«روسنفت» الروسية تشتري مجموعة «تي أن كا ـ بريتش بتروليوم» بعد تكهنات دامت عدة أشهر

بقيمة 61 مليار دولار.. ولتحتفظ الشركة البريطانية بمقعدين في مجلس الإدارة

«بي بي» ناقشت عرض شراء «روسنفت» لأشهر طويلة قبل الموافقة على بيع حصتها البالغة 50% (رويترز)
TT

أعلنت المجموعة النفطية الروسية (روسنفت) أنها ستشتري كامل المجموعة المشتركة «تي أن كا - بريتش بتروليوم» في صفقة قيمتها 61 مليار دولار وستجعل الشركة الجديدة أول المجموعة الأولى لإنتاج النفط المسجلة في البورصة في العالم.

وكانت شركة «تي أن كاي - بي بي» التي أسستها في 2003 «بريتيش بتروليوم» و«كونسورسيوم ألفا أكسيس رينوفا» الروسية، قد شهدت نزاعا بين أصحاب الأسهم منذ توقيع تحالف بين «بي بي» و«روسنفت» في يناير (كانون الثاني) 2011، فشل في النهاية بسبب معارضة «ألفا أكسيس رينوفا» للاتفاق.

وبعد تكهنات سرت لأشهر، أعلنت شركة «بريتيش بتروليوم» الاثنين التوصل إلى اتفاق لبيع حصتها في «روسنفت» في إطار اتفاق يفترض أن يسمح لها بالحصول على 18.5 في المائة من المجموعة الروسية العامة وتلقي 12.3 مليار دولار. وستحصل «بي بي» في مرحلة أولى على 17.1 مليار دولار نقدا وأسهما تمثل 12.84 في المائة من رأسمال «روسنفت».

كما تنوي لاحقا استخدام 4.8 مليار دولار لشراء أسهم إضافية من «روسنفت» (5.66 في المائة) من الدولة الروسية مما يرفع مشاركتها الإجمالية إلى 19.75 في المائة بما أنها كانت تملك أصلا 1.25 في المائة من الأسهم. وسيكون سعر كل سهم ثمانية دولارات. وتقول «بي بي» إنها تتوقع الحصول على مقعدين من أصل تسعة في مجلس إدارة «روسنفت».

وقال كارل هنريك سفانبرغ في بيان: «في الأشهر المقبلة سنعمل بجدية لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الصفقة وننتظر بفارغ الصبر لترسيخ علاقاتنا المتينة أصلا مع روسيا». وأضاف: «كانت (تي أن كاي - بي بي) استثمارا جيدا وبتنا نرسي الآن أسسا جديدة لنشاطاتنا في روسيا». وأمام الطرفين فترة حصرية من 90 يوما للتوصل إلى اتفاق نهائي. وأكدت «بي بي» أنها تدعم «روسنفت» في مشروعها بالحصول على الـ50 في المائة المتبقية من «تي أن كاي - بي بي». وكانت «روسنفت» توجهت لاحقا إلى شركات «أكسون موبيل» الأميركية، والنرويجية «ستات أويل»، والإيطالية «إيني» لإبرام تحالفات. وأعلن الاتفاق بعد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس «روسنفت» إيغور سيتشين في ضاحية موسكو.

ورحب بوتين بالاتفاق مؤكدا أنه «جيد» للاقتصاد الروسي. وقال: «آمل أن تتوصل روسنفت إلى إقامة علاقات شراكة مع هؤلاء المساهمين الرئيسيين المقبلين».

وأعلنت روسنفت بعد ذلك أنها اتفقت مع المساهمين الروس على شراء حصصهم بـ28 مليار دولار نقدا. وقدر سيتشين عملية التأميم العملاقة هذه بـ61 مليار دولار. وتمثل «تي أن كاي - بي بي» وحدها ربع الإنتاج العالمي لـ«بي بي» الذي تجني منه أكثر من 18 مليار دولار منذ إنشائها. لكن بسبب غياب التفاهم مع شريكها أعلنت المجموعة البريطانية في يونيو (حزيران) نيتها البيع. وستجد «بريتيش بيتروليوم» في «روسنفت» التي تملك الدولة الروسية أكثر من 75 في المائة من أسهمها حليفا مهما. وكانت «روسنفت» اقترحت الخميس دفع أكثر من 25 مليار دولار لشراء من «بي بي» الـ50 في المائة من «تي أن كاي - بي بي» بحسب وسائل إعلام.

وقال ستيوارت جوينر المحلل لدى «إنفستيك» أن «(بي بي) ستتمكن بذلك من الوصول إلى منطقة القطب الشمالي التي تعتبر أقصى الحدود لاستثمار النفط وستمتلك أسهما في واحدة من كبرى الشركات النفطية العالمية».

وهذه العملية ستسهم في ترسيخ نفوذ الكرملين على القطاع النفطي في روسيا، وتنتج المجموعة نحو 4 ملايين برميل يوميا أي ما يعادل 40 في المائة من إجمالي الإنتاج النفطي الروسي.

وفي بورصة لندن تراجع سهم «بي بي» بشكل طفيف صباح الاثنين. فقد خسر 0.54 في المائة في بداية التداول.