آفاق نمو «قطاع التكافل» متباينة بسبب اعتماد الدول نماذج مختلفة

وفقا لتقرير أعدته «ستاندرد آند بورز»

TT

رأت «ستاندرد آند بورز» لخدمات التصنيف الائتماني في تقرير حديث أن الطلب المتنامي على خدمات التأمين المتوافقة مع الشريعة الإسلامية يسهم في تعزيز المكانة المتنامية لقطاع التكافل العالمي ضمن قطاع التأمين ككل.

وتتوقع «ستاندرد آند بورز» أن يكون هناك نمو قوي عموما في إجمالي قيمة مساهمات التكافل، ما يوفر دخلا ممتازا، ويسهم في اتساع نطاق استخدام خدمات التأمين في الدول الإسلامية. وشهد قطاع التكافل أكبر قدر من التطور في منطقتي دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرقي آسيا، إلا أن دولا محددة في كلتا المنطقتين اتخذت مسارات مختلفة لتطوير هذا القطاع. وبالتالي، تختلف خطوط الأعمال السائدة في هاتين المنطقتين بصورة واضحة، وكذلك الحال بالنسبة لمصادر النمو وأنماط الاستثمار.

وترى «ستاندرد آند بورز» أن الاستخدام واسع النطاق لاستراتيجيات الاستثمار عالية المخاطر من قبل مزودي خدمات التكافل، وافتقار هذا القطاع لمعايير عالمية في مجالات مثل معايير المحاسبة والتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ما زال يمثل مصدر قلق. وبوجهة نظرها، فإن عدد الشركات التي ستتمكن من المحافظة على ربحيتها على المدى الطويل غير واضح، لا سيما في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ومع ذلك، تبدو التطورات التي تشهدها ماليزيا، أكبر أسواق التكافل في منطقة جنوب شرقي آسيا، أكثر قوة واستدامة، إذ تقف وراءها رقابة تنظيمية أكثر تطورا ووضع استثماري يعتبر الأفضل على مستوى القطاع.

ورغم استئثار منطقتي دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرقي آسيا بالحصة الأكبر من قطاع التكافل، فإن هذا القطاع تطور بصورة مختلفة تماما في هاتين المنطقتين.

وتختلف خطوط الأعمال السائدة في هاتين المنطقتين اختلافا واضحا، وكذلك الحال بالنسبة لمصادر النمو ونماذج الاستثمار.

وتوقعت «ستاندرد آند بورز» أن يتباطأ معدل النمو المتسارع لسوق التكافل الإقليمية عما شهده القطاع حتى الآن، وذلك في ظل تذبذب الاقتصاد العالمي والنضوج النسبي لبعض أكبر أسواق التكافل.

في ضوء نمط النمو الحالي للسوق العالمية، تتوقع «ستاندرد آند بورز» مواصلة منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تسجيل معدل نمو أسرع مقارنة مع أسواق التأمين التقليدية المحلية والعالمية، في حين من المرجح أن تشهد منطقة جنوب شرقي آسيا نموا مقيدا بسبب صرامة المتطلبات التنظيمية في ماليزيا التي تعد أكبر أسواق التكافل في هذه المنطقة.

وترى الشركة أن الوضع الائتماني لشركات التأمين التكافلي تحسن خلال العقد الماضي. ومن الممكن أن تتعرقل عملية الرسملة في المستقبل بسبب تقلبات الأسواق الاستثمارية والنمو المتواصل.