ارتفاع الشحنات النفطية الإيرانية في أغسطس رغم العقوبات الأوروبية

العقوبات الأميركية والأوروبية أزاحت إيران من مركزها التقليدي كثاني أكبر منتج في أوبك

عامل إيراني في إحدى المنشآت النفطية الإيرانية (أ.ب)
TT

أظهرت بيانات أصدرتها وزارة التجارة اليابانية أمس أن واردات اليابان من النفط الإيراني هبطت إلى الصفر في يوليو (تموز) مع إحجام ثالث أكبر مشتر للخام الإيراني عن تحميل الشحنات من الجمهورية الإسلامية لتفادي خرق حظر للاتحاد الأوروبي على التأمين بدأ سريانه في الأول من الشهر الماضي.

وتوقف المشترون اليابانيون عن شحن الخام الإيراني في أوائل يونيو (حزيران) حتى لا تصبح الناقلات أثناء إبحارها في المرحلة الأخيرة من رحلتها إلى اليابان غير مشمولة بالتغطية التأمينية في أوائل يوليو.

وبحسب رويترز تختلف بيانات وزارة التجارة عن أرقام للواردات التي عبرت الجمارك صدرت أول من أمس الخميس وأظهرت أن اليابان استوردت 126726 برميلا يوميا من إيران الشهر الماضي بانخفاض نسبته 5.‏52% عن الشهر نفسه من العام الماضي.

وربما تكون بيانات أول من أمس التي صدرت من وزارة المالية قد عكست تأخيرا في التخليص الجمركي لشحنة أو أكثر وصلت في أواخر يونيو أو قبل ذلك.

وأعلنت كوريا الجنوبية أيضا على غير المتوقع أنها استوردت نفطا إيرانيا في يوليو وهو ما يمكن إرجاعه إلى تأجيل تحميل شحن شحنات كانت مقررة في يونيو.

وكان مسح لـ«رويترز» أظهر أول من أمس أن شحنات النفط الإيرانية ارتفعت قليلا في أغسطس (آب) من أدنى مستوياتها في أكثر من 20 عاما لتساهم في زيادة لإنتاج أوبك يرجع الفضل فيها أساسا إلى صادرات أنغولا ونيجيريا.

وكشف المسح أيضا أن السعودية ودول الخليج العربية - وهم أقدر أعضاء أوبك على تعزيز الإنتاج في وقت قصير - لم يضخوا مزيدا من النفط هذا الشهر رغم دعوات من دول مستهلكة لتعزيز الإمدادات بهدف تهدئة الأسعار التي ارتفعت إلى 113 دولارا لبرميل خام برنت.

وأظهر المسح الذي شمل مصادر في شركات نفطية ومسؤولين في أوبك ومحللين أن متوسط إنتاج المنظمة التي تضم 12 عضوا بلغ 53.‏31 مليون برميل يوميا هذا الشهر ارتفاعا من 30.‏31 مليون برميل يوميا في يوليو.

وكان إنتاج أوبك قد تراجع من 75.‏31 مليون برميل يوميا في أبريل (نيسان) وهو أعلى مستوياته منذ سبتمبر (أيلول) 2008. وبهذه الزيادة في أغسطس تضخ المنظمة نحو 5.‏1 مليون برميل يوميا فوق سقف الإنتاج الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميا.

وقال هاري تشيلينجيريان المحلل لدى بي إن بي باريبا «في هذه المرحلة ليس هناك ضغط غير عادي على أوبك لرفع الإنتاج» نظرا لأن الخام الأميركي متداول تحت 100 دولار للبرميل وخام برنت تحت 120 دولارا للبرميل.

وأضاف: «أي طلب إضافي على نفط المنظمة يمكن تلبيته من مخزونات المنتجين التي تزايدت منذ بداية العام».

وكان الاتجاه الجدير بالملاحظة في أغسطس عدم حدوث مزيد من الانخفاض في صادرات النفط الإيرانية التي هبطت بشكل حاد هذا العام بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية. وارتفعت إمدادات إيران 50 ألف برميل يوميا بحسب المسح إلى 85.‏2 مليون برميل يوميا في أغسطس.

وأصبح النفط الإيراني عرضة لحظر استيراد من جانب الاتحاد الأوروبي من الأول من يوليو. ويمنع الحظر أيضا شركات التأمين الأوروبية من توفير غطاء تأميني للصادرات الإيرانية وهو ما يشكل عقبة أمام المشترين غير الأوروبيين للنفط الإيراني.

