بورصة دبي للطاقة: قيمة النفط المبيع من خلالنا شهريا تصل إلى 1.5 مليار دولار أميركي

رئيسها التنفيذي لـ«الشرق الأوسط»: لماذا يسعر النفط العربي بمعايير أسعار النفط المنتج في الأسواق الغربية؟

كريستوفر فيكس الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة أن قيمة النفط المبيع من خلال البورصة شهريا يبلغ ما بين 1 و1.5 مليار دولار أميركي، مؤكدا أن الاهتمام في المرحلة الحالية ينصب على العقد الآجل لخام عمان، وهو أكبر عقد آجل للنفط الخام في العالم من حيث التسليم الفعلي، متسائلا: «لماذا يسعر النفط الذي تنتجه البلدان العربية بمعايير أسعار النفط الذي تنتجه الأسواق الغربية؟!»، معتبرا أنه من الملائم أن يتوافر معيار محلي للنفط المنتج محليا يعكس مستوى الاقتصادات الحقيقية للمنطقة، مشيرا إلى أن عدد المشاركين النشطاء في بورصة دبي للطاقة شهريا يتراوح بين 30 و50 مشاركا يشملون جميع فئات الشركات التي تتداول هذا النوع من العقد، معلنا أن «نقاشات تجري حاليا مع ستة بنوك في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين لزيادة مشاركة الجهات المقرضة المحلية في الأعمال الخاصة بتداول العقود الآجلة» وقال كريستوفر فيكس الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة إن قيمة النفط المبيع من خلال البورصة شهريا تبلغ ما بين 1 و1.5 مليار دولار أميركي، مؤكدا أن أحجام التداول في البورصة تشهد «نموا مستقرا يتسق مع استراتيجيتنا، ونتوقع استمرار هذا المستوى خلال عام 2013، حيث إن تداولات عملائنا مستمرة في الزيادة، وسنضيف أعضاء جددا إلى البورصة».

ولفت فيكس متحدثا لـ«الشرق الأوسط» في أول لقاء مع صحيفة عربية بعد تعيينه في منصبه الجديد: «لدينا الكثير من المشاركين في البورصة ويتراوح عدد المشاركين النشطاء شهريا بين 30 و50 مشاركا، ويشمل هؤلاء المشاركون جميع فئات الشركات التي تتداول هذا النوع من العقد؛ منهم الوسطاء والمصافي والشركات المالية وكبرى شركات النفط من كل أنحاء العالم».

وتتعامل كبرى شركات الوساطة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، في كميات ضخمة من النفط، وتستخدم بورصة دبي للطاقة لشراء النفط الخام، وتحتاج المصافي، مثل مصافي «ريلاينس» الهندية (أكبر مصفاة للنفط في العالم انضمت إلى عضوية البورصة مؤخرا)، إلى معيار للأسعار يكون ملائما لنوع النفط الخام الذي تستخدمه، وبما أن مصافي «ريلاينس» تتعامل في النفط الآتي من الشرق الأوسط، وليس نفط بحر الشمال أو هيوستون، فإنها تعتبر العقد الآجل لخام عمان أداة تحوط أكثر فعالية من خام برنت أو خام غرب تكساس المتوسط. ويؤكد فيكس أن البورصة تشهد زيادة في عدد العملاء، «ونعتقد أن هذا الأمر يشكل ركنا أساسيا في عملية النمو».

وينصب تركيز البورصة في المرحلة الحالية، بحسب رئيسها التنفيذي، على العقد الآجل لخام عمان، وهو أكبر عقد آجل للنفط الخام في العالم من حيث التسليم الفعلي؛ «حيث تضم آسيا أسرع قاعدة عملاء نموا في العالم، وتستهدف جهودنا العملاء في هذه المنطقة لضمان إنجاح العقد تجاريا مثلما هو ناجح فنيا».

