السعودية تخفض إنتاجها النفطي 700 ألف برميل.. و«برنت» يرتفع فوق 112 دولارا

الخبير النفطي أبانمي: المعطيات الحالية تشير إلى مواصلة ارتفاع الأسعار

This is a caption
TT

سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعا، تجاوز دولارا للبرميل أمس، وذلك بعد أنباء عن خفض حاد في إنتاج السعودية، وانفجار في اليمن أدى لوقف معظم صادرات الخام من البلاد، إضافة إلى بيانات تجارية صينية قوية.

وارتفع برنت في العقود الآجلة تسليم فبراير (شباط) 1.21 دولار إلى 112.97 دولار للبرميل، بينما زاد الخام الأميركي الخفيف 1.19 دولار إلى 94.29 دولار.

ونقلت وكالتا «داو جونز» و«رويترز» عن مصادر مطلعة أن السعودية خفضت إنتاجها النفطي بنسبة 5.0 في المائة إلى 9.025 مليون برميل يوميا خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالمقارنة مع 9.49 مليون برميل في اليوم خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وذكرت المعلومات، أن السعودية أمدت سوق النفط بنحو 9.151 مليون برميل يوميا في المتوسط الشهر الماضي، في الوقت الذي أشار وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي في ديسمبر إلى أن بلاده سوف تلتزم بسقف إنتاج «أوبك» عند 30 مليون برميل يوميا، مع وجود إمكانية لتلبية أي طلب إضافي.

وقال الدكتور راشد أبانمي الخبير النفطي السعودي إن التغيرات السعرية الحاصلة في أسواق النفط على مدى يومين قد لا تكون بسبب فعل أو رد الفعل، في حين أظهرت النتائج تعافي النمو الاقتصادي الصيني، وهذا قد يكون هو التأثير الأكبر على أسعار النفط، مشيرا إلى أن تخفيض السعودية للإنتاج لم يكن بسبب مشكلة أو حادثة، خاصة أن التخفيض أخذ فترة طويلة على مدى شهرين.

وأضاف أبانمي أن تلك التغيرات السعرية تعتمد على النظرة الاقتصادية والنمو، حيث إن هناك مؤشرات لوجود تعاف اقتصادي عالمي، سواء كان في الصين أو أوروبا، وبالتالي فإن التأثير جاء من خلال المؤشرات الاقتصادية أكثر من الجيوسياسية.

وخفضت السعودية إنتاجها من النفط الخام بنحو 700 ألف برميل يوميا في آخر شهرين من العام الماضي، وبلغ الإنتاج في ديسمبر نحو 9 ملايين برميل يوميا بانخفاض أكثر من مليون برميل يوميا عن ذروة الإنتاج في الصيف الماضي. وكان الإنتاج السعودي بلغ ذروته عند 10.1 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران)، لكن السعودية خفضت الإنتاج بواقع 234 ألف برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر قبل أن تخفضه 465 ألف برميل يوميا أخرى في ديسمبر الماضي.

وأضاف المصدر أن السعودية، وهي أكبر بلد مصدر للخام في العالم، سحبت أيضا 126 ألف برميل يوميا في المتوسط، من مخزوناتها الشهر الماضي ليبلغ إجمالي إمداداتها إلى السوق 9.151 مليون برميل يوميا. وأشارت «رويترز» إلى أن السعودية قالت في وقت سابق إنها تفضل سعرا للنفط عند نحو 100 دولار للبرميل. ويجري تداول خام برنت حاليا عند 112 دولارا للبرميل.

وبالعودة إلى الدكتور أبانمي، فإن التأثيرات التي تطال أسعار النفط على المدى القريب والمتوسط تأتي عبر التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية المتضمنة الاستقرار حول منابع النفط وإمداداته، حيث إن الوضع الحالي يشير إلى بوادر تعاف في النمو الاقتصادي وبالتالي هناك توقع بزيادة الطلب على النفط، الأمر الذي قد يدعم زيادة الأسعار.

وزاد قائلا: «في حال حدوث أي من تأثيرات جيوسياسية أو كوارث طبيعية محتملة، قد تسهم بالقفز بالأسعار إلى مستويات عالية»، مشيرا إلى أن المعطيات الحالية تعطي بوادر للطلب المتزايد على النفط، وذلك بسبب النمو الاقتصادي. وأكد أن المعطيات الحالية تميل إلى ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع البيانات التجارية الصينية التي تشير إلى تحسن الاقتصاد مع توقعات بزيادة الطلب، إضافة إلى أن منطقة اليورو تعافت نوعا ما بعد حلول واحتواء مشكلة اليونان لفترة طويلة، وتوقعات وصول الولايات المتحدة الأميركية إلى حلول وسط لتجنب الهاوية المالية.