دول منطقة اليورو: برلين تسعى للوصول بالعجز إلى نسبة الصفر في موازنة 2014

مدريد تؤكد قدرتها على تجاوز الأزمة.. وروما لا تنوي طلب حزمة مساعدة مالية

تحتوي المذكرة الجديدة على بيع وخصخصة 81 ألف عقار حكومي يوناني (رويترز)
TT

دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى مواصلة إحراز تقدم على المستوى العالمي في مجال الأسواق المالية، من أجل تجاوز الأزمة التي لم تنته بعد. بينما يدرس الائتلاف الحاكم في ألمانيا إمكانية الوصول بالعجز إلى مستوى صفر في ميزانية 2014؛ أي قبل عامين من الموعد المقرر سلفا، بسبب الضغوط الداخلية من الشركاء الليبراليين.

وفي نفس الصدد، أعرب العاهل الإسباني، خوان كارلوس، عن قناعته بقدرة بلاده على الخروج من الأزمة. من جهته، عبر المستشار النمساوي، فرنر فايمان، عن سعادته بقرار القمة الأخير بفرض رقابة مشتركة على القطاع البنكي، قائلا: «إن فرض رقابة مصرفية شكل من أشكال التنظيم الضروري لهذا القطاع»، بينما قال رئيس الجمهورية الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، إن بلاده «لم تتلق إلى اللحظة يورو واحدا من أوروبا، وليس من المتوقع، ولا حتى على جدول الأعمال، أي طلب للحصول على مساعدات» إنقاذ مالية من الاتحاد الأوروبي. وفي بروكسل، رحبت المفوضية الأوروبية، بنتائج زيارة وفد الترويكا الدولية إلى آيرلندا، وقال بيان صدر عن المفوض الأوروبي للشؤون النقدية والاقتصادية، أولي ريهن، إن البرنامج المتفق عليه في آيرلندا يسير على الطريق الصحيح.

في برلين، دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى مواصلة إحراز تقدم على المستوى العالمي في مجال الأسواق المالية، من أجل تجاوز الأزمة التي لم تنته بعد، وقالت المستشارة الألمانية، خلال رسالتها الأسبوعية التي تبث عبر مقاطع فيديو، إنها ترى أنه «لم يتم الوصول بعد إلى المكان الذي يجب بلوغه» في ذلك المجال.

وأكدت: «اقترحنا أن يتم تنظيم كافة المؤسسات المالية والجهات المالية والمنتجات المالية كذلك، تم تحديد خطوات معينة، ولكن لم يتم وضع القواعد في أماكنها، ولا يزال أمامنا بعض المجالات لتنظيمها». وأضافت ميركل أنه بعد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية «برزت الحاجة الماسة لتنظيم» الأسواق المالية.

وكشفت عن أنه من الضروري إقرار قانون دولي حول ما يسمى «نظام الظل المصرفي»، وهو عبارة عن مجموعة من الشركات التي تعمل كمنظمات مالية، ولكنها ليست كذلك من الناحية القانونية. يأتي ذلك بينما يدرس الائتلاف الحاكم في ألمانيا إمكانية الوصول بالعجز إلى مستوى صفر في ميزانية 2014؛ أي قبل عامين من الموعد المقرر سلفا، بسبب الضغوط الداخلية من الشركاء الليبراليين. ونقلت وسائل إعلامية عدة عن مصادر بالحكومة والائتلاف أن المستشارة أنجيلا ميركل ووزير المالية فولفغانغ شويبله، يدرسان كيفية إزالة العجز بشكل نهائي خلال عامين.

وقال فيليب روسلر، وزير الاقتصاد وزعيم الحزب الليبرالي الألماني: «الطريق نحو تصفير العجز ممكن بالنسبة لميزانية 2014. إذا اجتهدنا معا». وفي الخطة المالية للأعوام المالية التي ترافق مسودة الموازنات العامة لألمانيا بالنسبة لعام 2013، من المتوقع أن ترتفع المديونية في 2014 إلى 13 مليارا و100 مليون يورو، على أن تصل في 2015 إلى أربعة مليارات و700، وأن تصل إلى مستوى صفر للمرة الأولى منذ أربعة عقود في 2016. غير أن الحزب الليبرالي الألماني حول هذا الموضوع إلى قضية جدلية داخل الائتلاف الحاكم، بالضغط على شركائه للإسراع في هذه العملية، بالنظر إلى الانتخابات العامة المقررة في خريف 2013 وتوقع زيادة الإيرادات الحكومية. وكانت وزارة المالية الألمانية قد اعترفت بأن ارتفاع نسبة العاملين وزيادة الأجور وارتفاع أرباح قطاع الأعمال، ستسمح لألمانيا بتسجيل مستوى قياسي في حجم الإيرادات قد يجاوز 600 مليار يورو. في نفس السياق، أعرب العاهل الإسباني، خوان كارلوس، أمس، في نهاية زيارته للهند، عن قناعته بقدرة بلاده على الخروج من الأزمة. وأكد الملك رضاه في حوار مع الصحافيين، قبل بدء رحلة العودة، عن تفهم السلطات الهندية للوضع الاقتصادي لإسبانيا ومنطقة اليورو والإجراءات التي اتخذت لمواجهة الأزمة. وقال العاهل الإسباني إن صورة إسبانيا في الخارج أفضل بكثير عما هي عليه داخل البلاد، مشيرا إلى أن البعض ليس لديهم سوى «رغبة في البكاء». وأضاف الملك: «بالطبع توجد أحزان»، في إشارة إلى المشكلات الاقتصادية التي يواجهها الإسبان وبالأخص البطالة، إلا أنه أكد قدرة بلاده في النهاية على تخطيها. ومن ناحية أخرى، أشار وزير الخارجية، خوسيه مانويل جارسيا مارجايو، إلى أن الملك ضمن الحصول على دعم الهند لترشح إسبانيا لشغل مقعد غير دائم لها في مجلس الأمن بالأمم المتحدة. وأعرب العاهل الإسباني عن رضاه إزاء نتائج زيارته للهند هو ورجال الأعمال الإسبان، الذين أشاد بالتزامهم على المدى الطويل في الدول التي يستثمرون فيها. وأكد الملك خوان كارلوس رغبته في زيارة الصين لدعم الاهتمامات الاقتصادية الإسبانية هناك، كما سبق أن فعل في روسيا والبرازيل وتشيلي والهند. وفي بروكسل، رحبت المفوضية الأوروبية، بنتائج زيارة وفد الترويكا الدولية إلى آيرلندا، وقال بيان صدر عن المفوض الأوروبي للشؤون النقدية والاقتصادية، أولي ريهن، إن البرنامج المتفق عليه في آيرلندا يسير على الطريق الصحيح، وإن الحكومة أكدت من جديد التزامها القوي تحقيق الأهداف والموازنة المطلوبة، وقال ريهن: «أنا على قناعة بأن آيرلندا تسير على الطريق للوصول إلى التكيف المالي وتحقيق التوازن الصحيح بين النمو وتحمل الديون»، وأشار إلى تحقيق نتائج طيبة بعد سنوات من التعديلات التي كانت مصدر ألم للشعب الآيرلندي، كما جرى الكثير من الإصلاحات الأساسية التي ستساعد الاقتصاد الآيرلندي على استعادة القدرة التنافسية، «ولكن رغم كل هذا تبقى البطالة مرتفعة وخاصة بين الشباب، ويجب وضع معالجة هذا الأمر على رأس الأولويات»، واختتم البيان بالإشارة إلى أن آيرلندا بدأت تستعيد ثقة المستثمرين بقدرتها على تنفيذ السياسات المطلوبة. أما في ما يتعلق بملف اليونان، فقد نفت المفوضية الأوروبية، بمعية صندوق النقد الدولي، حصول أي اتفاق بين اليونان ودائنيها الدوليين، في وقت قالت فيه السلطات اليونانية إنها حصلت على مهلة عامين لإنجاز برنامج التصحيح المالي. من جهتها، أشارت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية إلى أن دول منطقة اليورو تعتزم الموافقة على منح اليونان قروضا جديدة بقيمة تصل إلى 20 مليار يورو. الصحيفة استندت في بياناتها إلى ممثل بارز لمنطقة اليورو وصف منح اليونان قروضا إضافية، بسبب تمديد الفترة المحتملة لتطبيق أهداف التقشف اليونانية، بالحتمي.

ومن المحتمل أن يصدر وزراء مالية منطقة اليورو قرارهم بشأن المساعدات الجديدة في 12 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما يتعين أن يصدق البوندستاج على حزمة القروض الجديدة قبل الإفراج عنها. وزير المالية اليوناني، يانيس ستورناراس، أعلن الأربعاء أن بلاده حصلت على مهلة سنتين إضافيتين لإنجاز برنامج الترشيد المالي لحسابات البلاد من الآن وحتى عام 2016 عوض عام 2014، وذلك عقب اتفاق مع الدائنين الدوليين، يقضي بتطبيق بلاده إجراءات تقشف جديدة بقيمة 13.5 مليار يورو، يأتي ذلك بينما سجل النمو الاقتصادي البريطاني ارتفاعا في الربع المالي الثالث، ليصل إلى أعلى معدل له منذ خمس سنوات. وزير الاقتصاد البريطاني، جورج أوزبورن، أعلن الخميس أن النمو الاقتصادي بلغ 1%، مما يفوق التوقعات بأربعين نقطة. ومن وجهة نظر البعض، الانتعاش يعود إلى الأولمبياد الذي ساهم في زيادة الطلب والوظائف. بعض المحللين يعتبرون أن الأرقام الأخيرة تخفي حقيقة الوضع الاقتصادي، لأنها جاءت بعد عطلة الذكرى الستين لتبوؤ الملكة إليزابيث العرش، ولأن انتعاش الأولمبياد مرحلي. من جانبه، قال رئيس الجمهورية الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، إن بلاده «لم تتلق إلى اللحظة يورو واحدا من أوروبا، وليس من المتوقع، ولا حتى على جدول الأعمال، أي طلب للحصول على مساعدات» إنقاذ مالية من الاتحاد الأوروبي، ونقلت وسائل إعلام أوروبية عن نابوليتانو قوله خلال مؤتمر صحافي في لاهاي، إن إيطاليا «قدمت حتى الآن مساهمة مهمة في المساعدات الأوروبية ولم تأخذ في المقابل يورو واحد»، وأضاف: «نحن نقوم بدورنا وعازمون على الاستمرار في القيام بذلك»، وفق تعبيره. ولفت رئيس الوزراء الإيطالي إلى أنه «تم اعتماد خيارات صارمة وتضحيات (التقشف) التي كانت مطلوبة لإحداث تغييرات مقارنة بمرحلة سابقة، كان قد تراكمت خلالها الكثير من الديون العامة» التي قاربت تريليوني يورو.