وبوصفها بورصة للسلع، تعد بورصة دبي للطاقة منصة لإدراج العديد من العقود وتداولها، ويعد زيت الوقود أحد العقود المحتمل إطلاقها في البورصة مستقبلا.

ويرى فيكس أن «التطور السريع الذي تشهده الفجيرة في قطاع تخزين النفط يعني أننا نستطيع أن نجمع بين خبرتنا في خلق العقود الناجحة واحتياطاتها الفعلية، الأمر الذي يشكل أهمية كبيرة لدينا»، مضيفا: «قد ندرس أيضا عقودا أخرى للسلع والطاقة. وعلى الرغم من ذلك، ما زال تركيزنا الرئيسي ينصب على دعم العقود الآجلة لخام عمان عبر استهداف عملاء النفط الرئيسيين، مثل الصين والهند».

وحول مبررات بورصة دبي للطاقة للسعي في سبيل ترسيخ عقد خام عمان ليكون مقياسا أساسيا للسعر، يوضح فيكس: «بورصة دبي للطاقة تعد أنجح بورصة للسلع في منطقة الشرق الأوسط، كما يعتبر العقد الآجل لخام عمان أكبر عقد آجل للنفط الخام في العالم من حيث التسليم الفعلي، وتعتبر منطقتا؛ الشرق الأوسط وآسيا، أسرع أسواق العالم نموا وأكبر ساحتين للعرض والطلب على النفط، ويشكل العقد الآجل لخام عمان المعيار الوحيد الموثوق لأسعار النفط في الأسواق الآسيوية»، متسائلا: «لماذا يسعر النفط الذي تنتجه البلدان العربية بمعايير أسعار النفط الذي تنتجه الأسواق الغربية! فمن الملائم أن يتوافر معيار محلي للنفط المنتج محليا يعكس مستوى الاقتصادات الحقيقية للمنطقة».

ويضيف الرئيس التنفيذي لبورصة دبي إن «التركيز الرئيسي في الوقت الراهن ينصب على دعم البورصة، وضمان زيادة قوة العقد الذي نقدمه حاليا عبر حفز وتنشيط مستوى التداول وضبط الفوارق بين أسعار البيع والشراء» معتبرا أن من شأن هذه الجهود خلق قيمة أفضل للمتداولين والمساهمين، لافتا إلى أن «لدى البورصة عددا من أكبر الشركات التي تتداول في البورصة على أساس منتظم، الأمر الذي يدعم عقدنا ويضمن بالتالي زيادة تداولاتهم معنا.. وهكذا ستزداد أحجام التداول في البورصة، وسيتم بالتالي استقطاب شركات جديدة.. ونحن نركز على تحقيق نمو مستقر ومستدام، مما يضمن إنجاح العقد تجاريا مثلما هو ناجح فنيا». ويعتبر فيكس أن أحد أهم مشاريع البورصة يتمثل في زيادة نطاق تمويل التجارة من البنوك العربية؛ «أي أن تمول البنوك الإقليمية النفط الذي يتم إنتاجه في المنطقة بدلا من المؤسسات الأجنبية، وبناء على ذلك، تستطيع في بورصة دبي للطاقة اتخاذ مركز دائن في العقود الآجلة إلى أن يتم التسليم الفعلي» ومن المحفز للغاية «أن يتوافر تمويل مضمون للتجارة في بورصة تخضع للوائح التنظيمية» مستطردا: «ونتناقش حاليا مع ستة بنوك في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين لزيادة مشاركة الجهات المقرضة المحلية في الأعمال الخاصة بتداول العقود الآجلة»، موضحا: «على الرغم من أن أولويتنا الرئيسية حاليا هي عقد النفط الخام، فإننا قد ندرس في المستقبل إضافة عقود أخرى للطاقة، مثل زيت الوقود كما أشرنا من قبل. وقد نضيف على الأجل الطويل، من خلال علاقتنا مع بورصة شيكاغو التجارية، المعادن والمنتجات المالية الأخرى والمنتجات الزراعية حسب طلب السوق». وفي ما يتعلق بسعي البورصة للتوسع في الصين والهند، يرى فيكس أن «الصين والهند تستهلكان وتطلبان كميات هائلة من النفط نظرا للتعداد السكاني فيهما. ويندرج هذان البلدان ضمن أكبر بلدان العالم استهلاكا للنفط، ويحصلان عليه من البلدان العربية المنتجة. ويوفر العقد الآجل لخام عمان المعيار الوحيد الموثوق لأسعار النفط في الأسواق الآسيوية، ومن هنا ينبع القرار بالتوجه إلى هذين البلدين».

