ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب إعلان مجلس الاحتياط الاميركي

فيما تثار دعوات للسحب من مخزونات النفط الاستراتيجية

TT

ارتفعت العقود الآجلة للنفط فوق 116 دولارا للبرميل أمس (الخميس) بينما يترقب المستثمرون إعلانا من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المتوقع أن يتضمن المزيد من إجراءات التحفيز لتعزيز اقتصاد أكبر مستهلك للنفط في العالم. وبحلول الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر خام برنت تسليم أكتوبر (تشرين الأول) - وهو العقد الذي انتهى (أمس) الخميس - 10 سنتات إلى 06.‏116 دولار للبرميل. وكان العقد قد ارتفع 56 سنتا في الجلسة السابقة. وارتفع الخام الأميركي 16 سنتا إلى 17.‏97 دولار.

يذكر أن وكالة الطاقة الدولية التي تواجه دعوات للسحب من مخزونات النفط الاستراتيجية قالت الأربعاء إنه من المنتظر أن يظل الطلب العالمي على النفط ضعيفا في الـ18 شهرا المقبلة، مضيفة أن إمدادات منظمة «أوبك» عند مستويات مريحة. وأبلغت مصادر «رويترز» أن الولايات المتحدة تدرس السحب من مخزونات الطوارئ بهدف المساعدة في كبح أسعار النفط المرتفعة، وأن دولا أخرى بوكالة الطاقة قد تحذو حذوها مثل فرنسا وبريطانيا.

ويعارض بعض أعضاء الوكالة الإفراج عن النفط من المخزونات الاستراتيجية على الرغم من أن رئيستها قالت في الآونة الأخيرة إن ارتفاع أسعار النفط مبعث قلق. وفي تقريرها الشهري لم تذكر الوكالة التي تقدم المشورة بشأن سياسة الطاقة للدول الصناعية غير مرة واحدة وجود «شائعات بالسوق عن سحب وشيك من المخزونات الاستراتيجية الأميركية»، في الوقت الذي رسمت فيه صورة للعرض والطلب توحي بأن مثل هذا السحب لن يكون ضروريا.

وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل دون تغيير تقريبا عند نحو 0.8 مليون برميل يوميا أو 0.9 في المائة في كل من 2012 و2013. وقالت: «هذا النمو المتواضع يعود إلى تأثير ضعف النشاط الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار النفط وارتفاع مستوى كفاءة استخدام الطاقة على مستوى العالم». وقالت إن نمو إنتاج (أوبك) في أغسطس (آب) بقيادة نيجيريا وأنغولا والعراق لم يعوض أثر التعطل المفاجئ للإنتاج في دول خارج (أوبك) مثل الولايات المتحدة، حيث نال إعصار من الإنتاج وتعثرت الإمدادات من بحر الشمال نتيجة إضراب في النرويج وصيانة مقررة. إلا أن إنتاج النفط العالمي ارتفع بنحو مليوني برميل يوميا على أساس مقارنة سنوية بفضل زيادة إنتاج (أوبك) التي تضخ أكثر كثيرا من المستويات التي تطلبها السوق، ولذلك تساهم في ارتفاع المخزونات بدرجة كبيرة في شتى أنحاء العالم. وقالت وكالة الطاقة إنه من المتوقع نمو الطلب على خام «أوبك»، 1.3 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2012، إلى 31.1 مليون برميل يوميا بسبب ارتفاع موسمي في الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يوميا، لكن انتعاشا متوقعا في إمدادات الدول غير الأعضاء في «أوبك» في الربع الأخير من 2012 من المتوقع أن يقلص الطلب على خام «أوبك» نحو 0.5 مليون برميل يوميا إلى 30.6 مليون برميل يوميا فحسب مقابل إنتاجها الحالي البالغ 31.55 مليون برميل يوميا.

وصعدت أسعار النفط إلى 117 دولارا للبرميل في أغسطس بفعل توقعات لجولة جديدة من التيسير النقدي في الولايات المتحدة ووسط توترات بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووي. وقالت الوكالة إن التقديرات تفيد بارتفاع صادرات النفط الإيرانية قليلا في أغسطس إلى 1.1 مليون برميل يوميا من أقل من مليون برميل يوميا في يوليو (تموز).

وقالت: «من المنتظر أن تعزز الصين وكوريا الجنوبية والهند ودول أخرى شراء الخام في سبتمبر (أيلول). علاوة على ذلك أفادت تقارير بأن شحنة بيعت عبر القطاع الخاص بعدما سمحت طهران للمرة الأولى ببيع النفط خارج شركة النفط الحكومية في مسعى للحفاظ على الصادرات»، لكنها أضافت أن ارتفاع الصادرات ربما يكون مؤقتا، إذ اقترح مسؤولون أميركيون وأوروبيون تشديد العقوبات مجددا نظرا لعدم تحقيق تقدم في المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وعلى صعيد المخزونات، انكمشت مخزونات الخام بشركات القطاع بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع 16.5 مليون برميل في يوليو، و23.7 مليون برميل وفق تقديرات مبدئية لشهر أغسطس مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي. وقالت الوكالة إن ارتفاع إجمالي مخزونات شركات القطاع بـ10.6 مليون برميل في يوليو أقل من المستوى الطبيعي، وإن بيانات أولية تشير إلى حدوث تراجع في أغسطس في مخالفة للعوامل الموسمية.