شركة اتصالات سعودية تفتح ملف التحقيق مع مجموعة من كبار الموظفين

بتهمة تجاوزات مالية وتأسيس شركات باستثمار أجنبي

ارتفعت وتيرة التحقيقات داخل أروقة شركات كبرى تعمل في السعودية خلال الأيام القليلة الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت إحدى شركات الاتصالات السعودية، بحسب تقارير حديثة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، باب التحقيقات الداخلية تجاه مجموعة من كبار موظفيها بتهمة تجاوزات مالية، واستخدام الصلاحيات بصورة غير شرعية، حسبما كشفته الوثائق بتأسيس شركات باستثمار أجنبي ومن ثم دخولها كشركة مقاولة، وهو ما يعد انتفاعا من موقع العمل.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الشركة المعنية فتحت خلال الفترة الماضية ملف تحقيقات موسعا مع مجموعة من كبار موظفيها الذين رصدت عليهم التجاوزات المالية، وقالت هذه المصادر: «التحقيقات جارية ولم يتم حتى الآن الوصول إلى مراحلها النهائية». وأمام هذه التطورات الخطيرة في قطاع الاتصالات السعودي، باتت هناك ملامح تشير إلى إمكانية تدخل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد، مع هيئة مكافحة الفساد، ووزارة الاتصالات، ووزارة التجارة والصناعة، بالإضافة إلى تدخل الجهات الأمنية والقضائية للنظر في هذه القضية، في حال أن الشركة المعنية قامت بتصعيد القضية.

وتأتي هذه القضية في وقت ارتفعت فيه وتيرة التحقيقات داخل أروقة شركات كبرى تعمل في السعودية خلال هذه الأيام تجاه عدد من موظفيها، بتهمة الرشوى أو الاختلاسات المالية، وسط ترقب كبير لنتائج التحقيقات الجارية حيال هذه القضايا. ومن المتوقع أن تعلن الشركة المعنية بالقضية نتائج التحقيقات الداخلية التي تقوم بها خلال الفترة الحالية عقب انتهاء هذه التحقيقات، خصوصا أن نظام الشركات المساهمة ينص على الإفصاح والشفافية مع مساهمي الشركة على وجه التحديد.

من جهة أخرى، كان قد كشف تقرير اقتصادي عن أن المنافسة في قطاع الاتصالات بالسعودية تتجه نحو خدمات البيانات من خلال إطلاق الشركات الثلاث للخدمات والباقات الجديدة لاستقطاب أكبر عدد من المشتركين. وأوضح التقرير الذي نشر في «الشرق الأوسط» يوم الخميس الماضي، أن أهم ما يقلق القطاع هو المنافسة السعرية والضغط الشديد على متوسط الإيراد لكل مستخدم، إلا أن شركة الاتصالات في أفضل وضع للتنافس حول الطاقة الاستيعابية للشبكة والوصول لها، نظرا لأنها تمتلك مدى وافرا من المتطلبات التكنولوجية.

وقال فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم في «الأهلي كابيتال»، إن قطاع الشركات ككل وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوجه خاص (بما في ذلك الحوسبة السحابية، وأمن المعلومات وغيرهما) من أهم مصادر النمو المستمر في القطاع. وأضاف: «التركيز على النطاق العريض يبقى أمرا مهما جدا للشركات الثلاث، إلا أن التوسع في قدرات الشبكة يبقى نقطة اختلاف». ولا يزال التقييم جذابا مع تداول القطاع عند مكرر ربحية 8.0 لـ2013. وأشار التقرير إلى أن شركة الاتصالات «استفادت من تحسن العمليات المحلية وارتفاع الدخل الآخر أكثر من المتوقع، بينما استفادت (موبايلي) من تحسن الهوامش بدعم من تحسن الكفاءة التشغيلية. وبالنسبة لـ(زين)، فقد قمنا بخفض السعر المستهدف 30 في المائة نتيجة لضعف نمو الإيرادات مما يؤدي لبطء نمو الهوامش. هذا على الرغم من أنها احتسبت إعادة هيكلة قائمة المركز المالي، التي اكتملت في يوليو (تموز) 2012».

وحول شركة «زين»، فيتوقع «الأهلي كابيتال» تحسن النتائج المالية نظرا لإعادة هيكلة قائمة المركز المالي التي خفضت من دفعات الفائدة. ومع ذلك، تبقى «زين» متأخرة كثيرا عن شركتي «الاتصالات» و«موبايلي» من ناحية الحصة السوقية والمنتجات المتاحة، كما أن أداءها فيما يتعلق بالإيرادات كان سيئا في الأرباع الماضية، مما يعيق انتعاشها.

من جانب آخر، أوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة وصل إلى نحو 54.5 مليون اشتراك بنهاية النصف الأول من العام الحالي، لتكون بذلك نسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة على مستوى السكان نحو 187.5 في المائة.

وأوضحت الهيئة أن نسبة انتشار الإنترنت زادت بمعدل مرتفع خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت من 5 في المائة في عام 2001 إلى نحو 50.7 في المائة بنهاية النصف الأول من العام الحالي.