وافقت شركة «بريتش بتروليم» (بي بي) أمس، الخميس، على دفع 4.5 مليار دولار على مدى ست سنوات للسلطات الأميركية لتسوية الدعاوى المقامة ضدها بسبب التسرب النفطي الضخم الذي حدث في خليج المكسيك نتيجة انفجار منصة استخراج النفط ديب ووتر هواريزون عام 2010. وهذه هي أكبر عقوبة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وتشمل اعتراف «بي بي» بارتكاب تهم جنائية. ولا يغطي الاتفاق دعاوى التعويض المدني عن الأضرار, وذلك حسب وكالة (د ب أ).
وكانت تقارير أولية ذكرت أمس الخميس أن محادثات شركة «بريتش بتروليم» البريطانية العملاقة للنفط (بي بي) مع السلطات الأميركية بشأن تسوية الاتهامات الجنائية ذات الصلة بالتسرب النفطي في منصة «ديبووتر هورايزون» النفطية بخليج المكسيك - يمكن أن تؤدي إلى توقيع «أكبر عقوبة جنائية» على الإطلاق في تاريخ الشركات الأميركي.
وجاء في بيان صدر عن «بي بي» في لندن أنها دخلت «في محادثات متقدمة» مع وزارة العدل الأميركية ولجنة الأوراق المالية والبورصات تتعلق «بكل الاتهامات الجنائية للجنة والحكومة الأميركية الاتحادية ضد (بي بي)» ذات الصلة بالحادث، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس، أن الشركة العملاقة للنفط قد تتعرض لغرامة قياسية تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، في حين أن مطالب التعويض المدنية لا تشملها المفاوضات الجارية. وفي حال تأكيد الشركة للعقوبة، فإنها ستكون أكبر عقوبة جنائية في تاريخ الشركات بالولايات المتحدة وتتجاوز الغرامة البالغ قيمتها 2.1 مليار يورو ودفعتها «مجموعة فايزر» للأدوية جراء احتيال في عملية تسويق عام 2009.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أنه من المقرر أن تكون «بي بي» لجأت إلى الاعتراف بارتكاب الذنب في سوء إدارة جنائي في الكارثة في مقابل التنازل عن مقاضاتها مستقبلا بشأن التهم. وكان 11 عاملا قتلوا في الانفجار الذي تسبب في أكبر كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة بعدما أدى إلى تسرب 9.4 مليون برميل من النفط الخام في خليج المكسيك على مدار 87 يوما.
وشددت الشركة البريطانية، في بيان صدر بلندن قبيل الاتفاق، على أنه لم يتم التوصل لاتفاقيات نهائية، وأن تلك الحلول ستكون موضع موافقة من قبل القضاء الاتحادي بالولايات المتحدة. وقالت «بي بي» في البيان إنه «إلى أن يتم التوصل لاتفاقيات نهائية، فليس هناك تأكيد أن يكون أي من مثل تلك الحلول ضمن هذه الاتفاقيات».
وفي تقرير نتائجها المالية للربع الثالث، شددت «بريتش بتروليم» على استعدادها لتسوية مطالب التعويضات «بشروط معقولة»، لكنها أضافت أنها «تستمر في التجهيز بنشاط» لمحاكمة ذات صلة بمطالب مدنية خاصة مقررة في فبراير (شباط) عام 2013.
وتجري الشركة عملية بيع للأصول واسعة النطاق لجمع أموال لتلبية مطالب التعويض، بما يمكنها من تخصيص ما إجماليه 38 مليار دولار لتغطية الالتزامات المالية الناتجة عن الكارثة.
وإلى جانب الدعاوى القضائية، من المتوقع أن تدفع «بي بي» مبلغا أخيرا بقيمة 860 مليون دولار في صندوق ائتمان خليج المكسيك البالغ قيمته 20 مليار يورو بنهاية العام الحالي.