بدء سريان توحيد رخص قيادة السيارات في الاتحاد الأوروبي

القديمة كانت قابلة للتزوير

يبدأ السبت رسميا في كل دول الاتحاد الأوروبي اعتماد النموذج الجديد والموحد لرخصة قيادة المركبات
TT

بدأ السبت رسميا في كل دول الاتحاد الأوروبي اعتماد النموذج الجديد والموحد لرخصة قيادة المركبات بأنواعها المختلفة، وذلك بديلا عن أكثر من مائة وعشرة نماذج معترف بها حاليا في دول التكتل الموحد. وقال سيم كلاس المفوض الأوروبي للمواصلات إن «الرخص الجديدة أقرت عام ألفين وستة وفي أوروبا التنفيذ يستغرق وقتا، وهذا أمر غير مفاجئ». وجاء استخدام النموذج الجديد من رخصة القيادة، لأن القديمة منها كانت قابلة جدا للتزوير، والجديدة لا تزور وتسهم في تأمين سلامة التنقل. وبذلك يودع الاتحاد الأوروبي عصر رخص القيادة الورقية وإصدار رخص جديدة في كل دول الاتحاد الـ27 التي تستعد حاليا لإصدار بطاقات بلاستيكية في حجم البطاقات الائتمانية. وقال المفوض الأوروبي للنقل سيم كلاس: إننا «في حاجة إلى رخص قيادة سهلة القراءة والفهم مع صعوبة تزويرها، إن رخص القيادة المزورة هي رخصة للقتل». وتقدر المفوضية الأوروبية بأنه يتم حاليا استخدام أكثر من 100 طراز مختلف لرخص القيادة من جانب أكثر من 300 مليون سائق في الاتحاد الأوروبي. وستكون البطاقات الجديدة بنفس الصيغة في أنحاء دول الاتحاد، وتشمل سمات أمنية معينة في مسعى لمنع التلاعب فيها ووضع تواريخ انتهاء سريانها، ولا تزال بعض دول الاتحاد الأوروبي تصدر رخص قيادة غير محدودة المدة. ويتعين على قائدي السيارات والدراجات النارية أن يجددوا رخصهم كل 10 إلى 15 عاما، بينما سيجب على قائدي الحافلات والشاحنات تجديد رخصهم كل خمس سنوات والخضوع لفحص طبي، دون أن يستلزم ذلك إجراء اختبارات قيادة جديدة. وسيتم استبدال الرخص الجديدة تدريجيا بالرخص الورقية عند انتهاء فترة سريانها مع ضرورة تغيير الرخص غير المحددة المدة بحلول عام 2033 على أقصى تقدير. كما يأتي إصدار الرخص الجديدة في إطار عملية إصلاح لقواعد الطرق بالاتحاد الأوروبي بعد أن وافق وزراء المواصلات في الدول الأعضاء على هذا الأمر منذ ما يقرب من سبع سنوات، ومنذ فترة طويلة ترى بروكسل ضرورة استحداث رخصة مشتركة ضمانا لمبدأ حرية الانتقال للمواطنين في جميع أرجاء الاتحاد الأوروبي. وتم طرح مسألة استبدال الرخصة باعتبارها خطوة ضرورية في الحرب ضد الإرهاب، كونها تسهل عملية تدقيق الهويات الشخصية بواسطة الشرطة والجمارك. وأنهي قرار الموافقة على الرخصة الجديدة في 2006 ما يزيد على عامين من الجدل بشأن الاقتراح الخاص باستحداث رخصة قيادة للاتحاد الأوروبي، الذي قدم في البداية من قبل المفوضية الأوروبية (الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) في أكتوبر (تشرين الأول) 2003. وفي البداية عرقلت ألمانيا، وبولندا، والنمسا تنفيذ هذه الخطة، معربة عن قلقها من إرغام السائقين الحاليين على التحول إلى الرخصة الجديدة. وفي بولندا ينبع الاعتراض من القلق بشأن التكلفة، ولا سيما أنها انتهت وقتها من تحديث رخصة القيادة الخاصة بها. لكن بدرت بعد ذلك إشارات من النمسا وألمانيا على احتمال تخليهما عن معارضتهما مقابل تحديد فترة انتقالية طويلة للتحول إلى الرخصة الجديدة. وفي الوقت الراهن يصدر كثير من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا، رخص قيادة يسري مفعولها مدى الحياة. وما زال كثير من السائقين البريطانيين، يحملون رخص قيادة ورقية سارية المفعول لمدة 40 عاما، دون صورة فوتوغرافية توضح هوية السائق، رغم أن طالبي الرخص الجديدة يحصلون على رخص بحجم بطاقات الائتمان تحمل شعارات الاتحاد الأوروبي. وفي فنلندا يتعين على السائقين إجراء فحوصات طبية كل خمس سنوات بعد تجاوزهم 40 عاما، للتأكد من لياقتهم الصحية للقيادة بشكل سليم.