لأول مرة خارج نيويورك.. «منتدى الطاقة العالمي 2012» ينطلق في دبي والتركيز على «تغير المناخ»

الإمارات: 1.5 مليار شخص من سكان العالم محرومون من الكهرباء

TT

لأول مرة خارج مقر منظمة الأمم المتحدة، انطلق أمس من دبي «منتدى الطاقة العالمي 2012» الذي تستمر أعماله على مدى ثلاثة أيام، وسط مشاركة من شخصيات رفيعة في السياسة والاقتصاد وقطاع الطاقة، وسط دعوة أطلقتها الإمارات العربية المتحدة لإغاثة مليار ونصف المليار شخص بين نحو سبعة مليارات نسمة في العالم محرومين من الطاقة الكهربائية، مشيرة إلى أن ذلك لا يتم إلا من خلال تضافر جهود دول العالم المتقدمة والنامية، في حين شهد المنتدى أيضا كلمة للرئيس الجيبوتي أكد خلالها أن بلاده ستعتمد على الطاقة المتجددة بشكل كامل بحلول 2020.

وقال الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي في كلمة باسم دولة الإمارات، إن مليار ونصف المليار شخص بين نحو سبعة مليارات نسمة في العالم محرومون من نعمة الطاقة الكهربائية مما يشكل تحديا جماعيا علينا جميعا مواجهته من خلال التعاون والتنسيق بين الدول المتقدمة والنامية كافة.

وأكد أن بلاده رغم كونها دولة نفطية لكنها تسعى بجدية للحد من مسببات تغير المناخ وتحقيق الاستدامة في تنويع مصادر الطاقة وتأكد ذلك من خلال استضافتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) ومقرها العاصمة أبوظبي إلى جانب استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء ورفع كفاءة الإنتاج واعتماد تطبيق استراتيجية الاقتصاد الأخضر وغيرها من المبادرات والخطوات المهمة على طريق الاستدامة.

من جانبه، اعتبر الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله الذي حضر المؤتمر أن تبني تطبيقات الطاقة المتجددة والسعي نحو إيجاد مصادر بديلة للطاقة أصبح هو الاتجاه السائد حاليا على مستوى العالم، في ظل توفر مصادر الطاقة المتجددة وتنوعها، لافتا إلى أن «هناك حاجة ماسة لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة التي أضرت بالبيئة بشكل كبير، مع إفساح المجال لمصادر الطاقة النظيفة التي سيكون لها إسهامها الكبير في الحفاظ على بيئتنا خضراء مستدامة».

وكشف جيله عن أن جيبوتي لديها خطط للاعتماد بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة لتصبح مستخدمة في جيبوتي بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2020 مع الاستغناء التام عن كل مصادر الطاقة التقليدية مما سيكون له انعكاساته الإيجابية على خطط التنمية المستدامة في البلاد ووضع جيبوتي على خريطة دول العالم التي كان لها السبق في تبني هذا الاتجاه.

من جهته، أكد مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة «نفط الهلال» الإماراتية، أن حصة النفط والغاز في مزيج الطاقة العالمي ستبقى الأكبر مع مواصلة الأسواق الناشئة قيادة النمو الاقتصادي العالمي، وأضاف أن النفط والغاز سيواصلان لعب دور رئيسي في مزيج الطاقة خلال الخمسين عاما القادمة كحد أدنى، بينما سيبرز الغاز كمصدر لا ينضب للطاقة النظيفة ليمثل فرصة حقيقية لترشيد ميزانيات الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية وتقليص نفقات الوقود.

وأشار جعفر إلى أن الطلب العالمي على الطاقة سيبقى قويا، حيث يبلغ إجمالي استهلاك العالم حاليا نحو 250 مليون برميل من النفط المكافئ يوميا، تستحوذ الدول المتقدمة صناعيا على نحو نصف هذه الكمية، وسينمو الطلب العالمي على الطاقة الأولية إلى أكثر من الضعف، فيما لو تمكنت بقية بلدان العالم من الاقتراب من مستويات استهلاك الفرد الواحد من الطاقة المسجلة في دول الاتحاد الأوروبي.

وحذر جعفر من توقع إحداث تغيير بين ليلة وضحاها، فالتحول في نظام الطاقة العالمي يحتاج إلى وقت، حيث استغرق الفحم قرنا من الزمن ليحل مكان وقود الكتلة الحيوية الذي كان يشكل المصدر الرئيسي للوقود في العالم في الماضي، كما احتاج النفط إلى 70 عاما أخرى ليحل محل الفحم، على الرغم من المزايا الكبيرة لهذه التحولات من حيث انخفاض التكلفة والمكاسب الهائلة على صعيد الكفاءة، وهي المزايا التي لا تنطبق اليوم على مصادر الطاقة المتجددة.

وقال جعفر إن صناعة النفط اليوم تواجه تحديات، مع حاجة العالم كل عامين إلى كميات جديدة من النفط تعادل الاستطاعة الإنتاجية للمملكة العربية السعودية لتلبية معدلات الاستهلاك الحالية، مما سيؤدي إلى عجز صناعة النفط عن تلبية الاحتياجات العالمية. ويبدو الوضع مختلفا تماما بالنسبة للغاز، فموارد الغاز الطبيعي في العالم قادرة على إمداد العالم من الغاز لمدة تزيد على 250 عاما وفقا لمعدلات الاستهلاك الحالية.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط من عدم الكفاءة في استخدام الطاقة رغم كونها المركز الرئيسي لإنتاج النفط والغاز عالميا، وذلك نتيجة لدعم الطاقة ونظام الأسعار، حيث لا تقدم مؤشرات أسعار لضمان كفاءة استهلاك الطاقة وكفاية إنتاجها.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمنتدى وقع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس الوزراء حاكم دبي وراعي المنتدى على وثيقة الأمم المتحدة للإعلان العالمي للطاقة المستدامة، إلى جانب رؤساء الوفود المشاركة في المنتدى، حيث تؤكد إلزام زعماء الدول وصناع القرار فيها باستدامة الطاقة، واعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «استضافة هذا الحدث مبعث فخر واعتزاز لشعب الإمارات والشعوب العربية الشقيقة نظرا لما تحظى به الإمارات كدولة عربية من احترام دول العالم كافة».