أسواق مكة تتجاوز نقص معروض اللحوم الحمراء وتصطدم بأزمة «الدجاج»

خلال موسم حج هذا العام

وزارة التجارة السعودية تقف على مدى كفاية حجم معروض الغذاء بشكل دقيق («الشرق الأوسط»)
TT

تجاوزت السوق الاستهلاكية الغذائية في مكة المكرمة مرحلة أزمة توفير اللحوم الحمراء خلال مواسم الحج عقب فتح باب الاستيراد بشكل أكبر خلال العام الحالي، إلا إنها اصطدمت بمنعطف يتعلق بمدى كفاية لحوم الدواجن لحجم الطلب المتوقع خلال موسم حج هذا العام.

ويشكل توفير اللحوم البيضاء الهاجس الأكبر خلال موسم حج هذا العام؛ حيث تعاني كثير من الأسواق السعودية انخفاضا ملحوظا في حجم المعروض من الدجاج المحلي، إلا إن معلومات تسربت إلى «الشرق الأوسط» أمس، تؤكد أن معظم حجم المعروض المحلي المتوفر لدى التجار سيتم تصريفه خلال موسم «الحج».

بينما أبدى تجار في قطاع الغذاء ثقتهم من إمكانية كفاية المعروض في مكة المكرمة لحجم الطلب المتوقع خلال موسم حج هذا العام، وسط تأكيدات مصادر مطلعة في وزارة التجارة والصناعة السعودية أنها تقف على مدى كفاية حجم المعروض لموسم حج هذا العام بشكل دقيق.

وأبدت المصادر ذاتها، ثقة كبيرة في مدى كفاية حجم المعروض الحالي في مكة المكرمة للطلب المتوقع خلال موسم حج هذا العام، يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه تجار يتحركون نحو تخزين مجموعة من الأغذية الاستهلاكية خلال الأيام القليلة الماضية للاستفادة منها خلال موسم الحج.

بدورها تعمل وزارة «التجارة والصناعة» السعودية على خلق عملية توازن بين مستويات الطلب المتوقعة خلال موسم «الحج» مع حجم المعروض الحالي من الغذاء واللحوم، وسط معلومات تؤكد أن اللحوم الحمراء لم تعد تشكل هاجسا بالنسبة للوزارة خلال موسم حج هذا العام، أسوة بلحوم الدواجن.

من جهته أكد مطلق الحمدان وهو صاحب مجموعة من مراكز بيع المواد الغذائية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن حجم المعروض الحالي من المواد الغذائية باستثناء اللحوم البيضاء يكفي لسد حجم الطلب المتوقع خلال موسم حج هذا العام، وقال: «لا تشكل المواد الغذائية هاجسا بالنسبة لنا، الأمر يتعلق بطلبات مطاعم الوجبات الجاهزة ومدى وفرة لحوم الدواجن على وجه الخصوص».

وحول مستويات الأسعار، قال الحمدان: «حتى الآن الأسعار مستقرة، ولكن لا أعلم عن مدى تغيرها خلال الأسبوع المقبل بالتحديد»، مشيرا إلى أن سوق قطاع الأغذية في موسم «الحج» كبير جدا ويقدر بمليارات الريالات.

وبحسب تقديرات اقتصادية حديثة فإن حجم سوق الأغذية في منطقة الشرق الأوسط يبلغ نحو 60 مليار دولار سنويا، بينما بلغت حصة منطقة الخليج منها نحو 24 مليار دولار سنويا، في حين استحوذت السعودية على 16 مليار دولار من حجم سوق المنطقة الإجمالي، بحجم نمو تصل إلى ما نسبته 5 في المائة سنويا.

إلى ذلك، كان عدد من كبار التجار والشركات في منطقة مكة المكرمة قد تكتلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية لتخزين الدجاج المجمد، في خطوة استباقية لأزمة متوقعة للحوم الدواجن في أسواق مكة أثناء موسم الحج المقبل.

وبحسب معلومات جديدة حصلت عليها «الشرق الأوسط» مطلع الأسبوع الحالي فإنه بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة للحوم الدواجن خلال موسم الحج المقبل، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يقود إلى ارتفاع أسعار الدجاج في مكة المكرمة خلال موسم الحج بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

وأبدى أحد كبار ملاك المطاعم في مكة المكرمة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» السبت الماضي، قلقا شديدا من إمكانية حدوث أزمة شح معروض للحوم الدواجن خلال موسم الحج، مبينا أن اللحوم الحمراء المستوردة متوفرة خلال هذه السنة وبشكل ملحوظ.

وقال إبراهيم هليل المطيري وهو صاحب سلسلة مطاعم في مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» حينها: «في موسم حج هذا العام، من المتوقع أن يكون هناك أزمة شح معروض للحوم الدواجن، وهو الأمر الذي سيقود بطبيعة الحال إلى ارتفاع في أسعار الدجاج من قبل الشركات المنتجة»، مضيفا: «في حال ارتفاع الأسعار من قبل الشركات المنتجة، فإن المطاعم بالتالي سترفع من أسعار الوجبات، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة زيادة الأسعار خلال موسم الحج المقبل نحو 20 في المائة من مناطقها الحالية».

وأوضح المطيري أن تكتل بعض التجار والشركات بهدف تخزين لحوم الدواجن في ثلاجاتهم أمر ملاحظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقال: «هم يستهدفون موسم الحج، ولكن هذا الأمر سيقود إلى تجفيف السوق وارتفاع الأسعار».

وأشار إلى أن يومي 5 و6 من شهر ذي الحجة المقبل يشهدان أكبر معدلات الطلب على وجبات المطاعم في مكة المكرمة، وقال «يوما 5 و6 من ذي الحجة، كفيلان بأن يتم سحب جميع حجم المعروض والمخزن الحالي من لحوم الدواجن، وهو الأمر ينذر بأزمة بدأت ملامحها تظهر على السطح هذه الأيام».

وأوضح المطيري أنه من الممكن عند حدوث أزمة شح معروض للحوم الدواجن خلال موسم الحج أن تتجه المطاعم إلى بيع «الفروج»، وقال: «نحن الآن نبيع الدجاج الذي يبلغ حجمه 1000 أو 900 جرام، ولكن عند حدوث أزمة شح معروض فإننا سنتجه للدجاج الذي يبلغ حجمه 600 جرام، كما حدث قبل نحو 3 سنوات».