كشف الألماني تورستن مولر أوتفوش، الرئيس التنفيذي لشركة «رولز - رويس موتور كارز» البريطانية أن أسواق الشرق الأوسط ساهمت في توازن انخفاض مبيعات الشركة في بعض مناطق العالم، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط ساهمت بشكل كبير في تحقيق الشركة لمبيعات قياسية، حيث بلغت نسبة نمو المبيعات السنوية في أسواق الشرق الأوسط 26% مقارنة مع العام السابق.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «رولز - رويس موتور كارز الذي كانت ترتسم عليه علامات السعادة خلال إجراء الحوار من نتائج منطقة الشرق الأوسط، أن المنطقة تعد بذلك أفضل سوق من حيث النمو في عام 2012 على المستوى العالمي، والذي تم بيع 3538 سيارة على نطاق العالم، مما يمثل تحقيق أعلى نسبة مبيعات في تاريخ شركة «رولز - رويس» الممتد على 108 سنوات، مبدياً تفاؤله في عام 2013، والذي يسعى إلى أن يواصل تحقيق النمو للعام الرابع على التوالي بعد تحقيق نمو متواصل من المبيعات خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأكد أوتفوش في حوار مع «الشرق الأوسط» على هامش زيارة له لمدينة دبي الإماراتية أن مبيعات «رولز رويس تشكل مؤشرا اقتصاديا لأي منطقة، وذلك عند تحقيق مبيعات جيدة، فإن ذلك انعكاس لحالة الاقتصاد التي تعيشها منطقة المبيعات المتنامية، كاشفاً عن تفاؤله بأسواق أميركا الشمالية خلال العام الحالي، وكشف عدد من القضايا في الحوار التالي:
* حققت شركة «روز رويس» مبيعات قياسية خلال العام الماضي، ما رؤيتكم لمنطقة الشرق الأوسط خاصة أنها كانت أحد أسباب النمو الكبير في مبيعات الشركة، وما رؤيتكم خلال العام الحالي 2013 للمنطقة؟
- الشرق الأوسط من أهم الأسواق لـ«رولز رويس» حول العالم، ونسبة المبيعات تصل إلى 20% من أصل المبيعات العالمية، والنمو في المبيعات الذي بلغ 26% ساهم بشكل كبير في تحقيق نسبة قياسية للمرة الثالثة على التوالي في المبيعات وهي التي تعد أعلى نسبة مبيعات خلال تاريخ الشركة الممتد على مدار 108 سنوات، والشرق الأوسط يلعب دورا مهما في ذلك.
* هل تتوقع استمرار النمو للعام الرابع؟
- تحدثت مع كثير من الخبراء الاقتصاديين وتحدثت مع وكلائنا في المنطقة وهم في النهاية رجال أعمال ولديهم بعد في الوضع الاقتصادي في الخليج، إضافة إلى اطلاعي الشخصي أعلم أن توقعات النمو في منطقة الخليج عالية جداً، ولدي ثقة في المنطقة وأعتقد أنه من الآن إلى 3 سنوات سيكون النمو أعلى وأعلى.
* ما الإجراءات التي اتخذتها «رولز رويس» لتعزيز مبيعاتها في المنطقة؟
- برنامج التصميم حسب المواصفات الشخصية يعتبر واحدا من أهم العوامل التي تساعدنا على بيع السيارات، خاصة أن المشترين هنا يفضلون التفرد، وأن تكون المواصفات خاصة بهم، وأن تكون لهم حصرية، خاصة عند شرائهم سيارة «رولز رويس»، سواء كان من اللون أو التصميم الداخلي، وهذه أحد البرامج التي ساعدتنا كثيراً.
