تقرير: الشرق الأوسط مهيأ لاجتذاب رؤوس الأموال مع تنامي التجارة البينية بين الأسواق الناشئة

قال: إن وضع المنطقة مثالي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التبادل التجاري

جانب من ميناء خليفة في أبو ظبي (رويترز)
TT

قال تقرير حديث إن منطقة الشرق الأوسط مهيأة لاجتذاب رؤوس أموال من خلال التجارة البينية المتزايدة بين الأسواق الناشئة من دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ولا سيما مع توجه الاقتصاد العالمي إلى الاستثمار في أسواق بديلة من أسواق الدول الغربية.

وأضافت شركة «بي دبليو سي» العالمية في تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي وتزايد حجم التجارة البينية بين دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط سوف يؤديان إلى إحداث نقلة جذرية في البيئة التنافسية لشركات الخدمات المالية، سواء على مستوى منطقة دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط أو غيرها من الدول الأخرى.

ووفقا للتقرير فإن استثمار رؤوس الأموال تزامنا مع نهوض الأسواق الناشئة وترابط علاقاتها البينية، يبرز التبادل التجاري بين دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط في شكل كيان مترابط سريع النمو، فهذه الدول تتجاوز نظيرتها في الدول الغربية.

وقال التقرير إن نمو هذه الدول بهذه الصورة يضع منطقة الشرق الأوسط في موقع مثالي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التبادل التجاري على المستوى المحلي وكذلك على مستوى دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وقال لجراهام هايوارد، شريك ومدير قسم الخدمات المالية لدى «بي دبليو سي» الشرق الأوسط إن المغزى الحقيقي ليس فقط سرعة النمو داخل منطقة دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، بل كيف لهذه التدفقات التجارية بين أسواق هذه المنطقة أن تصبح على هذا النحو من الترابط المتبادل. ومع ارتفاع حجم التجارة البينية لدول هذه المنطقة وتنامي الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط، فإن نسبة كبيرة من حجم التبادل التجاري في العالم سيتم توجيهها بعيدا عن الدول الغربية بأسرها. ويتعين على المؤسسات المالية أن تجد حلولا للاستفادة من التجارة البينية للأسواق الناشئة بما يعزز التنافس التجاري.

وأشار التقرير إلى أن التنوع المتسارع في الاقتصاديات المحلية والاستثمارات العالمية المتمثلة في صناديق الاستثمار السيادية للدول الإقليمية وتزايد مكانة منطقة الشرق الأوسط كمحور تجاري عالمي من شأنها جميعا أن تعزز من القوة والقدرة الاقتصادية للمنطقة، ولا سيما مع ارتفاع حجم التجارة البينية والتدفقات الاستثمارية فيما بين دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط تزايدا ملحوظا يماثل ذلك الارتفاع في معدلات النمو والحجم المتوقع لأسواق منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الأسواق الناشئة.

وأضاف التقرير أن التبادل التجاري لدول منطقة الشرق الأوسط مع غيرها من دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ينمو بسرعة أكبر من مثيلتها مع دول أوروبا وأميركا الشمالية حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2011 مع دول آسيا 624 مليار دولار مقارنة بـ106 مليارات دولار مع دول أميركا الشمالية و181 مليار دولار مع دول الاتحاد الأوروبي.

ويري أكيلش كيرا، مدير في «بي دبليو سي» وعضو في فريق عمل مشروع بروجيكت بلو إن الفترة الحالية تشهد الآن مرحلة فاصلة حيث يرتفع حجم التبادل التجاري لدول منطقة الشرق الأوسط مع غيرها من دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بسرعة أكبر من مثيلتها مع دول أوروبا وأميركا الشمالية. كما أن الصين تزاحم الولايات المتحدة حاليا لكي تكون السوق الأكبر للنفط القادم من منطقة الشرق الأوسط. وتتدفق إلى الشرق استثمارات كبيرة من الغرب في مجال البنية التحتية على أثر هذا التحول.

وأضاف أن القدرة على استقطاب عملاء من الأسواق الجديدة المتطورة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدفقات التجارية والفرص الاستثمارية المرتفعة القيمة سوف يكونان عاملي حسم في المفاضلة بين المؤسسات المضلعة بتقديم الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط.