفي وزودت السيارة بأحدث تكنولوجيا وبعناصر تحكم في شاشة تعمل باللمس.

«هذا شيء لم تكن شركة جنرال موتورز القديمة لتحاول حتى القيام به»، هذا ما قاله ديفيد ويستون، محلل لدى شركة أبحاث «مورنينغستار». وأضاف: «إنهم في حاجة ماسة لهذه السيارة لرفع مستوى علامة كاديلاك التجارية بأكملها».

كان ريوس من بين المسؤولين التنفيذيين بشركة «جنرال موتورز» الذين ضغطوا على الشركة من أجل تصنيع سيارة سيدان «كاديلاك» مدمجة يمكنها أن تنافس أفضل السيارات التي ستطرحها شركتا «بي إم دبليو» و«مرسيدس».

في الماضي، هابت الشركة الدخول في منافسة بشكل مباشر مع سيارات «3 سيريس» الأصغر، مفضلة التركيز على إنتاج سيارات سيدان أضخم وأثقل وسيارات رياضية.

ولكن من خلال سيارات «إيه تي إس»، حاكت شركة «جنرال موتورز» أبعاد موديل السيارة «بي إم دبليو» واستخدمت ألمونيوم عالي المتانة وأجزاء أخرى لجعل السيارة أبسط نسبيا من السيارة «3 سيريس» أو الفئة «سي» من «مرسيدس بنز».

وقال ريوس: «في نهاية اليوم، سوف يشتري الزبون السيارة اعتمادا على العوامل المعتمدة من حيث الحجم والسعر والأداء». وأضاف: «للمرة الأولى، قمنا بالفعل بتصنيع سيارة أصغر حجما وأخف وزنا من جميع السيارات الأخرى».

تأتي السيارة «إيه تي إس» مع ثلاثة خيارات للمحركات، تتراوح ما بين محرك 4 سلندر يقطع مسافة 30 ميلا للغالون في قيادة على الطريق السريع إلى محرك «في - 6» الأكثر قوة الذي يمكن أن يقطع مسافة 130 ميلا في الساعة.

إضافة إلى ذلك، فقد قامت شركة «جنرال موتورز» بتخفيف حدة مظهر السيارة، وذلك عن طريق الاستعاضة عن الانثناءات الحادة واستخدام الكروم بنسبة كبيرة الذي يميز الكثير من موديلات «كاديلاك» الأخرى بتصميم محسَّن يركز على غطاء محرك السيارة المعدني الانسيابي وألواح الجسم.

وقال ديفيد ليون، كبير المهندسين المختصين بتصميم «إيه تي إس»: «لقد تعلمت عدة دروس من هذه السيارة». وأضاف: «ظللت مع شركة كاديلاك لمدة 30 عاما، ومن اليوم الأول، قلنا إن هذا سيكون مختلفا عن أي شيء قمنا به من قبل».

إضافة إلى ذلك، يعكس التصميم الأبسط مطامح شركة «جنرال موتورز» للسيارة في أسواق مثل الصين وأوروبا، حيث لا يلقى التاريخ الأميركي للسيارة «كاديلاك» صدى لدى العملاء، حينما تدخل السيارة الأميركية في منافسة مع العلامات التجارية الفاخرة الألمانية واليابانية.

لم تكشف شركة «جنرال موتورز» عن أهداف المبيعات للسيارة «إيه تي إس» في الولايات المتحدة أو في الأسواق الدولية، غير أن ريوس ذكر أنه توقع أن تصبح أكثر موديلات «كاديلاك» مبيعا.

قد يتقدم إنجاز ناجح في قطاع السيارات الفاخرة المدمجة في الطريق نحو الارتقاء بمكانة «كاديلاك» في السوق الأميركية. في السبعة أشهر الأولى من العام، باعت شركة «كاديلاك» 76,000 سيارة في الولايات المتحدة، مقارنة بـ185,000 سيارة من قبل شركة «بي إم دبليو» و164,000 من قبل شركة «مرسيدس بنز».

وتأمل شركة «جنرال موتورز» أيضا أن تمحو السيارة «إيه تي إس» ذكريات آخر مرة حاولت فيها شركة «كاديلاك» تصنيع سيارة سيدان مدمجة، عندما أدخلت تحسينات على سيارة «شيفروليه» رائجة في ثمانينات القرن العشرين وأطلقت عليها اسم «سيمارون». كانت السيارة بمثابة إخفاق واضح وتجسيد لعجز شركة «جنرال موتورز» عن التواصل مع عملاء أثرياء مميزين.وقال جيم هول، المدير المفوض لشركة استشارات السيارات «2953 أناليتيكس» في بيريمينغهام بولاية ميتشيغن: «لنواجه تلك الحقيقة، كانت السيارة (إيه تي إس) هي النقيض للسيارة (سيمارون)».

وعلى الرغم من ذلك، فقد تساءل هول عما إذا كانت أثمن جهود شركة «جنرال موتورز» يمكن أن تفلح في إقناع محبي «بي إم دبليو» بالاهتمام بموديل السيارة «سيدان» المصنوعة في ديترويت من قبل شركة «جنرال موتورز».

وقال: «إنهم لن يصرفوا انتباه الناس عن (بي إم دبليو) في البداية، لكن عليهم على الأقل أن يكونوا على قائمة السيارات المهمة للعملاء». وأضاف: «وربما يتطلب هذا أعواما».

لقد قامت شركة «جنرال موتورز» بدعاية مكثفة للسيارة خلال الصيف، غير أنه لا يتوقع أن تكون أول الشحنات ضمن السيارات التي يعرضها التجار لمدة أسبوع آخر. وأشار ستيف غرونر، أحد مندوبي مبيعات «كاديلاك» في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، إلى أن مئات الأفراد قد استعلموا عن السيارة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال غرونر: «الاهتمام موجود والناس مسرورون بالسيارة». لكنه أضاف: «لا شيء يضارع الجلوس وقيادة السيارة الحقيقية».

لقد حددت شركة «جنرال موتورز» سعرا للسيارة يقل بنحو ألفي دولار عن سيارة «بي إم دبليو» أو «مرسيدس» مماثلة، حيث يبلغ سعر موديل «إيه تي إس» الأساسي من السيارة 34,000 دولار، فيما يبلغ سعر أغلى موديل من السيارة 48,000 دولار.

وحتى في حالة ما إذا فشلت في جذب مشتري «بي إم دبليو» محتملين للسيارة «كاديلاك»، فيجب أن تكون السيارة «إيه تي إس» بديلا قيما لموديلات فاخرة أخرى من المستوى الأول من موديلي «ليكزس» التي تنتجها شركة «تويوتا» و«أكورا» التي تنتجها شركة «هوندا».

ويتمثل عميل واحد يدرس بالفعل السيارة «إيه تي إس» في دوغ إيفانيتسكي، المحلل البرمجي البالغ من العمر 44 عاما من إنولا ببنسلفانيا. وهو يقود موديلا أقدم من السيارة «ليكزس آي إس»، لكنه قد عكف على قراءة مقالات المديح المنشورة في مجلات السيارات والتي تقارن بصورة إيجابية السيارة «إيه تي إس» بالسيارة «بي إم دبليو».

وقال: «هذا مؤثر جدا، لأن السيارة (3 سيريس) كانت على رأس المستوى الأول من سيارات السيدان الرياضية لأعوام متتالية». وأضاف: «إذا كان بإمكان شخص ما حتى الاقتراب من هذا، فسيكون جديرا بالمشاهدة».

* ساهم شارون سيلك كارتي في كتابة التقرير من ديترويت.

* خدمة «نيويورك تايمز»