للشباب فقط

علي المزيد

TT

نحن في أسبوع العيد، والاقتصاد مادة ثقيلة لا أرغب في أن أصدع رؤوسكم أيها القراء الكرام بها، ولكن اسمحوا لي أن أحكي لكم حكاية قصيرة، يحكى أن شاب سعودي اسمه مقبول الحربي، حصل على الثانوية العامة وعمل موظفا، ولكن الوظيفة لم ترض طموحه ولم تسد حاجاته، فقرر أن يشتغل بالتجارة، تفتق ذهنه أن يعمل في وساطة التأمين أي يبيع وثائق تأمين للعملاء.

بدأ بهذه «الشغلة» واستمر حتى بلغت مبيعاته لشركة واحدة فقط 30 مليون ريال ومكسبه من ذلك هو العمولة التي يتقاضاها مقابل بيع وثيقة التأمين، الشاب نشيط فأصبح وكيلا حصريا لشركات تأمين كبرى، ولكن حتى ذلك لم يرض طموحه فرغم الدخل فإنه وجد ذلك لا يختلف عن المعاش الشهري الذي يتقاضاه من الوظيفة، فقرر أن يضيف عملا آخر لعمل وساطة التأمين.

فأضاف التحصيل لبنك سعودي كبير وهذا أيضا يتقاضى مقابله عمولة ورغم ذلك لم ترض هاتان «الشغلتان» طموحه فقرر أن ينتج سلعته الخاصة ويبيعها في الأسواق، ذهب إلى الصين وتعاقد مع أحد مصانعها لينتج الشماغ أو «الغترة الحمراء»، ونجح في ذلك وأطلق على الشماغ الذي أنتجه «أماثل»، وبدأ يبيعه في السوق السعودية واقتطع حصة جيدة منه.

بعد هذا النجاح الذي حققه دعي لمؤتمر تنظمه لجنة المنشآت الصغيرة في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض ليعرض تجربته، وكان من ضمن الحاضرين وزيرا المالية والتجارة السعوديان اللذان أعجبا بتجربة الشاب وعرضا عليه المساعدة بأي شكل من الأشكال شرط أن يوطن الصناعة ويوظف السعوديين.

كلام الوزيرين لم يكن للاستعراض أمام فلاشات الصحافيين أو كاميرات التلفزيون، ذلك أن نائب وزير المالية اجتمع بالشاب مرتين ليتعرف على الطريقة المثلى لمساعدته، أعرض عليكم القصة لأقول لكل الشباب الذين يدعون أنهم لم يجدوا أعمالا أن من يضع نفسه في طريق الفرصة ويكون لديه الاستعداد يجد الدعم من الرسميين وغير الرسميين ودمتم.

* كاتب اقتصادي