المدير التجاري بـ«الخطوط البريطانية» في الشرق الأوسط: تكلفة الوقود أبرز تحديات قطاع الطيران العالمي

باولو رينزيس لـ «الشرق الأوسط» : خصصنا ما يقارب 8 مليارات دولار لتطوير خدماتنا لعملائنا

باولو دي رينزيس
TT

أقر مسؤول بـ«الخطوط البريطانية»، بأن الأحداث والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، بجانب الأزمة المالية خلقت وضعا اقتصاديا متأزما، مبينا أن هذا الوضع انعكس سلبا على الطيران وصناعته على مستوى العالم.

وقال باولو دي رينزيس المدير التجاري لـ«الخطوط الجوية البريطانية» في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»: «كان للانكماش الاقتصادي، تأثير كبير على صناعة الطيران في العالم، حيث تؤكد التقديرات أن صناعة الطيران، سجلت هامش ربح يقدر بنسبة 0.6 في المائة في عام 2012، مسجلة انخفاضا يقدر بـ1.4 في المائة عنه في عام 2011».

وأضاف رينزيس: «إن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الطيران، هي تكلفة الوقود السريعة التغير، لمعالجة هذا التحدي قمنا بالاستثمار في طائرات جديدة تتمتع بكفاءة أكبر بكثير من حيث استهلاك الوقود، مثل طائرات بوينغ 787، وبوينغ 777 - 300 وإيرباص من طراز 380 بجانب أنها صديقة للبيئة، وأكثر هدوءا وأكثر كفاءة مع نسبة منخفضة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».

وأكد أنه انضمت ست طائرات من طراز بوينغ 777 - 300 لأسطول «الخطوط الجوية البريطانية»، متوقعا استلام أول طائرة من طراز بوينغ 787 في مايو (أيار) 2013 مع استلام 3 أخرى بحلول نهاية العام ضمن طلبية تبلغ 24 طائرة».

كما يتوقع أيضا استلام أول طائرة إيرباص 380 في يوليو (تموز) 2013 من ضمن 12 طائرة أخرى من هذا الطراز، حيث ستستبدل طائرات بوينغ 787 وطائرات إيرباص380 الجديدة 24 من أسطول طائرات الرحلات البعيدة المدى.

* ما التحديات التي تواجه الطيران بشكل عام والطيران البريطاني بشكل خاص وما المعالجات؟

- بطبيعة الحال فإنه ينصب التركيز الرئيسي للخطوط الجوية البريطانية، وشركات الطيران الأخرى حاليا، على تكلفة الوقود السريعة التغير، ومن بين الطرق التي نستثمر بها كشركة طيران لمعالجة هذا التحدي هو استثمارنا في طائرات جديدة تتمتع بكفاءة أكبر بكثير من حيث استهلاك الوقود، مثل طائرات بوينغ 787، وبوينغ 777 - 300 وإيرباص من طراز 380، فقد انضمت ست طائرات من طراز بوينغ 777 - 300 لأسطول الخطوط الجوية البريطانية، ونحن نتوقع استلام أول طائرة من طراز بوينغ 787 في مايو 2013 مع استلام ثلاث أخرى بحلول نهاية العام ضمن طلبية تبلغ 24 طائرة، كما نتوقع أيضا استلام أول طائرة إيرباص 380 في يوليو (تموز) 2013 من ضمن 12 طائرة أخرى طلبناها من هذا الطراز، وستستبدل طائرات بوينغ 787 وطائرات إيرباص380 الجديدة 24 من أسطول طائراتنا للرحلات البعيدة المدى، وثمة ميزة أخرى لهذه الطائرات وذلك أنها صديقة للبيئة، وأكثر هدوءا وأكثر كفاءة مع نسبة منخفضة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

* الكثير من الأحداث والكوارث بجانب الأزمة المالية خلقت وضعا اقتصاديا متأزما.. ما أثر ذلك على الطيران بشكل عام؟ وما تقديراتكم للخسائر التي تكبدها جراء ذلك؟

- لا شك أن الآونة الأخيرة شهد فيها الكثير من أنحاء العالم المختلفة الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية بالإضافة إلى الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية، وهذا بطبيعة الحال انعكس سلبا على اقتصاديات العالم، وبما أن الطيران وصناعته جزء لا يتجزأ من هذا العالم الاقتصادي المتأزم، فكان للانكماش الاقتصادي تأثير كبير على صناعة الطيران في العالم، ووفقا لتقديرات «الأياتا» الحالية، فإن صناعة الطيران سجلت هامش ربح بنسبة 0.6 في المائة في عام 2012 مسجلة انخفاضا يقدر بـ1.4 في المائة في عام 2011.

* ما الجديد لدى «الخطوط الجوية البريطانية» في السعودية؟

- استأنفت الشركة رحلاتها إلى السعودية منذ أكثر من عامين، نجحنا خلالها في نقل مسافرينا من السعودية إلى لندن وما بعدها، وقد أعلنا مؤخرا عن إجراء بعض التغييرات على أنواع الطائرات ومواعيد الرحلات عقب اندماج شركة الطيران البريطانية «بي إم آي» مع الخطوط الجوية البريطانية، وخلال موسم رحلاتنا الشتوي الذي بدأ في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري الماضي، تستخدم الناقلة في رحلاتها على خط الرياض - لندن طائرة أكبر من طراز «بوينغ» 747 بدلا من طائرة «بوينغ» 777 وهو ما يعني أكثر من ألف مقعد إضافي أسبوعيا، كما جرى تعديل مواعيد الرحلة لتصل إلى مطار «هيثرو» في الصباح الباكر حتى يتمكن المسافرون من الاستفادة من يوم عمل كامل في العاصمة البريطانية، وسيزيد ذلك من فرص توفر رحلات المتابعة إلى وجهات أخرى انطلاقا من لندن، خاصة أن الشركة قررت تسيير رحلاتها من جدة إلى لندن أيام الاثنين والخميس والجمعة والسبت والأحد، حيث نسيّر خلال موسم رحلاتنا الشتوي 2012 معدل 68 رحلة أسبوعيا من ست وجهات خليجية إلى مطار «هيثرو» في لندن بما في ذلك السعودية.

* تعمل بالشرق الأوسط شركات طيران قوية وناجحة.. فما إستراتيجيتكم في منافسة «الخطوط الجوية البريطانية» لها؟

- تمثل المنافسة المتكافئة أهمية كبرى لقطاع الطيران، حيث تشجّع كل الفاعلين على بذل قصارى الجهد بهدف إحداث الفارق والتميز عن الآخرين، وقد بدأت الشركة منذ عامين خطة طموحة لاستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني (ما يقارب 8 مليارات دولار) في الطائرات ودرجات سفر والصالات والتقنيات الجديدة، بهدف التيسير على المسافرين على الأرض وأثناء الرحلة، ونسعى لإيجاد كل السبل من أجل تحسين ما نقدمه لعملائنا من منتجات وخدمات والاحتفاظ بموقع الصدارة في المنافسة مع الآخرين، وقد كان لنا السبق في طرح الأسرّة المستوية بالكامل على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، كما يقدم مبنى الركاب رقم 5، المقر الرئيسي المخصص حصريا لرحلات الخطوط الجوية البريطانية بمطار «هيثرو» في لندن، تجربة سفر استثنائية ويتيح لمسافرينا من السعودية، الحصول على رحلات متابعة مريحة، لاستكمال رحلاتهم ضمن الشبكة الواسعة لوجهات الناقلة، التي تضم أكثر من 170 وجهة في 75 دولة، حيث تتصدر لندن وأميركا الشمالية وكندا قائمة أكثر الوجهات تفضيلا لدى مسافرينا من الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك أننا نقدم لعملائنا منتجات وخدمات ذات جودة عالية وحائزة على جوائز عالمية، حيث يحصل العميل على أفضل قيمة لنقوده، ونحرص دائما على مراقبة السوق بهدف استيعاب احتياجات العملاء وتوفيق أسعارنا في ضوء الظروف الراهنة للسوق.

