نقولا غرزوزي: خطتنا المقبلة زيادة توزيع منتجاتنا عالميا.. والسعودية السوق الثانية بعد الإمارات

رئيس «أودمار بيغيه» لـ «الشرق الأوسط»: مبيعات ساعاتنا بالشرق الأوسط بلغت 50 مليون دولار هذا العام

نقولا غرزوزي رئيس مجلس إدارة شركة «أودمار بيغيه» العالمية للساعات بمنطقة الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
TT

نفى نقولا غرزوزي، رئيس مجلس إدارة شركة «أودمار بيغيه» العالمية للساعات في منطقة الشرق الأوسط، حدوث أي انعكاسات للأزمة المالية على أسواق منتجاتهم ومبيعاتهم، حتى تلك التي تنتشر في دول منطقة اليورو، والتي تعد أكثر مناطق العالم تأثرا بها.

وقال نقولا غرزوزي لـ«الشرق الأوسط» إن «العالم يتجه في العادة لاقتناء ماركات من الساعات الثلاثية الأبعاد والمضبوطة على ما يسمى (لابجري)، أما بالنسبة لخطتنا المستقبلية فنحن في وقتنا الحاضر نركز على مسألة التوزيع العالمي، ونتجه إلى افتتاح المزيد من (البوتيكات) في منطقة الشرق الأوسط والسعودية تحديدا».

وعلى صعيد آخر، أكد غرزوزي أن السوق السعودية تعتبر من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة الخليجية، وتحتل المرتبة الثانية بالنسبة لسوق الساعات السويسرية بعد سوق الإمارات العربية المتحدة، غير أن السوق السعودية برأيه تتميز عن الأسواق الأخرى بأنها لا تعتمد على زبائن المواسم السياحية. وأوضح أن سوق منطقة الشرق الأوسط تشكل ما يتراوح بين 5 و10 في المائة من جملة الأسواق العالمية لمبيعات مجموعة «أودمار بيغيه»، مبينا أن مبيعات منتجاتهم السنوية تقارب الـ50 مليون دولار، مشيرا إلى أن السوق السعودية تمثل 20 في المائة من مبيعاتهم في منطقة الشرق الأوسط.وتوقع غرزوزي أن تزيد نسبة نمو مبيعات «أودمار بيغيه» في السعودية، بأكثر من 10 في المائة في العام المقبل، على أن تتضاعف مبيعاتهم خلال خمسة أعوام مقبلة لتصل 20 في المائة كل عام بعد ذلك.

* ما تطلعاتكم لمستقبل شركة «أودمار بيغيه» للساعات.. وما دوركم في إبقاء هذه العلامة التجارية في الطليعة؟

- أسست شركة «أودمار بيغيه» عام 1875، حيث توجد في منطقة ثلاثية تعتبر مهد الساعات السويسرية الراقية وبالتحديد في جبل براسيوس بسويسرا، حيث توجد أهم ورش ومعامل صناعات الساعات، ولذا كنا وما زلنا حاضرين في الأسواق العالمية لأكثر من 135 عاما، ونتطلع لقرن جديد بكل جديد، فالشركة هي الشركة الوحيدة التي ما زالت في أيدي مؤسسيها، حيث جرت العادة أن تؤول شركات الساعات العالمية بشكل عام لغير أصحابها الأصليين، أو تباع إلى ملاك وشركات جديدة، ولذلك فنحن مطمئنون بأن يظل مستقبلنا مشرقا، وكنا وما زلنا نحقق في كل مرة مزيدا من العملاء والزبائن خاصة في السوق السعودية.

* ما تقييمكم لسوق واقتصاديات الساعات في السوق السعودية بشكل خاص والسوق الخليجية وسوق الشرق الأوسط بشكل عام؟

- تعتبر السوق السعودية من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة الخليجية، وتحتل المرتبة الثانية بالنسبة لسوق الساعات السويسرية بعد سوق الإمارات العربية المتحدة، غير أنني أعتقد أن السوق السعودية مهمة بالنسبة لنا إلى حد كبير، لأنها عكس السوق الإماراتية في أنها تعتمد السوق المحلية، أي للسعوديين في المقام الأول، ذلك أن الأسواق الأخرى مثل سوق دبي والسوق الصينية والروسية تعتمد على أكبر عدد من السياح، وهذا يفسر سبب اهتمامنا بالسوق السعودية باعتبارها سوقا كبيرة ولا تعتمد على عملاء من السياح، أي لا تعتمد على المواسم السياحية، ولذلك لدينا فرعان للشركة (بوتيكان)، أحدهما في العاصمة الرياض والآخر في جدة. أما بالنسبة لوجودنا في سوق منطقة الشرق الأوسط ككل فإن الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، ومن المؤكد أن سوق دبي تعتبر الأكبر لمبيعات منتجاتنا أكثر من سوق أبوظبي، ذلك لأن دبي مأهولة بأعداد كبيرة من الأجانب والسياح من مختلف البلدان، وعموما لدينا 7 أسوق (بوتيكات) على مستوى منطقة الشرق ككل، حيث افتتحنا أول «بوتيك» لنا في الكويت، تلاه افتتاح «بوتيك» في دبي ثم البحرين، تلاه افتتاح «بوتيكين» في السعودية، ثم مرة أخرى افتتاح «بوتيك» بدبي، ونحن بصدد افتتاح «بوتيك» بقطر، فضلا عن «البوتيكات» التي تعتبر فرنشايز لمنتجاتنا، بجانب مبيعاتنا التي لدى وكلائنا الموزعين على مختلف أنحاء المنطقة، فمثلا لدينا في الرياض وكيلنا علي بن العلي وله وكالة أخرى بقطر، وأخريات في دبي.

* كم تبلغ مبيعات شركة «أودمار بيغيه» بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص؟

- تشكل سوق منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لنا ما يتراوح بين 5 و10 في المائة من جملة الأسواق العالمية لمبيعات مجموعة «أودمار بيغيه»، بما يقارب 50 مليون دولار سنويا، أما بالنسبة للسوق السعودية فإنها تمثل ما يلامس 20 في المائة من مبيعاتنا في منطقة الشرق الأوسط. وعموما فالسعوديون لهم ثقة كبيرة في ماركاتنا وساعاتنا، وهذا أساس استثمارنا واستثمار شركة «علي بن العلي» بالسعودية.

* كيف تقرأ حجم مستقبل السوق السعودية بالنسبة لشركة «أودمار بيغيه»؟

- نتوقع أن تزيد نسبة نمو مبيعات «أودمار بيغيه» في السعودية بأكثر من 10 في المائة في العام، خاصة أننا لم نوجد حتى الآن في الخبر، كما لم نوجد بمكة المكرمة، وغيرها من المدن السعودية المهمة والتي نتطلع للوجود فيها، لكني أعتقد أنه مع الوقت سوف نصل هذه المدن، وبالتالي ستزيد نسبة نمو مبيعاتنا في السعودية، وأتوقع أن تتضاعف مبيعاتنا خلال خمسة أعوام لتصل إلى 20 في المائة كل عام بعد ذلك.

* كيف تقيم حجم المنافسة التي تواجهها «أودمار بيغيه» من قبل نظيراتها من الساعات العالمية الأخرى؟

- طبعا المنافسة سواء كانت في السوق السعودية أو سوق الشرق الأوسط أو حتى في السوق العالمية كلها هي المنافسة ذاتها، حيث إنه في مجال الساعات كهرم ورأس الهرم فهو مكون من 3 إلى 4 شركات تصنع الساعات بأبعاد ثلاثية، وتعتبر ساعات «أودمار بيغيه» في قائمة الهرم الثلاثي، إذ لا يمكن مقارنتها بالشركات التي تصنع الآلاف من الساعات بواسطة الماكينات الأوتوماتيكية، ذلك أننا ما زلنا حريصين على الشغل اليدوي، وبطبيعة الحال العمالة لدينا مدربة على مدى عدد من الأعوام في مجال حركات الساعات وهو تقليد الأحفاد في سويسرا.

* ما مواصفات الساعة الثمينة؟

- من مواصفات الساعة الثمينة بالنسبة لي شخصيا، أولا لا بد أن تكون من صناعة يدوية، وثانيا أن تكون تركيبتها من الداخل والخارج من نفس النوعية الحرفية والناحية الفنية، بحيث تدوم حركة الساعات المركبة لأعوام عديدة وبانسجام، كما أفضل أن تكون مصنوعة من معادن ثمينة مثل الذهب أو البلاتينيوم أو ما يقارب ذلك.

