«ريزما» المغربية تلتف على أزمة السياحة بالتركيز على السياح الأفراد

استثمرت 550 مليون دولار في 33 فندقا خلال 10 سنوات

مارك تيبو الرئيس التنفيذي لشركة «ريزما» خلال اللقاء الصحافي («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «ريزما» المغربية للفنادق عن افتتاح خمسة فنادق جديدة خلال العام الحالي، ليصل عدد فنادقها في المغرب إلى 33 فندقا من مختلف الأصناف، تضم 5000 غرفة، وتوجد في 13 مدينة مغربية. وقالت الشركة، وهي مدرجة في بورصة الدار البيضاء، إنها استكملت خططها الاستثمارية في المغرب بنسبة 95%، مشيرة أنها ستتوقف خلال المرحلة المقبلة عن الاستثمار في الفنادق الفاخرة، وستركز نشاطها على ترويج عرضها الحالي وجني ثمار استثماراتها في المغرب، والتي بلغت 4.9 مليار درهم (550 مليون دولار) منذ عام 2000. وهي تعتزم كذلك مواصلة التوسع في مجال الفنادق الاقتصادية، والتي لا تتطلب استثمارات باهظة، وذلك في إطار برنامج استثماري بشراكة مع مجموعة «أكوا» القابضة التي يملكها عزيز أخنوش. وزير الفلاحة المغربي.

وقال مارك تيبو، الرئيس التنفيذي لشركة «ريزما»، خلال لقاء صحافي أمس في الدار البيضاء، إن الشركة استطاعت أن تلتف حول التداعيات السلبية للربيع العربي بفضل سياستها التجارية التي تعتمد على التوجه للسياح فرادى بدل الاعتماد على المجموعات السياحية عبر وكالات وشركات تنظيم الأسفار، إضافة إلى تنويع عرضها الذي يشمل الفنادق الفاخرة والمتوسطة والاقتصادية، من خلال 8 علامات تجارية تابعة لمجموعة «أكور» الفرنسية.

وأضاف تيبو «في الوقت الذي عانت فيه السياحة المغربية قلة اهتمام الشركات العالمية لتنظيم الأسفار بمنطقة المغرب العربي على أثر أحداث تونس وليبيا، استطعنا نحن أن نقاوم ونحتفظ على مكتسباتنا بسبب اعتمادنا على السياح الأفراد والذي أصبح يمثل 87% من رواجنا السياحي». وأشار تيبو إلى أن فنادق «ريزما» استطاعت أن تحافظ على مستوى زبائن بلغت نسبتهم 60% في الوقت الذي هبطت فيه هذه النسبة في السوق المغربية إلى 39%.

وأوضح تيبو أن الشركة حققت أفضل النتائج في الدار البيضاء والرباط، حيث بلغ عدد الغرف التي استضافت سياحا في فنادقها نسبة 77%، فيما نزلت نسبة هذه النسبة في الفنادق الجديدة إلى 57% في مراكش و50% في أغادير و42% في طنجة. وأضاف تيبو أن المدينة الوحيدة التي تعاني فيها الشركة مشاكل هي مدينة الصويرة، حيث لم تتجاوز نسبة الغرف التي استعملها زبائن 30%. وقال تيبو «الصويرة تعاني مشكلة انتشار الإيجار العشوائي للشقق المفروشة ونسبة شغل الغرف في القطاع الفندقي في هذه المدينة لا يتجاوز 27%. ونحن كمهنيين بصدد بحث حلول لهذا الوضع مع السلطات».

وعرفت أرباح «ريزما» خلال النصف الأول من العام الحالي انخفاضا بنسبة 66%، بسبب تأثير الفنادق الجديدة التي تم فتحها. ويقول تيبو «عندما يتم افتتاح فندق جديد، خاصة الفنادق الفاخرة، فإن كلفة الانطلاق تكون باهظة، ويتطلب الأمر عدة سنوات قبل أن نبدأ في جني الأرباح».

وبخصوص مشروع منتجع الصويرة السياحي الضخم، يقول تيبو إن «ريزما» وشركاءها في المشروع قرروا ضخ أموال جديدة في المشروع من أجل استكماله. وتملك «ريزما» 40% من شركة «سيموك» المسؤولة عن تنفيذ مشروع منتجع الصويرة البحري الذي يعتبر واحدا من المشاريع الكبرى في إطار المخطط الأزرق لتنمية السياحة الشاطئية في المغرب.

وتعتبر «ريزما» أكبر شركة مستثمرة في الفنادق بالمغرب، وتملك مجموعة «أكور» الفرنسية حصة 33.5% من رأسمالها، فيما يملك البنك المغربي للتجارة الخارجية 24.8%، وصندوق التقاعد «سيمر» حصة 10%، ومجموعة الدار البيضاء المالية 8%، والتأمين الزراعي التعاضدي 7%، وتبلغ الحصة الرائجة في البورصة 17%. وقال تيبو إن الشركة تتوقع أول توزيع للأرباح على المساهمين في عام 2015. وأضاف: «بدأنا في الوقت المناسب، واستفدنا من شراء العقار في وقت كان فيه رخيصا ومتوفرا، واليوم استكملنا خطتنا الاستثمارية وبدأت الثمار تلوح في الأفق».