محمد بن راشد: الأسواق الناشئة المحرك الرئيس للاقتصاد العالمي حتى 2050

قال إن العالم يمر بمرحلة تحول ستنقل الثقل الاقتصادي من الغرب إلى اقتصادات جديدة

TT

أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن الأسواق الناشئة ستشكل اعتبارا من الآن وحتى حلول عام 2050 المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، مؤكدا مواصلة بلاده الاستثمار إلى جانب مشاريع البنية التحتية في قطاعات حيوية عدة بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، معتبرا أن العالم يمر حاليا بمرحلة تحول قوية ربما تكون الأعمق تأثيرا على مدار القرن الماضي، قد تحمل انتقال مركز الثقل الاقتصادي من الغرب إلى الأسواق الناشئة.

وقال الشيخ محمد بن راشد إن الأسواق الناشئة ستشكل اعتبارا من وقتنا هذا وحتى حلول عام 2050 المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، وأن التدفقات التجارية ستصبح أكثر ترابطا ونشاطا بوتيرة غير مسبوقة، إضافة إلى زيادة مرونة ونطاق حركة السلع، والخدمات، وكذلك الأفراد عن أي وقت مضى.

موضحا في كلمة له تصدرت تقرير «دبي الاستثماري 2012»، أن العالم يمر حاليا بمرحلة تحول قوية ربما تكون الأعمق تأثيرا على مدار القرن الماضي، وأن هذا التحول يحمل إرهاصات انتقال مركز الثقل الاقتصادي من الغرب إلى الأسواق الناشئة، ويبشر بصعود أسواق تجارية جديدة في العالم، موضحا: «أن الإمارات تنظر إلى التوجهات العالمية الحالية نظرة إيجابية، في الوقت الذي تعي فيه أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والتقاليد العريقة في خضم سعيها الجاد لتبني الفرص الواعدة التي يحملها المستقبل لشعبنا وبلادنا».

مؤكدا التزام بلاده نحو «بناء بيئة مستدامة تدعم نموها الاقتصادي، وذلك انطلاقا من رؤية مستشرفة للمستقبل بما يحمله من تحولات في موازين القوة الاقتصادية العالمية لصالح الأسواق الناشئة تزامنا مع ظهور أسواق ناشئة جديدة»، لافتا إلى أن «بلاده تواصل الاستثمار ليس فقط في مشاريع البنية التحتية وإنما على نطاق أشمل يضم قطاعات حيوية عدة بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية مع الاهتمام بحفز معدلات التنمية عبر تشجيع ثقافة البحث والتطوير والابتكار».

مؤكدا أن استمرار دبي على نهجها في رصد أفضل الفرص المستقبلية في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، ومضيها قدما في توطيد علاقاتها الاستراتيجية واستحداث روابط تعاون جديدة من شأنها منح زخم قوي لتوجهاتها التنموية سواء خلال العقد الحالي أو عبر العقود التالية.

لافتا إلى أن موقع دبي الجغرافي «كمركز تجاري متوسط في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ونقطة ربط مع مناطق بعيدة مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا وغيرها من بقاع الأرض، يشكل حافزا لعالم جديد يقدم مزيدا من الفرص التجارية والتدفقات الاستثمارية، مؤكدا على «أهمية القطاع التجاري بجانب الاقتصاد القائم على المعرفة باعتباره المحرك الرئيسي للنمو المستدام». ورأى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته أن ما يحمله الغد من تطورات ومفاجآت «أمر لا يمكن التكهن به، إلا أن التطلع إلى الأمام والتفكر في الخطوط العريضة للواقع بما يمكنانا من التعرف على ملامح المستقبل ورصد الفرص والتحديات التي سيأتي بها يظل مسؤولية كبيرة ندرك أهميتها ولا نتهاون في تحملها كاملة».

وفي كلمته تطرق الشيخ محمد إلى مبادرة «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة» التي أطلقها مطلع العام الحالي وصفها بأنها برهان عملي على التزام الدولة بتنويع مصادر الطاقة، وكذلك بالحفاظ على البيئة، في الوقت الذي تعمل فيه البلاد على تعزيز قدراتها التنافسية، والاضطلاع بدور محوري كمركز رائد لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء.

وزاد: «إن أربعين عاما من المثابرة والعمل الجاد مكنت الإمارات من تحقيق كثير من الإنجازات المشرفة رسخت معها قواعد ازدهار اقتصادي أكسبنا مكانة عالمية مرموقة وفتح أمامنا نوافذ كثيرة على مستقبل حافل بالفرص والنجاحات».

ويضم تقرير «دبي الاستثماري 2012» الذي أعده مكتب الاستثمار الأجنبي «ذا بيزنيس يير» ما يزيد على 200 صفحة تشمل استعراضا شاملا للفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة أمام مجتمع الاستثمار الدولي في دبي.

ويسلط التقرير الضوء على التطوير المستمر وسياسة التنويع الاقتصادي في الإمارة، والتركيز على كثير من الفرص الاستثمارية المتنامية على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وتختص دائرة التنمية الاقتصادية في دبي وهي هيئة حكومية تختص بوضع وإدارة الأجندة الاقتصادية لإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدم دائرة التنمية الاقتصادية الدعم لعملية التحول الهيكلي التي تشهدها إمارة دبي إلى «اقتصاد متنوع ومبدع هدفه الارتقاء ببيئة الأعمال وتعزيز مستويات النمو في الإنتاجية».