* من الملاحظ أن بعض شركات الساعات العالمية الفاخرة تشارك في مناسبات ومهرجانات فنية أو سينمائية كبيرة على مستوى العالم.. ما تجربتكم في ذلك؟

- لدينا مشاركات كبيرة في عدد من المناسبات التي تكون على مستوى عالمي حسب المجال المحدد، فمثلا نحن نشارك دوما في «الباليه الروسي»، كما أننا نشارك في مباريات مثل التنس عبر سفراء لساعات «أودمار بيغيه»، وفي عالم الكرة سفيرنا النجم الرياضي العالمي المعروف ميسي، وكذلك لدينا ممثلون في رياضة الغولف، كما أننا سنشارك في العام المقبل في معرض بازل للتحف.

* بعض الساعات انتهجت التمييز بين الجنسين في الموضة.. ما تجربتكم في ذلك؟

- بطبيعة الحال فإن 80 في المائة من منتجات «أودمار بيغيه» هي للرجال و20 في المائة نسائية، لكن للشركة خطة تعمل عليها مع الوقت لتقليل الساعات الرجالية وتزيد الساعات النسائية، حيث تنخفض الساعات إلى 75 فـ60 فـ40 في المائة، ولذلك فتحنا المجال لتوظيف عدد كبير من مصممي الساعات النسائية، وذلك بهدف صناعة حزمة حديثة وموضة من الساعات النسائية.

* التقنية الحديثة أدخلت التوقيت الزمني في كثير من الأجهزة الحديثة مثل الـ«آي باد» والـ«فون» والجوال والكومبيوتر واللابتوب.. برأيك إلى أي مدى أثرت هذه التقنية سلبا على مبيعات الساعات اليدوية؟

- لا بد من معرفة أن الشخص الذي اعتاد أن يرتدي ساعة يد بالتأكيد تكونت لديه علاقة حميمية ووجدانية مع الساعة التي يرتديها، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يتخلى عنها أو يستبدلها، وهذا ما أثبتته لنا تجربتنا مع ساعات «أودمار بيغيه» وغيرها من الساعات الفاخرة التي ما زالت تتصدر اهتمامات عملائنا على الرغم من تطور الحياة وظهور أدوات وأجهزة الاتصال التي توفر خدمة التوقيت لمستخدميها.

* كما تعلم فإن الأزمة المالية العالمية أثرت على مختلف الصناعات ومنتجاتها ومبيعاتها خاصة في دول منطقة اليورو.. فما أثرها على صناعة الساعات بشكل عام وعلى ساعات «أودمار بيغيه» بشكل خاص؟

- صراحة لم تؤثر الأزمة المالية العالمية على ساعات «أودمار بيغيه» ولا على منتجاتنا ومبيعاتنا على الرغم من انعكاساتها السلبية في عدد من القطاعات الاقتصادية والصناعية الأخرى بدول منطقة اليورو واقتصادات العالم الآخر، وبالعكس فإن حجم مبيعاتنا يزيد من عام إلى عام، وبالطبع الصعوبة لدينا في حقل صناعة الساعات ليست في البيع وإنما في تسليم المنتج نفسه، ذلك لأن ساعاتنا عبارة عن منتجات من صناعات يدوية وهو الاستثمار اليوم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة على مستوى العالم والدول الكبرى.

* أليس من خطة تحوطا لآثار غير محسوبة لهذه الأزمة، وما خطتكم لمستقبل صناعة ساعات «أودمار بيغيه»؟

- بالفعل لدينا خطة، وهي أن العالم يتجه في العادة لاقتناء ماركات من الساعات الثلاثية الأبعاد وعلى مضبوطة ما يسمى «لابجري»، أما بالنسبة لخطتنا المستقبلية فنحن في وقتنا الحاضر نركز على مسألة التوزيع العالمي، ونتجه إلى افتتاح المزيد من «البوتيكات»، غير أنه لا يهمنا زيادة عدد المحلات التي تبيع أكثر من ماركة بقدر ما يهمنا التركيز على افتتاح محلات خاصة فقط بماركة «أودمار بيغيه» في جميع أنحاء العالم.