صفقتا استحواذ في السوق المصرية تعيدان التفاؤل في اقتصاد البلاد

إحداهما في القطاع الطبي والأخرى في السلع الاستهلاكية

جانب من نشاط سوق الأسهم في مصر
TT

شهدت السوق المصرية خلال الفترة الماضية نشاطا في عمليات الاستحواذ التي تتم في السوق التي لا يزال يتخوف المستثمرون من ضخ أموالهم به، في انتظار استقرار الأوضاع، لكن محللين يرون أن تلك الصفقات قد تعيد التفاؤل في الاقتصاد، الذي يعاني بشدة منذ اندلاع ثورة يناير قبل أكثر من عام ونصف العام.

وأعلنت أمس شركة «بلتون كابيتال» القابضة للاستثمارات المالية، أمس، عن استحواذها على 50 في المائة من شركة «شمس الصناعية» من خلال عملية زيادة رأسمال الشركة. وتعد شركة «شمس» الموزع والمصنع الوحيد لجميع أجهزة الكهربائية الخاصة بشركة «HISENSE» في مصر من خلال مصنعها في مدينة السادس من أكتوبر. وتواجد أجهزة «HISENSE» في السوق المصرية منذ عام 2008، وتستحوذ على حصة كبيرة في السوق المصرية.

وقال حازم بركات رئيس مجلس إدارة «بلتون كابيتال» القابضة للاستثمارات المالية إن الصفقة تستهدف زيادة استثمارات الشركة في السوق المصرية، مما يساهم في زيادة الحصة السوقية للشركة في السوق ودعم خدمات ما بعد البيع وخدمة المستهلك. وأشار هاني شمس رئيس مجلس إدارة شركة «شمس الصناعية» إلى أن شركة «شمس الصناعية» قامت بتوقيع اتفاقية في الصين خلال زيارة رئيس الجمهورية لبناء مجمع صناعي شامل للأجهزة المنزلية والصناعات المغذية لها على مساحة 200 ألف متر مربع بتكلفة استثمارية 130 مليون دولار، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمجمع الجديد نصف مليون جهاز تلفزيون «LCD» بالإضافة إلى 1.5 مليون وحدة أجهزة منزلية، ويستهدف إنتاج المجمع السوق المحلية بالإضافة إلى التصدير إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

تأتي تلك الصفقة عقب استحوذت أبراج «كابيتال» على معمل «المختبر» المصري الذي يعمل في مجال التحاليل الطبية، في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 1.27 مليار جنيه (208 ملايين دولار)، واستحوذت «أبراج» في 2008 على 76 في المائة من معمل البرج، في صفقة بلغت قيمتها آنذاك مليار جنيه (164 مليون دولار)، وقامت برفع حصتها في السوق بعد ذلك.

وبلغت إيرادات شركة «المختبر» العام الماضي نحو 198 مليون جنيه (32.5 مليون دولار) بنمو بلغ 12.5 في المائة، مقارنة بإيراداتها خلال عام 2010 البالغة 176 مليون جنيه (28.9 مليون دولار) في 2010.

وقال محللون إن نشاط الاستحواذ والاندماج في مصر، يشير إلى أن الرؤية بدأت تضح لهم خلال الفترة الحالية، مؤكدين أن المستثمرين لا يزالون مترقبين استقرار الأوضاع في البلاد.

وأكد محللون أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من عمليات الاستحواذ والاندماجات في مجالات كثيرة، خاصة مع تعثر بعض المشاريع في البلاد، ولكن قد تكون الأوضاع الآن غير مواتية بشكل كبير؛ سواء للمستثمرين المحللين أو الأجانب.

وقال محمد عبد المطلب المحلل المالي إن الصفقات تلك هي دليل على جاذبية السوق المصرية، واعتمدت تلك الصفقات، بحسب عبد المطلب، إلى معدل الاستهلاك الكبيرة في السوق المصرية، فإحدى الصفقات في قطاع العلاج والأدوية، وهذا القطاع مؤهل للنمو خلال بشكل مستمر في مصر نتيجة زيادة عدد السكان، كذلك الصفقة التي عقدتها «بلتون»، في قطاع السلع الاستهلاكية الموجه للسوق المحلية، وهو أيضا مؤهل للنمو نتيجة تزايد معدلات الاستهلاك في مصر.

وأضاف عبد المطلب أن الأكثر دلالة على ثقة المستثمرين في السوق الصفقات التي تعقدها شركة «بلتون»، وتابع: «بعد أن كانت الشركة تسعى في وقت سابق إلى تقليص عملياتها في مصر، وبعد سعي علاء سبع رئيس مجلس إدارة الشركة الأم إلى بيع حصته في الشركة بعد الثورة، تراجع عن ذلك وبدأ يعزز نشاطه في السوق».

وقامت «بلتون» المالية القابضة خلال منتصف الشهر الحالي، بتأسيس شركة لإدارة الأصول وصناديق الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع شركة «التري» المالية العالمية، وقالت الشركة وقتها إنها تهدف من تلك الخطوة إلى تعزيز وجودها في مصر وأفريقيا.

وقال عبد المطلب إن الزيارات والعلاقات المفتوحة الآن بين أكبر دولتين في العالم الصين وأميركا قد يؤتي ثماره خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد نشاهده من خلال عمليات تأسيس شركات جديدة أو الاستحواذ على شركات قائمة في مصر.

وتعاني مصر من ضعف تدفق الاستثمارات، وتستهدف البلاد خلال العام المالي الجاري ضخ استثمارات بنحو 276 مليار جنيه (45.3 مليار دولار)، منها 43 مليار جنيه (7 مليارات دولار) سيتم تمويلها من الموازنة العامة للدولة خلال العام المالي الجاري مقارنة بنحو 28 مليار جنيه تم ضخها من موازنة الدولة العام المالي الماضي، فيما سيتم تمويل باقي تلك الاستثمارات من بعض الجهات الحكومية والهيئات الاقتصادية التابعة للحكومة والقطاع الخاص، والجزء الآخر يمول من المنح والقروض ومبادلة الديون.