محمد بن راشد: مرافق دبي الحالية لن تلبي الطموح خلال السنوات المقبلة

دبي: «المرحلة الثالثة» تبدأ

محمد بن راشد آل مكتوم مستمعا لشروحات خلال إطلاقه للمدينة الجديدة («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن مرافق إمارة دبي الحالية لن تلبي الطموح خلال السنوات المقبلة لافتا إلى أن هدف الإمارة هو أن تكون العاصمة الاقتصادية وعاصمة السياحة العائلية لمليارين ونصف من البشر خلال السنوات المقبلة، معتبرا أن نسب النمو الحالية «تحتم على دبي الاستعداد مبكرا لمرحلة جديدة نكون فيها عاصمة عالمية للإبداع والابتكار والسياحة العائلية» مؤكدا أن رؤية دبي «واضحة.. وطموحاتنا كبيرة.. والمستقبل لا ينتظر المترددين». مشددا على أن لديه إصرارا على الوصول بالإمارات للمراكز الأولى عالميا، مشيرا إلى أنه «إذا لم نبادر بصنع المستقبل.. فستصنعه لنا الظروف المحيطة بنا». جاء ذلك خلال الإعلان عن مدينة «محمد بن راشد» في دبي عاصمة جديدة لريادة الأعمال ومركزا عالميا للسياحة العائلية وهي تضم أكبر مول في العالم وحديقة مجهزة لاستقبال 35 مليون زائر وأكبر مركز ترفيهي عائلي في المنطقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال إطلاقه للمدينة الجديدة أن «مرافق دبي الحالية لن تلبي طموحاتنا خلال السنوات المقبلة، مما يحتم علينا البدء في المرحلة الثالثة من بناء إمارة دبي وتعزيز اقتصاد دولة الإمارات ليدخل مرحلة جديدة نكون فيها عاصمة في ريادة الأعمال والابتكار والسياحة العائلية لمنطقة تحيط بنا على بعد أربع ساعات فقط وتضم أكثر من ملياري نسمة».

وينمو القطاع السياحي لإمارة دبي بنسبة 13% سنويا مع نمو في العائدات الفندقية يتجاوز 22% حيث بلغ في 2011 أكثر من 16 مليار درهم.

وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع إنشاء مدينة جديدة داخل إمارة دبي تحمل اسم «مدينة محمد بن راشد» وتتكون من أربعة قطاعات رئيسية، يركز القطاع الأول على السياحة العائلية ويضم حديقة مجهزة لاستقبال 35 مليون زائر وأكبر مركز ترفيهي عائلي في الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية بالتعاون مع استوديوهات «يونيفرسال» العالمية ومئات المنشآت الفندقية التي تلبي احتياجات الزوار من المنطقة.

ويركز القطاع الثاني على التسوق ويضم أكبر مركز تجاري في العالم. أما القطاع الثالث فيشمل تطوير منطقة تركز بشكل أساسي على توفير بيئة جديدة ومتكاملة لريادة الأعمال والابتكار في المنطقة، بينما يشمل القطاع الرابع بناء منطقة متكاملة للمعارض وصالات العرض ستكون الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «إن نسب النمو الحالية المتسارعة تحتم علينا الاستعداد مبكرا»، معتبرا أنه «خلال 6 سنوات فقط سيصل عدد المسافرين عبر مطار دبي إلى أكثر من 90 مليون نسمة، وزوارنا حاليا يجدون صعوبة لأن الفنادق بها أعلى نسبة إشغال في العالم، ومبيعات التجزئة تتضاعف كل أربع سنوات تقريبا، وصناعة المعارض تتضاعف كل خمس سنوات، إذا لم نبادر بصنع المستقبل الآن، فستصنعه لنا الظروف المحيطة بنا، ولدينا إصرار على الوصول للمراكز الأولى عالميا»، مؤكدا: «لدينا رؤية وطموحاتنا كبيرة، والمستقبل لا ينتظر المترددين.. نحن لا نتوقع المستقبل نحن نصنعه».

وبلغت نسبة الإشغال الفندقي 82% في عام 2011 وهي الأعلى عالميا وبلغ عدد زوار «دبي مول» فقط في العام الحالي 61 مليون متسوق مع نمو في مبيعات التجزئة بشكل عام في إمارة دبي بلغ 25% في عام.

وتضم المدينة الواقعة بين شارع الإمارات وشارع الخيل مع شارع الشيخ زايد مشروع حدائق محمد بن راشد وتتصل مع دوان تاون دبي والخليج التجاري عبر معبر سيطلق عليه المعبر الثقافي ويضم عشرات المعارض الثقافية وصالات العرض.

وتتوسط المدينة التي أعلن عنها وتحمل اسم «مدينة محمد بن راشد» حديقة ضخمة تتجاوز مساحتها مساحة حديقة الهايد بارك بلندن بـ30% ومجهزة لاستقبال 35 مليون زائر يحيط بها أكبر مركز تجاري في العالم قادر على استيعاب أكثر من 80 مليون متسوق سنويا.. وستضم المنطقة المحيطة بالمركز مجموعة كبيرة من المنشآت الفندقية تصل عند الانتهاء من تطوير المدينة إلى أكثر من 100 منشأة فندقية روعي فيها أن تتناسب مع احتياجات زوار المدينة من كل أنحاء المنطقة والعالم، والذين يتوقع أن يكون غالبيتهم من قطاع السياحة العائلية التي اشتهرت دبي باستقطابها بقوة خلال الفترة الماضية.

كما يتصل المركز التجاري الأكبر عالميا والذي يحمل اسم «مول أوف ذا وورلد» (Mall of The World) بمركز ترفيهي عائلي بالتعاون مع استوديوهات «يونيفرسال» العالمية والمركز الترفيهي هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية ويتوقع أن يستقطب 10 ملايين زائر سنويا.

وستضم المدينة التي روعي في تصميمها أهم المعايير البيئية العالمية مدينة متخصصة بالإبداع والابتكار وريادة الأعمال.. حيث توفر بيئة متكاملة لدعم رواد الأعمال واستقطاب المبدعين وتوفير منصة متكاملة لدعم مشاريعهم وابتكاراتهم من النواحي المالية والتنظيمية والتسويقية وذلك بهدف خلق قطاع اقتصادي جديد قائم على اقتصاد المعرفة والإبداع لتعزيز وضع الدولة عالميا في هذا المجال وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات.

كما ستضم المدينة الجديدة مناطق سكنية راقية وفيلات سكنية تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المستقبلية للتوسعات وتراعي معايير البناء الخضراء من حيث استهلاك الطاقة ومعالجة النفايات والحفاظ على البيئة الطبيعية، وتضم المدينة الجديدة أيضا الكثير من ملاعب الغولف التي ستحمل أسماء عالمية معروفة.

ويقوم بتطوير المدينة الجديدة كل من مجموعة دبي القابضة وشركة «إعمار» العقارية في شراكة هي الأكبر من نوعها في القطاع العقاري بالمنطقة وتهدف للاستفادة من خبرات الشركتين في التطوير العقاري لبناء المدينة الجديدة ومن المقرر أن تكون المدينة أيضا مفتوحة لاستثمارات القطاع الخاص عبر الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال.