أعلن بنك «الإمارات دبي الوطني» أكبر بنك في إمارة دبي الإماراتية عن صفقة شراء الوحدة المصرفية لبنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي في مصر، ووصلت قيمة الصفقة حسبما أعلن البنك الإماراتي لنحو 500 مليون دولار مقابل الاستحواذ على 100 في المائة من أسهم بنك «بي إن بي باريبا مصر»، وتلك القيمة تمثل 1.8 مضاعف القيمة الدفترية للبنك في نهاية سبتمبر (أيلول) 2012.
وقامت عدة بنوك عربية بالفحص الفني النافي للجهالة للبنك الفرنسي في مصر، منها بنكا «وفا» المغربي و«عودة» اللبناني، بينما انسحب البنك الأهلي المتحد البحريني من المنافسة في آخر لحظة من سباق المنافسة.
وكانت البنوك الأربعة العربية قد حصلت قبل شهرين على موافقة البنك المركزي المصري بإجراء فحص ناف للجهالة لبنك «بي إن بي باريبا – مصر» تمهيدا لتقديم عرض مالي وفني.
ويعد هذا أول وجود لبنك «الإمارات دبي الوطني» في مصر، إلى جانب ثلاثة بنوك إماراتية كبرى في السوق، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات السياسية المصرية - الإماراتية توترا من حين لآخر، على خلفية الهجوم الذي يشنه ضاحي خلفان قائد شرطة دبي على جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي، بالإضافة إلى كون دبي محطة رئيسية لعدد من رموز النظام السابق.
وتعد صفقة استحواذ «دبي الإماراتي» هي الثانية في أقل من أسبوعين داخل السوق المصرية، حيث شهد الأسبوع الماضي الإعلان عن صفقة استحواذ «قطر الوطني» على أسهم «سوسيتيه جنرال» في مصر في صفقة وصلت إلى 2.5 مليار دولار، ولكنها تمت بمضاعف قيمة دفترية أكبر من صفقة «بي إن باريبا» عند 1.8 مرة.
وقال البنك الإماراتي إنه وقع اتفاقية نهائية مع بنك «بي إن بي باريبا» يقوم بموجبها البنك الفرنسي ببيع كامل حصته في وحدته المصرفية في مصر البالغة 95.2 في المائة له، بشرط الحصول على موافقة البنك المركزي المصري وموافقات السلطات المسؤولة في كل من مصر والإمارات.
وأبدى «بي إن بي باريبا» رغبته في بيع وحدته بالسوق المصرية من أجل تعزيز قاعدته الرأسمالية والخروج من أنشطة غير رئيسية، وفقا لما صرحت به مصادر بنكية، وسط مشاكل تعانيها البنوك الأوروبية التي اتجهت إلى تقليص أنشطتها في بعض الدول.
وقال مصدر قريب من البنك في مصر إن «إن بي إن بي باريبا» لديه حصة صغيرة نسبيا في السوق المصرية لا تتجاوز 1 في المائة، ولكنه يمتلك قدرات جيدة على النمو وسط انتشار للفروع يصل إلى 70 فرعا، فضلا عن سلامة محفظة قروضه من الديون المتعثرة سيئة السمعة، مما يجعله صفقة رابحة للمشتري، مشيرا إلى أن عرض البنك الإماراتي كان الأفضل من حيث السعر، ولم تكشف المصادر عن قيمة العروض المالية المقدمة من البنكين المغربي واللبناني.
ومن المتوقع أن يتم اكتمال صفقة استحواذه على كامل حصة «بي إن بي باريبا - مصر» بنهاية الربع الأول من عام 2013. وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة بنك «الإمارات دبي الوطني» في بيان: «تمثل هذه الصفقة فرصة ممتازة لبنك (الإمارات دبي الوطني) لدخول السوق المصرية الواعدة وتحقيق طموحاتنا الاستراتيجية للتوسع في المنطقة، كما تعتبر هذه الصفقة خطوة مهمة نحو نمو البنك إقليميا، ونحن على ثقة بأنها سوف تحقق نتائج ناجحة لأصحاب المصالح لدينا». وقال جان لوران بونافيه، الرئيس التنفيذي في بنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي: «سيكون بنك (الإمارات دبي الوطني) شريكا قويا لشركتنا التابعة وموظفيها، وكذلك لعملاء بنك (بي إن بي باريبا) الراغبين في الاستفادة من القدرات المصرفية الهائلة محليا في مصر».
وحقق «بي إن بي باريبا مصر»، الذي يقع مقره الرئيسي بالقاهرة ودخل السوق قبل سنوات بعد استحواذه على بنك «القاهرة - باريس»، إيرادات بقيمة 731 مليون جنيه، ما يعادل 121 مليون دولار، في عام 2011، وبلغ صافي أرباحه 222 مليون جنيه (37 مليون دولار).
وتواجه صفقات الاستحواذ في القطاع المصرفي المصري انتقادات من البعض، ويرى بعض المحللين أنها تمت وفق أسعار متدنية للغاية، ولا ترقى لمثيلتها التي حدثت في السوق المصرفية عام 2007، حيث بيع مصرف «البنك الوطني للتنمية» لبنك «أبوظبي الوطني» بمضاعف قيمة دفترية وصلت إلى 5، وبنفس المضاعف أيضا بيع «البنك الوطني المصري» إلى بنك «الكويت الوطني».