البورصة المصرية أول أسواق المنطقة في تداول عقود آجلة

عمران لـ «الشرق الأوسط»: الاتفاقية مع «نيويورك يورونيكست» تدعم تدفق السيولة وضمانات للمستثمر الأجنبي

جانب من توقيع الاتفاقية في الحي المالي في لندن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة غير مسبوقة لأي بورصة عربية، قالت إدارة البورصة المصرية إنها وقعت أمس في العاصمة البريطانية لندن على اتفاقية مع بورصة نيويورك يورونيكست NYSE-Liffe (الذراع الأوروبية لبورصة NSYE-Euronext)، بما يتيح إطلاق أول عقود مستقبلية مبنية على مؤشر البورصة المصرية الرئيسي EGX30. بالإضافة إلى دراسة قيد وتداول أول عقود خيارات على ذات المؤشر في القريب العاجل.

ويعد هذا التعاون هو الأول من نوعه بين بورصة نيويورك يورونيكست وبورصة عربية أو أفريقية بشأن طرح مشتقات مستقبلية، شهد مراسم توقيع الاتفاق وفد رسمي مصري برئاسة أسامة صالح وزير الاستثمار، والدكتور محمد عمران رئيس مجلس إدارة البورصة.

وأشار عمران في محادثة تليفونية مع «الشرق الأوسط» أن الآلية التي تم التوقيع عليها، كانت منتظرة منذ وقت طويل، فهي أداة تحوط في السوق، تسمح بالتنوع الاستثماري مما يقلل من المخاطر على المستثمر، إضافة إلى زيادة أحجام التداول اليومية بشكل كبير.

وردا على أهمية تلك الخطوة لسوق الأسهم المصرية، أكد قائلا: «الاتفاقية هي دعامة أساسية لثقة المستثمر الأجنبي في السوق المصرية، خاصة بعد الابتعاد عن الدائرة الدولية للسوق في الفترة الأخيرة نظرا لعدم الاتزان السياسي الذي شهدته البلاد، إضافة إلى زيادة السيولة في السوق المصرية وذلك عن طريق تداول أسهم البورصة المصرية في بورصة لندن».

وأفاد أيضا أن التوقيع يعد إنجازا حقيقيا للبورصة المصرية، كونها الأولى في المنطقة التي تعتمد تلك الآلية، إضافة إلى ثقة نيويورك يورونيكست في الاقتصاد المصري، خاصة في وقت ما زال فيه الاقتصاد لم يتعاف بشكل كامل بعد مما يعني استمرار ثقة المجتمع الدولي في مستقبل الاقتصاد المصري وقدرته على معاودة النمو بشكل سريع.

ويرى رئيس البورصة المصرية هذه الاتفاقية أنها بالغة الأهمية، وتعكس تزايد الثقة في كفاءة وقوة البورصة المصرية، حيث تعد هذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها التي توقعها بورصة نيويورك يورونيكست مع بورصة عربية في مجال قيد وتداول عقود المشتقات، مشيرا إلى أن الاتفاقية ستؤدي إلى زيادة أحجام التداول على الشركات المدرجة في المؤشر EGX 30 وبالتالي زيادة مستويات السيولة في السوق بوجه عام، كما ستسهم في تقديم أداة تحوط طال انتظارها من قبل المستثمرين في البورصة المصرية بما يمكنهم من إدارة المخاطر بصورة أفضل.

وأشار إلى أن هذا الاتفاق وهو الثاني بعد البورصة التركية سيحقق فائدتين للسوق المصرية فالمستثمرون الرئيسيون يسألون دائما عن أداة تحوط وهي ما يمكن أن تقدمها المستقبليات بشكل كبير.

وقال: «سيتيح الاتفاق أيضا تسعيرا أفضل للأسهم المتداولة في مصر لأن مؤشر بورصة إي جي إكس 30 يتم فيه تداول الـ30 شركة الرئيسية في البورصة المصرية فيمكن للمتداولين داخل وخارج مصر شراء أسهم متداولة في مصر مما سيزيد من أحجام السيولة وأحجام التداول في السوق المصرية». وأشار إلى أن هذا الاتفاق يحقق فائدتين هما: «تقديم البورصة المصرية أدوات يتم استخدامها في الخارج وأيضا تجذب الانتباه للشركات المصرية التي تمثل أسهمها في مؤشر إي جي إكس 30 الموجودة في البورصة المصرية وهو ما يزيد السيولة في السوق المصرية».

وحول التطورات السياسية في مصر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، قال رئيس البورصة إن هذه التطورات لا يجب أن تؤثر في التداولات في البورصة المصرية ففي أي بورصة في العالم يتم ارتفاع وانخفاض قيمة التداول وهذا أمر طبيعي ومعروف في البورصات ولن يتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية في الشارع.

وحول فترة رئاسته للبورصة المصرية، قال عمران إنه تولى قيادة البورصة في مصر في وقت صعب لأنها جاءت خلال مرحلة نحو استقرار سياسي والحكومة تعمل على تدعيم هذا الاستقرار. وأشار إلى أن قرار رئيس الوزراء بتعيينه رئيسا للبورصة ينتهي في 30 يونيو (حزيران) وأنه ليس لديه أي نية في التجديد.

وقال عمران: «لقد أتممت المهمة التي أوكلت إلي فعندما توليت البورصة كانت الظروف في مصر صعبة جدا خاصة بالنسبة للاستثمار وعندما أترك مكاني سيكون هناك الكثير من الجوانب الإيجابية التي تحققت خلال فترة رئاستي للبورصة وهناك إنجازات أما أنا فسأعود أستاذا جامعيا ويأتي شخص آخر لإدارة البورصة وتحقيق إنجازات أفضل».

من جانبه، قال رولاند بيلجارد نائب الرئيس التنفيذي لسوق الأسهم المشتقات الأوروبية بمجموعة بورصة نيويورك يورونيكست إن المجموعة فخورة باختيار البورصة المصرية لـNYSE-Liffe كشريك لإضفاء الصفة الدولية على مؤشر إي جي إكس 30 عبر طرح وقيد عقود مستقبلية مبنية على المؤشر، بما يؤكد على التزام البورصة المصرية بتطوير وإتاحة عقود مستقبلية تلبي احتياجات المستثمرين.