وقالت مصادر في المسح إن مزيدا من النفط الإيراني اتجه في أغسطس إلى بعض العملاء في آسيا مثل اليابان حيث شجع التأمين على السفن المدعوم من الحكومة المشتريات رغم العقوبات الأوروبية.

وزادت صادرات أنغولا ونيجيريا في أغسطس. وبلغت صادرات أنغولا أعلى مستوى لها في عامين ونصف العام نظرا لشحنات إضافية من بعض الخامات واستكمال أعمال الصيانة في حقل جيراسول النفطي وهو واحد من أكبر المنشآت النفطية في البلاد.

غير أن هذه الزيادات تبدو مؤقتة لأن برامج التحميل تنبئ بانخفاض في الأحجام من كلا الدولتين في سبتمبر.

وارتفع الإنتاج الليبي بواقع 20 ألف برميل يوميا في أغسطس بعد أن تعطلت الصادرات في بعض أيام يوليو بسبب احتجاجات من مجموعات تطالب بمزيد من الاستقلال لشرق ليبيا.

ويساور القلق الدول المستهلكة بشأن ارتفاع الأسعار وتريد من المنتجين أن يفعلوا المزيد. وحث وزراء مالية الدول السبع الصناعية الكبرى الدول المنتجة للنفط يوم الثلاثاء على رفع الإنتاج وحذروا من أن الغرب مستعد للسحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية لتهدئة الأسعار.

ولم يصدر رد فعل رسمي من أوبك على دعوة مجموعة السبع لكن مصدرا بالمنظمة قال: إن الإنتاج يلبي الطلب. وأضاف: «يبدو أن هناك إمدادات كافية».

ورغم ارتفاع الإنتاج الإيراني هذا الشهر فإنه ما زال قريبا من أدنى مستوياته في عدة سنوات. وبلغ الإنتاج في يوليو أدنى مستوياته منذ عام 1988 حين ضخت إيران 24.‏2 مليون برميل يوميا بحسب أرقام من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وقال مصدر في شركة كانت تشتري الخام الإيراني «الإمدادات الإيرانية تراجعت بشدة. إنهم يجدون صعوبة كبيرة في تسويق نفطهم».

وأزاحت العقوبات الأميركية والأوروبية إيران من مركزها التقليدي كثاني أكبر منتج في أوبك إلى المركز الثالث بعد العراق الذي يستفيد هذا العام من خطة طال انتظارها لتعزيز الطاقة التصديرية.

وشهد العراق انخفاضا في شحنات خام كركوك من الحقول الشمالية في أغسطس مما أبطل أثر بعض الزيادة التي جاءت من منافذ تصدير جديدة ومن ارتفاع الإنتاج في الجنوب.

وأظهر المسح تراجع إنتاج العراق هذا الشهر بواقع 40 ألف برميل يوميا إلى 05.‏3 مليون برميل يوميا لكنه ما زال عاليا بما يكفي لإبقاء بغداد في المركز الثاني داخل أوبك.

من جهة أخرى قال محلل بارز في صناعة النقل البحري أول من أمس إن صادرات أعضاء منظمة أوبك المحمولة بحرا من النفط الخام ما عدا أنغولا والإكوادور ستنقص 210 آلاف برميل يوميا (ب - ي) خلال فترة الأربعة أسابيع التي تنتهي في 15 من سبتمبر.

وقالت مؤسسة اويل موفمنتس الاستشارية البريطانية في أحدث تقرير لها إن صادرات النفط الخام المحمولة بحرا لأعضاء أوبك ستهبط في فترة الأربعة أسابيع في المتوسط إلى 82.‏23 مليون (ب - ي) من 03.‏24 مليون (ب - ي) في الأربعة أسابيع حتى 18 من أغسطس.

وتضخ منظمة أوبك أكثر من ثلث النفط في العالم.

وكانت أوبك تركت في اجتماعها السابق في يونيو القيود على إنتاجها دونما تغيير.

وفي نيويورك ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف أكثر من 1% أمس قبل كلمة يلقيها بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وبعد تراجع الدولار.

وصعدت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 20.‏1 دولار إلى 82.‏95 دولار للبرميل بعد أن جرى تداولها بين 51.‏94 و94.‏95 دولار للبرميل.