أي «لايكات» سيحملها عام 2013 لشركة «فيس بوك»؟

بعد أن كان 2012 حافلا بدخولها البورصة وتسجيل مليار مستخدم

جانب من طرح أسهم «فيس بوك» الذي رافقته جعجعة إعلامية كبيرة (إ.ب.أ)
TT

بدأت «فيس بوك» العام الجديد 2013 بأسئلة وتوقعات عن حجم «اللايكات» التي ستحصل عليها الشركة من حيث أدائها في البورصة أو عدد مستخدميها وبالتالي مداخيلها الإعلانية في قطاع مليء بالرياح المتحركة، وكانت الشركة ودعت عاما حافلا في 2012، والذي يمكن أن يكون أكثر عام حافل بالأحداث تمر به الشركة في تاريخها، فبعد أشهر من الإعداد أقدمت الشركة في شهر مايو (أيار) الماضي على طرح أسهمها في البورصة، في خطوة كانت لها بعض النتائج غير المتوقعة. وعلى الرغم من وصول موقعها الإلكتروني إلى مليار مستخدم، فقد عانى أيضا من ضغوط تتعلق بكيفية تحقيق أرباح دون التأثير على راحة المستخدمين عند التعامل معه. وأخيرا، فقد اتخذت الشركة عدة خطوات لمعالجة أكبر نقطة ضعف لديها باعترافها، وهي: التحول إلى مجال الأجهزة المحمولة. وفيما يلي بعض أهم الإنجازات (والإخفاقات أيضا) التي شهدتها شركة «فيس بوك» هذا العام.

بعد 8 أعوام من تأسيس شركة «فيس بوك»، خطت الشركة داخل البورصة من خلال طرح عام أولي كان الكثيرون يترقبونه في شغف. وقد حددت الشركة السعر المبدئي للسهم بـ38 دولارا، وارتفع هذا الرقم في البداية ليتجاوز 40 دولارا، إلا أن حدوث مشكلات فنية وما نجم عن ذلك من خيبة أمل دفع أسهم الشركة إلى الهبوط بشكل سريع؛ حيث أغلق السهم عند سعر البداية بعد اليوم الأول من التداول، ثم لم يتعاف أبدا بشكل كامل بعدها. وفي الأسبوع الماضي، وافق مصرف «مورغان ستانلي» متعهد تغطية الاكتتاب الرئيسي في الطرح العام الأولي للشركة على دفع غرامة قدرها 5 ملايين دولار إلى الجهات التنظيمية المسؤولة عن الأوراق المالية في ولاية ماساتشوستس بسبب الإفصاح عن أرقام الإيرادات بصورة انتقائية لمحللين بعينهم وليس للجميع بشكل عام، وفي المقابل بدأت أسهم «فيس بوك» في الصعود ببطء نحو مستوى 30 دولارا للسهم.

مليار مستخدم: سجلت شركة «فيس بوك» علامة فارقة جديدة هذا العام مع استمرار الطفرة الهائلة في أعداد المستخدمين؛ حيث أعلنت الشركة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنها وصلت رسميا إلى المستخدم رقم مليار، وتتركز أكبر معدلات النمو التي تشهدها الشركة في مناطق مثل أميركا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط. وفي تقرير أرباحها الأخير، أعلنت الشركة أن عدد مستخدميها النشطين يوميا قد قفز بنسبة 28 في المائة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، وهو ما يعتبر مؤشرا على النمو القوي الذي تحققه الشركة، التي انتقلت العام الماضي إلى مقر أكبر في مدينة مينلو بارك بولاية كاليفورنيا.

ولقد كانت شركة «فيس بوك» تعاني دوما من علاقة متوترة مع الخصوصية؛ حيث يتعين عليها أن تسير على حبل رفيع يفصل ما بين إرضاء المستخدمين وإرضاء المعلنين. وعلى الرغم من أن الشركة تؤكد في سياساتها أنها لا تبيع المعلومات الشخصية إلى المعلنين، فإن الكثير من المستخدمين ما زالوا يحذرون من ممارسات جمع واستخدام البيانات التي تسير عليها الشركة. وعلى سبيل المثال، عندما أعلن موقع «فيس بوك» عن وجود خطط من أجل تغيير سياساته، صوت أكثر من نصف مليون من مستخدمي الموقع ضد هذه التغييرات، التي كان من بينها حذف خيار التصويت على السياسات. إلا أن موقع «فيس بوك» كان يشترط أن يقوم 30 في المائة من مستخدميه (أو 300 مليون شخص) بالتصويت على إلغاء أي تغيير من التغييرات، لذا فقد مضت الشركة قدما في تطبيق سياساتها الجديدة. وما زالت الشركة تدخل تغييرات على سياساتها، كما استبعدت الكثير من المبادرات لشرح طريقة عمل الخصوصية على الموقع، بما في ذلك إعادة تصميم أدوات التحكم في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفي إطار استراتيجية النمو القوية التي تنتهجها شركة «فيس بوك»، فقد بادرت الشركة إلى الاستحواذ على الكثير من الشركات في عام 2012، وأبرز هذه العمليات تم في شهر أبريل (نيسان) الماضي، من خلال الاستحواذ على شبكة «إنستاغرام» الاجتماعية لتبادل الصور التي أسسها كيفن سيستروم ومايك كرييغر؛ حيث اشترتها شركة «فيس بوك» مقابل مليار دولار نقدا وفي صورة أسهم، وإن كانت قيمة الصفقة قد انخفضت قليلا مع تراجع أسهم «فيس بوك». وعندما تم الإعلان عن هذه الصفقة، صرح الرئيس التنفيذي لشركة «فيس بوك» مارك زوكربيرغ بأن الشركتين سوف تحتفظان بقدر من الاستقلالية. ومنذ إتمام عملية الاستحواذ في وقت سابق من هذا العام، واجهت الشركتان بعض المشكلات المتعلقة بالنمو؛ حيث أعلنت شركة «إنستاغرام» الأسبوع الماضي أنها تنوي تغيير شروط الخدمة الخاصة بها، إلا أن بعض هذه التغييرات خاصة فيما يتعلق باللغة المستخدمة في ترخيص الصور على الموقع لم تلق قبولا لدى المستخدمين، مما اضطر شركة «إنستاغرام» إلى العودة إلى اللغة الأصلية.

ولوحظ تزايد دخول مستخدمي «فيس بوك» على الموقع عبر الأجهزة المحمولة أكثر من أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم؛ حيث أعلنت الشركة في تقرير أرباحها الأخير ارتفاع عدد المستخدمين عبر الأجهزة المحمولة بنسبة 68 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ويمنح استخدام الأجهزة المحمولة موقع «فيس بوك» خيار التوصل إلى جوانب أكثر من حياة المستخدمين بسرعة أكبر، لذا فقد اتخذت الشبكة الاجتماعية عدة مبادرات من أجل تحقيق أكبر استفادة من منصة الانطلاق سريعة النمو هذه. ففي العام الماضي، قامت الشركة بإعادة تصميم تطبيقاتها الرئيسية، علاوة على تجديد تطبيق «فيس بوك ماسنجر» (Facebook Messenger) وإدخال تطبيقين جديدين هما «فيس بوك كاميرا» (Facebook Camera) و«نكز» (Poke). وما زال لدى الشركة عمل يتعين عليها القيام به في التعرف على كيفية تحسين عرض الإعلانات على الشاشات المحمولة ذات الحجم الأصغر، وقد أعلنت الشركة مؤخرا أنها ستركز على إضافة الإعلانات الفعالة إلى النشرات الإخبارية التي يتم إرسالها إلى المستخدمين.

وكذلك تحاول شركة «فيس بوك» جاهدة البحث عن سبل للحصول على إيرادات بصورة مباشرة من مستخدميها؛ حيث قدمت الشركة طريقتين لتحقيق ذلك، وإحدى هاتين الطريقتين هي من خلال منفذ لشراء الهدايا تم وضعه أعلى الصفحة ليذكر الناس بأعياد ميلاد الأصدقاء ويقدم لهم خيار إرسال هدية من داخل موقع «فيس بوك»، كما أصبح بإمكان المستخدمين زيادة شعبية منشوراتهم الشخصية عن طريق دفع مبلغ بسيط من أجل الترويج لتحديثات منشوراتهم بين مجموعة الأصدقاء الخاصة بهم.