استطلاع: محللون يرفعون توقعات سعر النفط لعامي 2012 و2013

مصدر بريطاني: أسعار النفط ستناقش على الأرجح في اجتماع صندوق النقد

TT

قال مصدر بوزارة الخزانة البريطانية أمس الأربعاء إنه من المرجح أن يناقش وزراء المالية في اجتماعات صندوق النقد الدولي أوضاع أسواق النفط بعدما قالت مجموعة الدول السبع الصناعية إنها قد تستخدم الاحتياطيات الاستراتيجية لتهدئة الأسعار. وقال المصدر لـ«رويترز»: «قضية أسواق النفط ستطرح في الاجتماعات الدولية في أكتوبر (تشرين الأول)».

والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا متحمسة للإفراج عن الاحتياطيات النفطية لخفض أسعار النفط وتحسين آفاق الاقتصاد العالمي. وقالت بريطانيا إنها قد تؤيد مثل هذا التحرك، لكن المسؤولين الكنديين وإلى حد ما المسؤولين الألمان واليابانيين لديهم شكوك إزاء هذه الخطوة. وقد تثار القضية في جلسة لمجموعة العشرين في اجتماع صندوق النقد في طوكيو والذي سيعطي المفاوضين الغربيين فرصة للقاء نظرائهم السعوديين.

وحث وزراء مالية مجموعة الدول السبع المنتجة للنفط أول من أمس الثلاثاء على زيادة الإنتاج في بيان مشترك أثار أيضا احتمال الإفراج عن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.

واستقطع وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن بعض الوقت من عطلته في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ليساعد في التوسط في صياغة بيان مجموعة السبع والتي تحتم تخفيفها لإدراج العديد من الآراء المختلفة.

ومع معارضة كندا الإفراج عن الاحتياطي النفطي حتى لو ظلت الأسعار مرتفعة في ظل ركود قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي يعتبر الاستخدام المنسق لمجموعة السبع للاحتياطيات أمرا غير مرجح، لكن بيانا قويا من مجموعة العشرين في صندوق النقد الدولي قد يساعد في تهدئة الأسعار. وقال المصدر البريطاني إن بيان مجموعة السبع أظهر أن فكرة الإفراج عن المخزونات تُنظر بجدية.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا ناقشتا في مارس (آذار) الإفراج عن الاحتياطيات النفطية، وجرى نفض الغبار عن هذه الخطط الشهر الحالي مع زيادة التكهنات بأن تحركا من هذا القبيل قد يأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني).

من جهة أخرى، أظهر استطلاع أجرته «رويترز» ارتفاع توقعات المحللين لسعر النفط هذا العام وفي 2013 لمخاوف بشأن المعروض وتوقعات لجولة جديدة من التحفيز النقدي مما قد يحسن فرص النمو الاقتصادي. ومن المتوقع بحسب الاستطلاع الشهري الذي تجريه «رويترز» لآراء 28 محللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 109.50 دولار للبرميل في 2012، بزيادة 1.20 دولار عن استطلاع يوليو (تموز). وبلغ متوسط سعر برنت نحو 112 دولارا للبرميل منذ مطلع العام ارتفاعا من 111 دولارا في 2011.

وقال جوليان جسوب، المحلل لدى «كابيتال إيكونوميكس»: «عدلنا توقعاتنا للمدى القريب بالزيادة نظرا للدعم المستمد من الآمال في تحفيز عالمي والمخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط». وأضاف «لكن تلك العوامل ستتلاشى بنهاية العام الحالي ليحل محلها تجدد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي ومستقبل اليورو».

وتوقع الاستطلاع تراجع برنت إلى 106.10 دولار في المتوسط في الربع الثالث من 2012، و106.50 دولار في الربع الأخير. وبالنسبة لعام 2013 فمن المتوقع أن يبلغ سعر برنت في المتوسط 107.20 دولار للبرميل بزيادة 70 سنتا عن تقديرات يوليو.

وتوقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 95.90 دولار للبرميل في 2012، بزيادة 50 سنتا عن رقم يوليو. وبالنسبة لعام 2013 توقع الاستطلاع 99.50 دولار للبرميل بزيادة 60 سنتا عن الشهر السابق.

وقد تراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت إلى أقل من 112 دولارا للبرميل أمس الأربعاء، حيث لم يلحق إعصار إيزاك الذي بلغ اليابسة في لويزيانا أضرارا كبيرة بمنشآت إنتاج النفط على ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة. وأغلقت شركات الطاقة الأميركية معظم منشآتها في خليج المكسيك لينخفض إنتاج المنطقة النفطي بما يزيد على 90 في المائة، ومعظم الإغلاقات كانت احترازية.

وأسهمت في دفع الأسعار للانخفاض زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام بالولايات المتحدة وبيانات تظهر انخفاض ثقة المستهلك الأميركي، لكن استمرار التوترات في الشرق الأوسط قدم دعما.

وبحلول الساعة 09.52 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر واحدا في المائة إلى 111.58 دولار للبرميل بعدما تراجعت في وقت سابق أثناء الجلسة إلى 111.50 دولار. وهبط الخام الأميركي الخفيف 80 سنتا إلى 95.53 دولار للبرميل.

وقال كارستن فريتش، محلل النفط لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت «من المتوقع أن يعود إنتاج النفط في خليج المكسيك إلى مستوياته المعتادة. علاوة على ذلك فقد جاءت بيانات المخزونات الأميركية محبطة». وأضاف «من المرجح أن تهبط الأسعار بشكل معتدل على الأمد القصير مع عودة إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى المستويات المعتادة».