ويؤكد الرئيس التنفيذي لبورصة دبي أن لديه خططا لمواصلة تنمية البورصة من خلال «توفير قيمة أفضل لأعضائنا والمساهمين، وسنساعد المنطقة على وضع نظام يماثل الأنظمة التي تستند إلى معايير أخرى، مثل (برنت) و(خام غرب تكساس المتوسط)، وسنعمل على الجمع بين أكبر احتياطات العالم من النفط والسيولة المالية المتوفرة في المنطقة والبلدان الآسيوية المستهلكة التي تتمتع بأسرع معدلات النمو، حتى تتبوأ المنطقة مكانتها الحقيقية من حيث أهميتها في الأسواق العالمية للنفط».

وفي الرابع من أبريل (نيسان) 2012، أعلنت بورصة دبي للطاقة أن متوسط حجم التداول اليومي للأشهر للثلاثة التي تنتهي في 31 مارس (آذار) 2012، سجل زيادة بنسبة 57% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2011، حيث تظهر الأرقام التطور الكبير الذي سجلته البورصة خلال السنوات الماضية والبداية القوية لها في تداولات عام 2012، كما تم الإعلان عن أن البورصة تداولت أكثر من 3 مليارات برميل من النفط الخام، ليؤكد ذلك مكانة عقد خام عمان بوصفه أكبر عقد آجل للنفط الخام في العالم تم تسليمه بالفعل.

وتعتبر بورصة دبي للطاقة أول بورصة دولية في منطقة الشرق الأوسط لعقود الطاقة الآجلة والسلع، حيث توفر بيئة تداول منظمة وآمنة ماليا وتمتلك الحصة الغالبة من أسهمها مجموعة من المساهمين الرئيسيين تضم «مجموعة بورصة شيكاغو التجارية» و«صندوق الاستثمار العماني» و«دبي القابضة». كما تمتلك مؤسسات مالية عالمية وشركات للمتاجرة في الطاقة، منها «غولدمان ساكس»، و«جي بي مورغان»، و«مورغان ستانلي»، و«شل»، و«فايتول» و«كونكورد إنيرجي» أسهما فيها.

وقد تطورت البورصة كثيرا، وتتداول فيها العقود الآجلة لخام عمان وعقود المبادلة ذات الصلة، الأمر الذي يلبي احتياجات السوق النامية لمعرفة أسعار الخام المتجه إلى أسواق شرق السويس، فيما يتم أيضا سد الفجوة التي تفرضها المناطق الزمنية بين أوروبا وآسيا. ومنذ طرحه في يونيو (حزيران) 2007، أصبح عقد عُمان الآجل للنفط الخام، أكبر العقود الآجلة للاتجار بالنفط التي يتم تسليمها فعليا في العالم. وأعلنت بورصة دبي للطاقة، المتخصصة في مجال تداول عقود الطاقة الآجلة، والمعيار الناشئ لأسعار النفط الخام المتجه إلى أسواق شرق السويس، عن تعيين كريستوفر فيكس رئيسا تنفيذيا جديدا للبورصة التي انضم إليها بعد مسيرة مهنية طويلة تزيد على 20 عاما في السوق الدولية للسلع.