نكسة جديدة للريال الإيراني.. و«المركزي» يعرض بفارق 60% للدولار عن السوق السوداء

أداء «المركزي الإيراني» سبب رئيسي.. والمليون ريال إيراني تعادل 30 دولارا فقط

الاقتصاد الإيراني مستمر في إظهار علامات الضعف المتأثرة بالعقوبات الدولية (أ.ب)
TT

يبدو أن التكهنات بإقصاء محافظ البنك المركزي في إيران عن منصبه بسبب خلاف حول مستوى أدائه، دفعت الريال الإيراني لمواصلة حلقات هبوطه الدراماتيكي أمام الدولار، وسط فجوة كبيرة جدا بين سعر الصرف الحكومي وسعر الصرف في السوق السوداء، بحسب مصادر مصرفية إيرانية أكدت أنه يفوق 60 في المائة، فيما أكد مشتغلون في شركات الصرافة الإماراتية أمس أنهم يمتنعون عن شراء العملة الإيرانية مهما كان حجم المبلغ.

وأكدوا أنهم توقفوا تماما عن ذلك منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي، بعد أن هوى الريال الإيراني بنسبة تجاوزت 40 في المائة في عدة أيام، وحتى مساء أمس وصلت قيمة المليون ريال إيراني إلى 30 دولارا أميركيا في السوق السوداء بحسب متعاملين إيرانيين، متأثرا بموجة هبوط جديدة بلغت 8 في المائة الأحد الماضي.

وتكبد الريال الإيراني خسائر كبيرة في السوق المفتوحة منذ الأحد الماضي وسط تكهنات بإقصاء محافظ البنك المركزي عن منصبه بسبب خلاف حول مستوى أدائه، مما يكشف عن الخلافات السياسية في البلاد.

وعرض تجار العملة الإيرانيون الدولار الأميركي الواحد مقابل ما بين 35400 ريال و35550 ريالا صباح أمس الثلاثاء، بانخفاض نحو 8 في المائة خلال يومين، حينما بلغ الدولار 33 ألف ريال يوم الأحد.

إلى ذلك قال عاملون في شركات الصرافة الإماراتية لـ«الشرق الأوسط» إنهم يمتنعون عن شراء العملة الإيرانية مهما كان حجم المبلغ، مؤكدين أنهم توقفوا تماما عن ذلك منذ أبريل من العام الماضي بعد أن هوى الريال الإيراني بنسبة تجاوزت 8 في المائة في يوم واحد، والسبب يعود إلى حجم المخاطرة بسبب تذبذب قيمة الريال أمام الدولار، فيما علق أحد الصرافين بالقول: «أصبحت العملة الإيرانية شبهة لا يقدم عاقل على شرائها».

وحتى مساء أمس لا يزال البنك المركزي الإيراني يحدد 12290 إلى 12269 ريالا مقابل الدولار الواحد، وهي قيمة ثابتة منذ 6 أشهر، بحسب مصادر مصرفية لم يطرأ عليها أي تغيير رغم النار التي تعصف بسعر صرف الريال في السوق السوداء.

ويواجه محافظ البنك المركزي محمود بهمني الذي عينه الرئيس محمود أحمدي نجاد في هذا المنصب في سبتمبر (أيلول) 2008 انتقادات عنيفة بشأن إدارته للعملة في أعقاب هبوط الريال في سبتمبر الماضي 40 في المائة في بضعة أيام، كما يواجه بهمني مزاعم بالتورط فيما يعرف بعملية «سحب منتصف الليل» في مارس (آذار) 2012، حينما سحب البنك المركزي مئات الملايين من الدولارات من بنوك تجارية من دون تفويض.

وقال ديوان المحاسبة الإيراني أمس إنه ينبغي عزل بهمني من منصبه، ودفعت تلك الأنباء الريال لمزيد من الهبوط، فيما عرض بهمني الاستقالة يوم الأحد وقال إنه يريد التقاعد، لكن الرئيس أحمدي نجاد لم يقبلها.

وصوت البرلمان أيضا يوم الأحد لصالح إجراء تحقيق فيما يتعلق بمسؤولية البنك المركزي عن هبوط العملة العام الماضي.

ويقول محللون إن أحمدي نجاد لا يستطيع إظهار علامات تنم عن ضعف يمكن أن يستغلها خصومه السياسيون في البرلمان لتقويض مركزه. ويرشح البرلمان أعضاء ديوان المحاسبة ويوافق على تعيينهم. وقالت وكالة أنباء مهر الإيرانية إن قرار ديوان المحاسبة، وهو غير ملزم للحكومة، جاء بسبب إخفاق بهمني في توضيح الأسباب وراء عملية السحب في مارس 2012. ومن جهة أخرى قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن بهمني لديه مهلة 20 يوما للطعن في القرار.

وقال البنك المركزي إن ديوان المحاسبة لم يصدر مثل هذا القرار، ونفى الادعاءات بشأن أي ممارسات خاطئة في عمليات السحب.

واتهم مشرعون البنك المركزي بسوء الإدارة الاقتصادية، والفشل في إمداد السوق بدولارات كافية لتلبية الطلب، مما ساهم في دفع الريال للهبوط، وفي محاولة لوقف هبوط الريال في سبتمبر استخدمت الحكومة قوات الأمن لاعتقال تجار عملة، وحاولت فرض سعر رسمي للصرف.

وجعلت هذه الحملة من الصعب على كثير من تجار العملة مواصلة عملهم. ويواجه من يواصل الاتجار في العملة خطر الاعتقال والسجن، إضافة إلى مخاطر الخسائر؛ نظرا للتقلبات غير المتوقعة في الأسعار في السوق، بحسب «رويترز».