انحسار المخاوف من خروج البنوك الأوروبية من السوق المصرية

مسؤول: طلبات البنوك لدخول السوق شهادة على قوة القطاع وتحسن الاقتصاد

TT

في الوقت الذي تتخارج فيه بعض المصارف الأوروبية من السوق المصرفية المصرية، بسب أزمة مراكزها الرئيسية على خلفية المشكلات الاقتصادية في منطقة اليورو، وإعلان أكبر بنكين في فرنسا انسحابهما من السوق المصرية لصالح بنوك عربية، قال البنك الفرنسي «كريدي أغريكول» ثالث البنوك الفرنسية التي تعمل في مصر إنه مستثمر في السوق المصرية، ولا ينوي الخروج من السوق، وهو الأمر نفسه الذي أكد عليه بنك «إنتيسا سان باولو الإيطالي» المالك لبنك الإسكندرية المصري.

واستبعد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لقطاع التجزئة لبنك «الإسكندرية إنتيسا سان باولو» أن يتخارج المالك الإيطالي من السوق المصرية، وأكد رحمي لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة الأم مستمرة في السوق المصرية ضمن 13 سوقا تعمل من خلالها.

وقال رحمي إن مصرفه لا يعتزم بيع أي حصة من مساهماته في بنك الإسكندرية التي تصل إلى ما يزيد على 70 في المائة، مرجعا بيعه 10 في المائة من حصته في وقت سابق إلى مؤسسة التمويل الدولية إلى غرض استراتيجي، وليس بهدف البيع، مشيرا إلى أن البقاء داخل مصر ومساعداتها يرجع إلى كونها مركزا محوريا وفرصة كبيرة للاستثمار. وهو ما جعل المجموعة تحول كل الأرباح في السنوات التي استحوذت فيها على البنك إلى استثمار داخل مصر، ولم تحول أي أموال ناتجة عن أرباح إلى خارج مصر طوال السنوات الـ5 السابقة.

وأضاف رحمي أن مصرفه سيستمر في العمل في مصر، ولا يوجد أي مؤشر للخروج «فنحن نحقق أرباحا جيدة للغاية. وليس لدينا مشكلات؛ فعلى الرغم من المشكلات الاقتصادية التي تواجهها إيطاليا فالبنك لا يعاني مشكلات؛ فهو أكبر بنك في إيطاليا، ولديه 6000 فرع».

واعتبر رحمي خروج بنوك مثل «باريبا» و«الأهلي سوسيتيه» يفقد السوق المصرفية المصرية جزءا من ثقلها، خاصة أن تلك البنوك تعتبر من البنوك العالمية الكبرى، وتساعد في جذب استثمارات بلده إلى السوق المصرية.

في السياق ذاته، نفى حسن سراج الدين مستشار الرئيس التنفيذي لبنك «كريدي أغريكول - مصر» نية البنك الفرنسي بيع وحدته في مصر والتخارج من السوق المصرية، على خلفية إعلان بنكي «بي إن باريبا» و«الأهلي سوسيتيه» الفرنسيين بيع وحدتهما في السوق المصرية.

وقال سراج لـ«الشرق الأوسط»: إن «الإدارة الأم لم تبلغنا بنيتها التخارج من السوق المصرية»، مشيرا إلى أن التوسع وزيادة النشاط وعدد الفروع هما محور الحديث، ولا حديث مطلقا عن البيع، على حد قوله.

واعتبر فرنسوا دريون، رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لبنك «كريدي أغريكول مصر» أن رؤية مصرفه للسوق المصرية لا تزال جيدة، على المدى الطويل، وأن المجموعة ستبقى في السوق المصرية، وستسانده الفترة المقبلة، خاصة أنها تحتفظ بالأرباح المحققة طوال الأعوام الـ4 الماضية، ولم تحولها للمركز الرئيسي في فرنسا.

وتوقع عدد من الخبراء المصرفيين أن تنتهي صفقة استحواذ بنك قطر الوطني (QNB) على بنك الأهلي سوسيتيه جنرال المصري نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مرجعين ذلك إلى أن الصفقة بدأت بالدخول في مراحلها وخطواتها الجادة بعد بدء الفحص النافي للجهالة الأسبوع الماضي على أن ينتهي الفحص، الذي يحدد ميعاد انتهاء الصفقة منتصف الشهر الحالي. على أن يتزامن ذلك مع إجراءات مماثلة لوحدة البنك الفرنسي «باريبا» في مصر.

في السياق ذاته، أشاد محافظ البنك المركزي المصري فاروق العقدة بالتحسن الذي طرأ على الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية، ودلل على ذلك بوجود طلبات من قبل الأجانب للدخول إلى السوق مجددا بعد عزوف استمر عدة أشهر عقب أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011.

واعتبر العقدة وجود طلبات من بنوك كبري لدخول السوق المصرية دليلا قويا على التحسن الاقتصادي، وحسب رئيس أحد البنوك الكبرى الذي حضر اجتماعا جرى بين محافظ البنك المركزي ورؤساء البنوك العاملة في السوق والبالغة 39 بنكا الأسبوع الماضي، رحب العقدة بالطلبات المقدمة من البنوك الأجنبية لشراء بعض البنوك المصرية المعروضة للبيع.

وقال العقدة إن طلبات البنوك الأجنبية دخول السوق المصرية شهادة على ما تم إنجازه في القطاع المصرفي على مدار السنوات الـ8 الماضية، وتؤكد ثقة المستثمر الأجنبي في السوق المصرية.