رئيس «أرامكو السعودية»: تعاون عملاقي الطاقة السعودية يعزز مكانة المملكة الاقتصادية إقليميا ودوليا

رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع يزور موقعي العمل لمشروعي «صدارة» و«ساتورب»

الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود والمهندس خالد الفالح يستمعان لشرح حول مشروع صدارة («الشرق الأوسط»)
TT

شدد خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، على أن التعاون بين الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، التي تحتضن أكبر مشاريع الصناعة البتروكيماوية السعودية «سابك» و«أرامكو» كبرى شركات النفط في العالم «من شأنه دعم الاقتصاد الوطني من خلال المشاريع العملاقة لكليهما»، مضيفا أن هذا التعاون بين عملاقي الطاقة السعودية: «يعود بالخير والنماء على المملكة من خلال توفير آلاف الوظائف وفرص العمل والاستثمار وإنشاء الصناعات المساندة، وهو حتما ما سيعزز مكانة المملكة الاقتصادية إقليميا ودوليا».

تصريح الفالح، جاء تعليقا على زيارة تفقدية قام بها الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، لموقعي العمل لمشروعي شركة «صدارة للكيميائيات» (صدارة)، وشركة «أرامكو السعودية - توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب)، للاطلاع على سير العمل، والذي قالت «أرامكو» أمس، إنه «يجري بحسب الخطة المعدة ومراحل التنفيذ التي وضعت للانتهاء منهما في الوقت المقرر»، ورافق الأمير سعود بن ثنيان خالد الفالح رئيس «أرامكو السعودية» وعدد من مسؤولي الشركة.

وتعتبر شركة «صدارة»، أكبر مرفق للكيميائيات من نوعه في العالم يتم بناؤه دفعة واحدة. وهو مشروع مشترك بين «أرامكو السعودية» وشركة «داو كيميكال كومباني» (داو كيميكال)؛ لإنشاء وتملك وتشغيل مجمع عالمي المستوى ومتكامل لإنتاج الكيماويات في المدينة الصناعية الثانية بالجبيل.

وستسهم «صدارة» بدرجة كبيرة في تنويع الأنشطة الصناعية في المملكة، كما أن مجموعة منتجاتها ستؤدي إلى ظهور أنشطة جديدة تحقق قيمة مضافة من الموارد الطبيعية الوفيرة في المملكة وتوسع نطاق صناعاتها الكيماوية القائمة، بينما سيلعب هذا المشروع المشترك دورا محوريا في دعم استراتيجية المملكة الرامية إلى التحول في المستقبل، ليس فقط إلى مجرد منتج للكيماويات واللدائن، وإنما إلى مركز للصناعات التحويلية.

وبالاستفادة مما تملكه شركة «داو» من تقنيات حديثة وما تتمتع به «أرامكو السعودية» من قدرات عالمية في مجال إدارة وتنفيذ المشاريع، فستنتج وحدات التصنيع التابعة لهذا المشروع وعددها 26 وحدة، مجموعة كبيرة من المنتجات عالية الأداء مثل مركبات البولي يوريثان (مركبات الآيزوسيانات وبوليول البولي إثير)، وأكسيد وغلايكول البروبيلين، وأنواع المطاط الاصطناعي (الإيلاستومر)، والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي وغير الخطي، وغلايكول الإثير، ومركبات الأمين. وستسوق شركة «صدارة» ذاتيا المنتجات في نطاق جغرافي يضم ثماني دول تشمل المملكة، بينما ستستعين بخبرات شركة «داو كيميكال» التسويقية العالمية في التسويق والبيع بالنيابة عن صدارة في باقي أنحاء العالم.

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى الوحدات الإنتاجية خلال النصف الأول من عام 2015، على أن تكون جميع الوحدات قد دخلت مرحلة التشغيل في عام 2016. واستعدادا لذلك، فقد وظفت «صدارة» 1000 سعودي حتى هذه الفترة، ضمن خطة ترمي إلى توظيف ثلاثة أضعاف هذا العدد خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

وشملت الجولة الاطلاع على سير العمل في مشروع عملاق وهو مشروع شركة «أرامكو السعودية - توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب)، وهو مشروع مشترك بين «أرامكو السعودية» وشركة «توتال الفرنسية»، تشهد من خلاله المملكة بناء أول مجمع تكرير وبتروكيماويات تحويلي متكامل لمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل، في المدينة الصناعية الثانية بالجبيل، وسينتج المجمع أنواعا عالية الجودة من الوقود والمواد البتروكيميائية.

ومن المقرر أن تبدأ المصفاة أعمالها في عام 2013؛ حيث ستكون، عند إنجازها، واحدة من أكثر مصافي العالم تطورا. وستقوم المصفاة بتكرير الزيت العربي الثقيل وتحويله إلى منتجات مستوفية لأكثر المواصفات صرامة بهدف تلبية الطلب المتصاعد على أنواع الوقود الصديقة للبيئة في السوق المحلية والأسواق العالمية. وستعمل هذه المصفاة على زيادة إنتاج الديزل ووقود الطائرات إلى الحد الأقصى، إلى جانب إنتاج 700 ألف طن متري في السنة من البارازيلين، و140 ألف طن متري في السنة من مادة البنزين، و200 ألف طن متري في السنة من البروبيلين من درجة البوليمر، وهي جميعا تخدم الصناعات البتروكيميائية في السوق المحلية والأسواق العالمية.

وسيؤدي هذا المشروع إلى إيجاد فرص للاستثمار في المراحل الصناعية اللاحقة، وإلى خلق فرص عمل جديدة؛ حيث تشير التقديرات إلى أن هذه المصفاة ستوجد نحو 1100 وظيفة مباشرة للمواطنين في المملكة، علما بأن كل وظيفة من هذه الوظائف تؤدي عادة إلى إيجاد من خمس إلى ست وظائف غير مباشرة.