* ما القيمة المضافة التي تملكها الشركة البريطانية عن غيرها من شركات الطيران؟

- لطالما حرصت الشركة، وما تزال، على ضخّ استثمارات هائلة في خدمة العملاء سواء على الأرض أو خلال الرحلة، ومن بين هذه الاستثمارات درجة رجال الأعمال (كلوب وورلد)، حيث نجحت الناقلة في تنفيذ برنامج بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني لتجهيز طائراتها بهذه الدرجة الفاخرة، وذلك ضمن خطتها لاستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني، بهدف تعزيز تجربة العملاء، ولذلك أستطيع القول إن المسافر معنا على درجة رجال الأعمال، يتمتع بالكثير من المزايا التي تمزج بين أجواء المنزل والعمل بهدف خلق بيئة مثالية مريحة تلائم العمل أو الترفيه، كما تضمن المقاعد المريحة ووضعية السرير المستوي بالكامل على شكل حرف (زد) توفير الاسترخاء والخصوصية خلال الرحلة، وبالتأكيد يستفيد مسافرو «كلوب وورلد» من صالات كبار الشخصيات «غاليريز» في مبنى الركاب رقم 5 بمطار «هيثرو»، حيث توفّر لهم مقاعد مريحة إلى جانب أحدث وسائل الرفاهية لتلبية احتياجات المسافرين من رجال الأعمال، كما ينعم المسافرون أيضا بعلاجات نادي «إيلمز ترافل سبا» الصحي أو الاغتسال في أحد الغرف المخصصة لذلك بينما يجري كي بدلاتهم الخاصة، وتوفر هذه الصالات خدمة إنترنت غير محدود مجانا، إضافة إلى منطقة للأخبار يحصل من خلالها العملاء على آخر المعلومات حول آخر التطورات العالمية، كما يستطيع مسافرو الأعمال والترفيه الانضمام مجانا إلى برنامج الولاء «اكزيكتيف كلوب»، الذي يقدم مجموعة واسعة من المزايا تشمل الاستفادة حصريا من العروض الخاصة، والحصول على نقاط «أفيوس» عند السفر مع «الخطوط الجوية البريطانية» أو شركائها من الناقلات الأخرى، والتي يمكن الاستفادة منها في حجز رحلات أو ترقية درجات السفر أو حجز إقامات فندقية أو تأجير سيارات وغيرها، كما أنه بإمكان الأعضاء تسجيل بياناتهم لسهولة الحجز وحفظ تفضيلاتهم الخاصة بالوجبة والمقعد، بينما يحصل أصحاب العضوية الأعلى على أولوية تسجيل الدخول واختيار المقعد والولوج إلى الصالة، وكذلك الحصول على علاجات مجانية في النادي الصحي بمطاري «هيثرو» و«جون إف كينيدي»، وبإمكان العملاء الانضمام إلى عضوية «اكزيكتيف كلوب» عبر التسجيل على موقع الناقلة على الإنترنت.

* تتجه شركتكم لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في أي المجالات يأتي هذا الدعم؟

- نعمل من خلال برنامج «أون بزنس» وهو برنامج آخر للولاء ومخصص لدعم عملائنا في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تحصد الشركات المسجلة نقاطا عند سفر موظفيها على متن رحلات الناقلة، ثم يتم استبدال هذه النقاط برحلات طيران أو ترقية لدرجات السفر أو حجز إقامات فندقية، وكما هو الحال في برنامج «اكزيكتيف كلوب»، فإن التسجيل في برنامج الأعمال متاح مجانا أمام الشركات ولا يحتاج الفوز بعضوية البرنامج سوى اثنين من موظفيها المسافرين، ويستطيع عملاؤنا من الشركات تجميع أميال «الخطوط الجوية البريطانية» إلى جانب حصد النقاط في برنامج «أون بزنس» لصالح شركاتهم، ولدينا في السعودية وحدها أكثر من مائة شركة تتمتع بعضوية البرنامج.