المشاريع الإسكانية السعودية ترفع استيراد الرخام والأحجار من أوروبا إلى 15%

الصين ما زالت في المرتبة الأولى من حيث حجم الطلب

زيادة الطلب على الرخام أدت إلى زيادة استيراده من دول أوروبية متنوعة («الشرق الأوسط»)
TT

ساهم عدد من المشاريع التنموية ومشاريع القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي في استمرار عمل عدد من المصانع في القارة الأوروبية التي ترزح تحت وطأة الأزمة المالية، حيث قدر مستثمرون سعوديون حجم التنامي في ارتفاع واردات الرخام والأحجار من القارة العجوز إلى 15% في عام 2012 مقارنة بالعام الذي سبق، وأكدوا أن حجم الطلب ارتفع نتيجة زيادة المشاريع التنموية والإسكانية في السعودية.

وقال فهد القارحي، أحد المستوردين للصخور المتعلقة بالديكور، لـ«الشرق الأوسط»، إنه إلى جانب الزيادة على الطلب في مجال الرخام ومواد الديكور، فإن الرؤية باتت في الآونة الأخيرة تتركز على الرخام والحجر الجيري، وهو ما حدا بكثير من المستثمرين نحو توسيع دائرة الاستثمارات إلى أوروبا وخاصة إيطاليا، مشيرا إلى أن ذلك يفتح باب التساؤلات على الجدوى الاقتصادية في اختيار دول تحمل تفاصيل متعلقة بمواد البناء في كامل السوق العالمية والإقليمية.

وقال القارحي إن «الواردات من الرخام والحجر الجيري، تختلف من بلد لآخر، فأصبحت دول أوروبية هدفا بعينه أمام استثمارات عريضة طيلة عام 2012، إضافة إلى استئثار الصين بجانب العرض المتواصل»، مؤكدا أن تنوع الواردات سيخدم مخططي الاستراتيجية، والمديرين التنفيذيين ومديري التسويق الدولي، وخاصة المصدرين الذين يشعرون بالقلق في تباين أسعار الرخام والحجر الجيري.

وأفاد بأن «حجم الاستثمارات في قطاع الديكور والأحجار ارتفعت وتيرتها في عام 2012 بما نسبته 15% بالمقارنة عن 2011، وذلك استنادا إلى حجم الطلب المتنوع من خلال المؤشرات الاقتصادية الرئيسية والنماذج المعروضة، خاصة أنه لا يمكن الاكتفاء في هذا المجال في طرق دول بعينها، بحكم أن عالم الديكورات في المجال الاقتصادي تحكمه عملية الطلب والتنوع».

وأكد مستورد الصخور المتعلقة بالديكور أن «التنامي السكاني والبناء التجاري، والتطورات التي تشهدها دول المنطقة من أهم الأسباب في ارتفاع حجم الطلب»، لافتا بالقول إلى تلك المعطيات تقدم فرصا غير مسبوقة للشركات نحو تقديم الدعم لمنتجات الأدوات المنزلية في مجال الحمامات والمطابخ والأثاث، مؤكدا أن التنوع يعد بوابة نحو تطوير اقتصاد مزدهر ملتزم إدخال تكنولوجيا التصنيع الجديدة في مجال صناعة بناء المساكن والاستثمارات التجارية.

وسجلت الواردات السعودية - أكبر اقتصاد عربي - في الربع الثالث مبالغ تصل إلى 35.173 مليار ريال (13 مليار دولار)، حسب ما أعلنته مصلحة الإحصاء العامة والمعلومات في تقريرها الأخير حول الصادرات غير النفطية.

إلى ذلك، قال بدر الحارثي، صاحب «مؤسسة البدر لاستيراد الرخام والسيراميك»، لـ«الشرق الأوسط»، إن طرق أنواع مختلفة في مواد البناء والصخور جاء نتيجة الطلب على أنواع معينة برزت في السنوات الأخيرة كعنصر الغرانيت الذي يشكل مستقبلا تعكف عليه كثير من الشركات المستوردة عن طريق تبريد الصخور المنصهرة الموجودة في جميع أنحاء الأرض، حيث يتم تشكيلها من الصهارة السائلة.

وأضاف: «تتم العملية ببطء للوصول إلى عملية صلابة غرانيتية مناسبة، لذلك فهو يعد من أصعب المواد في عملية التكوين وأغلاها ثمنا، مشيرا إلى أن معظم الأسر الخليجية تنظر إلى الصخور الغرانيتية على أنها طبيعية، وهي مطلب لجميع الشركات التي تقدم استثمارات واسعة في الأحجار الطبيعية».

وقال الحارثي، إن كثيرا من المنازل في الخليج تعتمد على الواردات الأوروبية نسبيا باستثناء الصين التي تسيدت حجم الواردات في جميع أنواع الرخام والتي تنطلق من صنع الإنسان باستخدام المحجر والمنتجات ومواد الحشو، ويضم ما يصل إلى أربعة أضعاف قوة الشد من الرخام الطبيعي المقاوم للحرارة، والكسر، وتلطيخ الحبر، والأوساخ.

وأشار إلى أن الصخور الغرانيتية الطبيعية هي محط أنظار كثير من الأسر الخليجية لما لها من قوة تحمل وتفرد مما يزيد من قيمتها في الأسواق، مؤكدا في السياق ذاته أن الرخام يعد من الصخور المتحولة الخالية من الشوائب التي من الممكن التحكم فيها في الفن والهندسة المعمارية، حيث لا تزال صناعة تحظى بشعبية كبيرة اليوم في تطبيقات رفوف الحمامات والمطابخ ومداخل الفنادق والقصور.

من جانبه، ذكرت عالية الحصيني، مصممة ديكور، أن السوق بدأت تتحول فعليا نحو دول تصنع العقيق، خاصة من اللون البني والأحمر والأبيض، والأسود الذي يتشكل من ثاني أكسيد السليكون، وعادة ما يكون كالحجر الحليبي، حيث يتم إنشاء الشوائب التي تتسرب من خلاله في الصخر، ويستخدم في الأماكن التي تحيط الموقد، وأعلى أجهزة التلفزيون، أو حين تغطية جدران بعينها، وفي بعض الطوابق السكنية في العمائر السكنية لزيادة قيمة الإيجارات في بعض دول الخليج.

وأشارت الحصيني إلى أن الأحجار الجيرية قد تنامى الطلب عليها لتغطية الأرضيات، وهو ما يعد فرصة لفتح باب استثمارات جديدة تتواءم مع زيادة الطلب على مجال الديكورات المتعلقة باختلاف الثقافات وتنوعها.