قد تحرم أسوأ موجة جفاف تشهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن الأميركيين من ميزة لا يتمتع بها سوى عدد قليل من الدول، وهي الأسعار المعتدلة للحوم.
وكان تضرر الحقول من الجفاف قد دفع أسعار الحبوب إلى ارتفاعات صاروخية، وزاد من تكلفة الأعلاف، مما فع بعض مربي الماشية إلى تصفية قطعانهم. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار اللحوم. وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية ارتفاع أسعار لحوم الأبقار والعجول بنحو 4.5 في المائة هذا العام و5 في المائة في 2013. وقد تقفز منتجات لحوم الخنزير نحو 3 في المائة هذا العام و3.5 في المائة العام المقبل.
وفي وقت يتضرر فيه المستهلك الأميركي من ارتفاع معدل البطالة وصعود أسعار البنزين يكون لأي زيادة في تكاليف الغذاء أثر كبير على إنفاق الطبقة المتوسطة، مما يشكل عامل تراجع إضافيا للاقتصاد. وقال بوب جولدين نائب الرئيس التنفيذي لشركة لاستشارات قطاع الغذاء لـ«رويترز»: «سيشكل ذلك صعوبة جديدة على الناس الذين يعانون بالفعل». وأضاف: «بالنسبة لأغلب المستهلكين الآخرين سيشكل ذلك عبئا إضافيا على ميزانياتهم». ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغذاء في 2013 بمعدل أسرع من الطبيعي للمرة الرابعة في 7 سنوات. وأشارت توقعات صدرت في الآونة الأخيرة من وزارة الزراعة الأميركية إلى ارتفاع أسعار الغذاء، بما يصل إلى 4 في المائة.
وكانت المواد الغذائية في الولايات المتحدة على مر التاريخ رخيصة بالمقارنة بما ينفقه سكان الدول الأخرى. وفي 2010، أنفق الأميركيون 9.4 في المائة فقط من دخلهم القابل للإنفاق على الغذاء، وفقا لنتائج بحث أعدته خدمة البحوث الاقتصادية بوزارة الزراعة.