الاقتصاد اليوناني يواصل انزلاقه وينكمش بـ7.2% خلال الربع الثالث

الأزمة شجعت صعود التيارات اليمينية المتطرفة

TT

خرجت الآلاف من طبقات الشعب اليوناني، مجددا إلى الشوارع أمس (الأربعاء) في مظاهرة جديدة تضامنا مع بقية البلدان الأوروبية الأخرى التي تتظاهر احتجاجا على التدابير التقشفية الصارمة والإصلاحات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومات ضد الشعب وأيضا التهديد النازي (اليمين المتطرف) الذي ظهر أخيرا بسبب الأزمة خصوصا هنا في اليونان ضد المهاجرين الأجانب.

وشهدت العاصمة أثينا استعدادات كبيرة لهده المظاهرات التي تزامنت مع إضراب عن العمل لمدة ثلاث ساعات دعت إليه اتحادات نقابات العمال والموظفين، ثم توجه المتظاهرون إلى مبنى البرلمان اليوناني يرددون هتافات ويرفعون شعارات تندد بالسياسات الحكومية والتدابير القاسية وما وصفوه بالتدخل الأجنبي في شؤون البلاد وضغوط الدائنين.

وشارك في مظاهرات أمس المدرسون وأساتذة الجامعات والمحامون والصحافيون والقضاة والكثير من أصحاب المهن المختلفة والقطاعات الأخرى، واحتل عمال خمسة مبان حكومية احتجاجا على خطط تسريح نحو 25 ألف موظف بنهاية 2013، وبدأت الكثير من البلديات حملة للعصيان المدني، برفضها إرسال قوائم بالمرشحين للتسريح إلى الحكومة.

ومن الشعارات التي رصدتها «الشرق الأوسط» ويلوح بها المتظاهرون، لا للمذكرة الجديدة مع الدائنين، لا للسياسات الأوروبية ضدنا، نريد شطب الديون، دعوة للعصيان والتظاهر في كل الأماكن، طرد صندوق النقد والاتحاد الأوروبي من اليونان، وإضرابات حتى النصر.

وعاشت العاصمة أثينا وعدد من المدن اليونانية الأخرى على وقع المظاهرات والإضرابات خلال الأيام الأخيرة، والتي تزامنت مع تصويت البرلمان اليوناني على مشروع قانون تدابير التقشف الجديدة وأيضا التصويت على موازنة 2013 والتي توفر للدولة نحو 9 مليارات يورو.

وقد تراجعت مطالب الشعب اليوناني كثيرا عما كان عليه في الماضي، وهم حاليا يطالبون بحياة كريمة وعدالة اجتماعية، ولم تتضمن مطالبهم شروطا مسبقة كالماضي وسقفا للأجور، ولكن هم يطالبون حاليا فقط بعدم الاقتراب ثانية من المرتبات والمعاشات وعدم تخفيضها، في ظل التدابير القاسية والركود التي تعانيه البلاد للعام السادس على التوالي.

ويعتبر حاليا حزب «الفجر الذهبي» الفاشي، ثالث أكثر الأحزاب شعبية في اليونان، وقاموا مؤخرا باستغلال مكاسبهم الانتخابية الأخيرة لدعوة أنصارهم إلى سحب الأطفال المهاجرين من حضاناتهم بجانب الاعتداءات اليومية على الأجانب وضمنهم المصريون، وتزداد ثقة جناح الحزب شبه العسكري في مهاجمة المهاجرين والمثليين واليسار، وتشجعهم على ذلك وسائل الإعلام الرئيسية والشرطة التي لم تتحرك، بل قامت بالمشاركة في هجمات الفاشية، ولكن دائما ما يواجههم دعاة مكافحة الفاشية في الشوارع.

إلى ذلك، انكمش إجمالي الناتج المحلي لليونان بواقع 7.2% خلال الربع الثالث من هذا العام 2012، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حسبما أعلن معهد الإحصاء اليوناني، وتشكك نسبة الانكماش الفصلية الجديدة لليونان، على الرغم من احتمالات تعديلها، في توقعات الحكومة بشأن وصول نسبة التراجع الاقتصادي خلال العام الحالي بأسره إلى 6.5%.

وتعد نسبة هذا التراجع - التي يمكن أن يتم تعديلها عقب الحصول على نتائج مزيد من المؤشرات الاقتصادية - الأسوأ منذ مطلع العام الحالي، بعد تراجع إجمالي الناتج المحلي لأثينا بنسبتي 6.7% و6.3% خلال الربعين الأول والثاني من 2012 على الترتيب.

بالإشارة إلى أن إجمالي الناتج المحلي لليونان سجل خلال الربع الثالث من 2012 تراجعه للربع الـ17 أي للعام الخامس على التوالي.