أبدت شركة كبرى تقدم خدمات الرعاية الصحية في السوق السعودية ثقتها في إمكانية أن تنجح شركات القطاع في تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطنين السعوديين في حال تم تطبيق التأمين الطبي عليهم، إذ أكد مسؤول رفيع المستوى في هذه الشركة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن خصخصة قطاع الرعاية الصحية يعد الحل الأمثل نحو تقديم خدمات أفضل.
وتأتي هذه التصريحات، في وقت أدرجت فيه السوق المالية السعودية «تداول» يوم أمس شركة «دلة الصحية» ضمن قطاع التجزئة، وهو الأمر الذي يعني أن السوق المالية السعودية قد تجد خلال الفترة المقبلة مزيدا من الطرح الأولي والإدراج لشركات الرعاية الصحية.
وأمام هذه المستجدات، قال طارق بن عثمان القصبي رئيس مجلس إدارة شركة «دلة للخدمات الصحية القابضة» في رده على سؤال «الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي أمس: «المستشفيات الموجودة في السعودية تعالج الجميع، ولكنها لو تم خصخصتها، فإن ذلك سيساعد على زيادة الكفاءة، كما أن شركات الرعاية الصحية سيكون لها خطة توسعية لتلبية طلبات السوق في حال منح التأمين الطبي للمواطنين السعوديين، أسوة بمنسوبي القطاع الخاص، والوافدين».
وحول إدراج سهم شركة «دلة الصحية» يوم أمس، قال القصبي: «هذا الإدراج يأتي امتدادا لجهود الشركة في قطاع الخدمات الصحية المتنامي، وأرجو أن يكون هذا الإدراج بداية لشركة فاعلة في السوق، كما أتمنى أن يتبعها شركات أخرى في ذات القطاع»، مضيفا: «شركة (دلة للخدمات الصحية) من الشركات القليلة التي دخلت السوق بزيادة رأسمال، وليس عن طريق بيع أسهم، حيث إن الشركة ستقوم بالاستفادة من متحصلات الاكتتاب بالتوسع».
وحول تحفظ قوائم نشرة إصدار الشركة على إمكانية الحصول على ترخيص جديد لمستشفى من المزمع إقامته غرب الرياض، أكد القصبي في رده على سؤال «الشرق الأوسط» أمس، أن الهدف من التحفظ هو عملية الشفافية مع المكتتبين، وقال: «التراخيص مطلب نظامي ومعروف وله متطلبات، والشركة سبق أن أخذت تراخيص 3 مستشفيات ولم تواجه أي مشكلة، وتبحث الشركة الآن عن ترخيص رابع من خلال الاستفادة من متحصلات الاكتتاب، وكان لا بد أن توضح الشركة في نشرة الإصدار أنها تسعى إلى الحصول على الترخيص اللازم، وهذا الأمر يأتي من باب الشفافية وإعلان المخاطر أمام المستثمرين».
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة «دلة للخدمات الصحية القابضة» أن القطاع الصحي العالمي يعد من أكبر القطاع الاقتصادية، وقال: «أتمنى أن تدخل شركات الرعاية الصحية إلى سوق الأسهم السعودية، خصوصا أن هذه السوق تحتاج إلى شركات منظمة وقوية، كما أن القطاع الصحي في السعودية يعد الأكبر على مستوى المنطقة العربية».
وأضاف القصبي: «مع النمو المستمر للاقتصاد السعودي، شهد قطاع الرعاية الصحية في السوق المحلية نموا كبيرا، وذلك بزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية بنسبة 11 في المائة سنويا خلال السنوات السابقة، ليصل إلى 73.6 مليار ريال (19.6 مليار دولار) في عام 2011، وكانت زيادة النمو السكاني من الدوافع الأساسية لهذه الزيادة في الإنفاق، فضلا عن الدعم الحكومي القوي لقطاع الرعاية الصحية وارتفاع مستويات الدخل».
وفي السياق ذاته، قال عبد الله السويلمي المدير التنفيذي لشركة «تداول» خلال حفل الإدراج أمس: «نسعد بإدراج وبدء تداول أسهم شركة (دلة للخدمات الصحية القابضة)، وهو الإدراج الثامن في السوق المالية السعودية خلال السنة الحالية، ويأتي إدراج الشركة ضمن قطاع التجزئة، لتصبح بذلك الشركة رقم 11 في هذا القطاع، كما أنه عقب هذا الإدراج يزداد عدد الشركات المدرجة في السوق إلى 158 شركة».
وأضاف السويلمي: «طرحت الشركة 14.2 مليون سهم تمثل 30.1 في المائة، من رأسمالها البالغ 472 مليون ريال للاكتتاب العام، وقد حظي الاكتتاب الذي كان في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة تغطية بلغت 313 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المطروحة والبالغ مجموعها 7.1 مليون سهم، فيما بلغ عدد المكتتبين 1.2 مليون مكتتب».
إلى ذلك، نجح سهم شركة «دلة للخدمات الصحية القابضة» في الإغلاق عند سعر 57.5 ريال (15.3 دولار) في أول أيام الإدراج أمس، يأتي ذلك وسط مكاسب قوية بلغت نسبتها نحو 51 في المائة من سعر الاكتتاب الأولي، الذي كان يقف عند مستويات 38 ريالا (10.1 دولار) للسهم الواحد.
من جهة أخرى، أغلق سوق الأسهم السعودية يوم أمس على ارتفاع طفيف بلغ مقداره 20 نقطة، لينجح بذلك في الإغلاق فوق مستويات 6870 نقطة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغت نحو 6.7 مليار ريال (1.7 مليار دولار).