العاصفة «ساندي» قد تكلف الاقتصاد الأميركي 20 مليار دولار

وول ستريت تعود للعمل اليوم.. وأسواق أوروبا تنهي جلستها على ارتفاع

نيويورك تبدأ في جمع أشلائها بعد ليلة من الدمار سببها «ساندي» (أ.ب)
TT

بينما لم تفق ولايات الساحل الشرقي الأميركي من دمار العاصفة ساندي المدمرة، توقع خبراء في حصر أولي للدمار قيمته تتراوح ما بين 10 إلى 20مليار دولار. ويترقب المتعاملون اليوم عودة وول ستريت للعمل بعد توقف دام ليومين، بحسب أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك. أغلقت المطارات بأكملها في الساحل الشرقي مما أوقف الجسر الجوي بين جانبي الأطلنطي، ويومين على التوالي دون إنتاج.

وأغلقت بورصات أنحاء أوروبا جميعها على إغلاق إيجابي خجول، بينما لم تتأثر أسهم شركات التأمين الكبرى بالأحداث أيضا.

بينما توقع أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك أنه من المرجح أن تستأنف بورصة نيويورك عملها اليوم بعد إغلاقها لمدة يومين بسبب العاصفة المدمرة، رغم الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي والفيضانات التي تجتاح المدينة، والذي يعد الإغلاق الأول منذ أحداث 11 سبتمبر التي أغلقت البورصة دون موعد مسبق.

وقال كومو: «تحدثت مع وزير الخزانة تيم غايتنر بشأن تسريع استئناف العمل في وول ستريت ونحن متفائلون بعض الشيء بأن وول ستريت سيعود إلى العمل».

وصرح مايكل بلومبرج، عمدة مدينة نيويورك الأميركية أن شبكة قطارات الأنفاق في نيويورك ستظل مغلقة لأربعة أو خمسة أيام على الأقل بسبب الفيضانات الهائلة الناجمة عن العاصفة «ساندي».

ولم يذكر بلومبرج موعدا محددا لاستئناف تشغيل أكبر شبكة مواصلات في الولايات المتحدة بأسرها، قائلا: إن «الخدمة ستعود للعمل خلال أربعة أو خمسة أيام حسب التخمين المنطقي».

وجاءت تقديرات الخبراء الأولية بحجم الخسائر التي نجمت عن العاصفة «ساندي» نحو 20 مليار دولار. وقالت شركة «إكيكات» الأميركية التي تساعد شركات التأمين على تقييم مخاطر الكوارث إن قطاع التأمين قد يتحمل تعويضات تتراوح من 5 إلى 10 مليارات دولار.

ويقدر الخبراء الخسائر الاقتصادية بما يتراوح من 10 إلى 20 مليار دولار.

وفي الوقت الذي ما زالت أميركا - لم تستيقظ - من ضربات العاصفة الموجعة، لتحصر حجم الخسائر، توقع بعض الخبراء الماليين أن العواقب ليست بالضرورة أن تكون كلها وخيمة. وأشار بول أشوورث من كابيتال ايكونوميكس في تورونتو لـ«الشرق الأوسط» أنه من المتوقع أن عشر الناتج المحلي للربع الرابع للولايات المتحدة، ولكن عملية إعادة البناء، ومدفوعات التأمينات قد تحول الدفة للاقتصاد الأميركي من خسائر إلى حركة نشاط إيجابية.

وأضاف أشوورث أن توقعاته لن تتأثر التجارة العالمية على المدى القصير من «ساندي» تعد معدومة، فالمنطقة المتضررة على الساحل وليست جزءا من العملية الإنتاجية العالمية، ولا تقارن بالفيضانات التي شهدتها اليابان العام الماضي على سبيل المثال.

وقال الفائز بالمتنبئ الاقتصادي للعام 2010 من «وول ستريت جورنال»: «من الصعب أن نرى أي تأثير سلبي أو إيجابي على الاقتصاد الأميركي قبل النصف الثاني من العام المقبل».

وتراجع سعر العقود الآجلة لمزيج «برنت» مقتربا من 109 دولارات للبرميل أمس وسط مخاوف من ضعف الطلب من الساحل الشرقي الأميركي عقب العاصفة «ساندي» الذي اجتاحت المنطقة وتسببت في إغلاق مصاف وطرق ومطارات.

وأوقفت العاصفة «ساندي» وهي أحد أكبر الأعاصير التي تضرب الولايات المتحدة على الإطلاق ثلثي مصافي المنطقة وأكبر خطوط الأنابيب بها وأغلب موانئها الرئيسية. ونزلت عقود خام «برنت» تسليم ديسمبر (كانون الأول) 32 سنتا إلى 109.12 دولار بعدما تراجعت إلى 108.70 دولار في وقت سابق.

وارتفعت عقود خام النفط الأميركي تسليم ديسمبر 40 سنتا إلى 85.94 دولار للبرميل.

وانخفضت المنتجات النفطية أيضا، حيث هبطت العقود الأميركية للبنزين بنحو اثنين في المائة إلى نحو 2.7087 دولار للجالون.

وستبدأ شركات التكرير وخطوط الأنابيب الأميركية تقييم الأضرار التي ألحقتها العاصفة بأعمالها، على أمل أن تتمكن بفضل إجراءاتها الاحترازاية لمواجهة الفيضانات ومصادر الكهرباء الموجودة بالمواقع من استئناف العمليات سريعا.