السعودية: «جنرال إلكتريك» تستثمر مليار دولار في الرعاية الصحية والطاقة والابتكار

أطلقت أول برنامج لها حول العالم في استهلاك الطاقة عبر دعم استخدام زيت الوقود الثقيل في المملكة

جون رايس وستيف بولز وكريم كارتي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في الرياض (تصوير: خالد المصري)
TT

أعلنت شركة «جنرال إلكتريك» أمس عن ضخ استثمارات جديدة بقيمة 3.75 مليار ريال (مليار دولار) في السعودية، تنسجم في مضمونها وأهدافها مع رؤية «السعودية 2020»، وخطة التنمية التاسعة الرامية إلى تنويع الموارد الاقتصادية وتعزيز الإمكانات الصناعية وتسريع بناء الموارد البشرية.

وقالت الشركة الأميركية المسجلة في بورصة نيويورك إنها ستتعاون مع أهم رواد القطاعين العام والخاص لإطلاق مشاريع سباقة في مجالات الابتكار والرعاية الصحية والطاقة، تركز على التوطين وحفز نمو الموارد البشرية السعودية. وقال جون رايس، نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة «جنرال إلكتريك» إن «الإعلان جاء تتويجا لسلسة من المبادرات والشراكات الاستراتيجية الناجحة التي تعاونت (جنرال إلكتريك) من خلالها مع أهم الوزارات والمؤسسات الأكاديمية والشركات على مدى السنوات الماضية، مع دخول السعودية إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتعبر هذه الخطوات عن عمق التزامنا تجاه المملكة وترسيخ مكانتنا كشريك موثوق في جميع القطاعات الرئيسية».

وأضاف رايس، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقد البارحة في العاصمة الرياض «تركز (جنرال إلكتريك) من خلال هذه الاستثمارات على الابتكار وتطوير الموارد البشرية وتعزيز الإمكانات الصناعية في السعودية، وتطوير سلاسل التوريد في قطاعي الرعاية الصحية والطاقة، وتتركز مبادراتنا على تعميق الشراكات القائمة مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة بما يشكل رافدا لرؤية المملكة بشأن تعزيز تنافسية الاقتصاد، وتعزيز وتوطين الوظائف وتنمية المهارات المحلية للشباب، وتشجيع نمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة لتأسيس تقنيات مبتكرة منسجمة مع الاحتياجات المحلية وحلول قادرة على مواجهة أهم التحديات». وبحسب «جنرال إلكتريك» فإن الاستثمارات الجديدة ستركز على 3 محاور تمثل عناصر رئيسية في خطط التنمية الجاري تطبيقها في السعودية حاليا، وهي الابتكار، والرعاية الصحية، والطاقة، مما يعني بدوره بناء إمكانات ومهارات الشباب السعودي ضمن أهم القطاعات التنموية، بالتزامن مع مضاعفة فريق عمل «جنرال إلكتريك» في السعودية ليتجاوز الـ2000 موظف، حسبما ذكرت الشركة. وتابع رايس أن «المشاريع الصغيرة والمتوسطة ستكون جزءا من هذه المبادرة». وأضاف أن الابتكار يعتبر واحدا من أهم الموضوعات التي تشترك فيها «جنرال إلكتريك» مع حكومة المملكة، مؤكدا أن شركته أجرت استطلاعا حول أهمية الابتكار في عدد من الدول، وخرجت بنتيجة أن السعودية حصلت على أعلى الدرجات حول ضرورة وأهمية الابتكار خلال الفترة الحالية. وزاد «يوضح ذلك أن القيادة في السعودية تتفهم بشكل جيد وجود تحديات وفرص أمامنا في هذا القرن، وعلينا أن نمضي يدا بيد في هذا الأمر، والوظائف الجديدة ستكون جزءا من إطار التزمنا به مع الحكومة، وكذلك يسهم في تنمية وضع المملكة وتحقيق النجاح في كل المناطق بالمستقبل».

من جهته، قال ستيف بولز، الرئيس والرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الطاقة والمياه في «جنرال إلكتريك»، إن السعودية تملك خططا لمضاعفة الطاقة الإنتاجية من 50 غيغاوات إلى 80 غيغاوات بحلول 2020، وإلى 100 غيغاوات بحلول 2030، وذلك للوفاء بالمتطلبات المترتبة على هذا القطاع. وبين بولز أن شركة «جنرال إلكتريك» تتعاون باستمرار وعن كثب مع كل من شركة «أرامكو السعودية» والشركة السعودية للكهرباء لمواجهة مختلف التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة، مشيرا إلى أنه يجب بذل كل جهد ممكن لتعزيز الكفاءات التشغيلية وحفز عمليات التوطين في قطاعي توليد الطاقة الكهربائية والنفط والغاز، لتلبية الطلب المتنامي على موارد الطاقة.

وتطلق «جنرال إلكتريك» برنامجا تقنيا عالميا جديدا لزيت الوقود الثقيل، وسيكون متوفرا للمرة الأولى في السعودية، حيث يتضمن البرنامج تأسيس محطة توليد للطاقة بالدورة المركبة تعمل بالتوربينات الغازية الثقيلة وقادرة على حرق زيت الوقود الثقيل. ووفقا لمعلومات «جنرال إلكتريك» فإن تلك المحطة تتميز باعتمادها على تقنيات اقتصادية ذات كفاءة حرارية عالية، مما يضمن خفض التكاليف المترتبة على إنتاج كل كيلووات من الطاقة، مقارنة بالتوربينات البخارية أو توربينات المراجل التقليدية، وستسهم التقنية الجديدة بدرجة كبيرة في تعزيز كفاءة استخدام زيت الوقود الثقيل وعمليات التحويل في مجال توليد الطاقة. [email protected]