* كيف يمكن التوازن بين عملية المتغيرات الاقتصادية وتأثيراتها على مبيعات السيارات وبين إنتاج «رولز رويس» للسيارات، هل هناك تأثير للأزمات العالمية بشكل عام عليكم، خاصة أن المتغيرات أصبحت سريعة، هل تشكل تحديا لكم؟
- «رولز رويس» غير محصنة ضد الأزمة المالية في العالم، وبالتالي تؤثر الأزمات على مبيعات الشركة، و«رولز رويس» مؤشر لصحة الاقتصاد لكثير من الدول، ولمستوى الثراء الموجود، وفي حال كانت مبيعات الشركة في منطقة ما حول العالم جيدة، فإن ذلك يعكس قوة الاقتصاد في تلك المنطقة، إضافة إلى أنه يفيد بأن رجال الأعمال والأثرياء يعملون بشكل جيد ويحققون أرباحا، ولا يمكن لأحد أن يستثمر في سيارة «رولز رويس» إذا كان الوضع الاقتصادي غير جيد أو العوامل الاقتصادية سلبية، لكون المبلغ الذي يدفع يعتبر كبيرا، وبشكل عام، الأزمات العالمية تؤثر علينا، وفي أوروبا أحد الأسواق التي كانت ضعيفة في الأداء، لكن الشرق الأوسط، ولأنه كان جيد اقتصاديا، وكانت هناك مبيعات عملت موازنة في المبيعات العالمية، وإذا كانت مبيعاتنا انخفضت في مناطق معينة في العالم، فإن الشرق الأوسط وآسيا وازنت المبيعات وعوضت ذلك الانخفاض، وفي العام الحالي نحن متفائلون، مع بعض التحفظ، خاصة مع وجود عدد من التحديات في الأسواق الأوروبية، وعندي تفاؤل بالأسواق الأميركية، حيث إن السوق الأميركية تعتبر أكبر سوق لـ«رولز رويس» حول العالم في 2011. وتراجعت للمركز الثاني، ولكن عندي أمل في الأسواق الصينية خاصة مع المتغيرات الحكومية التي حدثت هناك، بأن ترجع الأوضاع إلى نصابها وتدعم السوق الصينية مبيعاتنا العالمية، وهناك تحديات موزعة على العالم، لكن هناك أسواقا جيدة بشكل كبير تدعم الأسواق الضعيفة.
* ذكرت قبل مدة أن لديكم خطة لدخول أسواق أميركا الجنوبية.. هل عززتم وجودكم هناك، خاصة أنها تعتبر من الاقتصاديات النشطة خلال الفترة الحالية؟
- دخلنا أسواق أميركا الجنوبية وتم تعيين وكلاء لنا في تشيلي والبرازيل وفتحنا أول معرض في ساوبالو البرازيلية ومعرضا ثانيا في سنتياغو بتشيلي، وبعنا عددا من السيارات ولكن لم تكن بمستوى مبيعات الشرق الأوسط، لكن تعتبر سوقا يعتمد عليها وسيكون هناك مستقبل جيد.
* ها هناك خطط لنقل مصنع «رولز رويس» خارج بريطانيا خاصة مع وجود دول تنخفض فيها تكلفة المواد الخام، بحيث يكون قريبا من موردي المواد الخام، كما فعلت عدد من الشركات أخيراً؟
- لا، سأكون معك صريحا، ليس لدينا أي خطط لنقل مصنعنا خارج بريطانيا، معمل السيارات الموجود في بريطانيا يعتبر أكثر من مجرد معمل، لدينا مجموعة من الفنانين يصنعون السيارات، من خلال استخدام المواد المصنعة الأزمة، والصناعة اليدوية التي تتبعها الشركة من الصعب نسخها ووضعها في مكان آخر، خاصة أننا عملنا على تدريب الأيدي العاملة خلال 10 سنوات عبر برامج مختلفة، وكل سيارة «رولز رويس» تأخذ ما يقارب الـ500 إلى 600 ساعة من الصناعة، وهو ليس بالأمر الهين أن يتم نسخه ووضعه في مكان آخر، النقطة الثانية أن «رولز رويس» هو قصة بريطانية حقيقية، وهي علامة تجارية بريطانية بامتياز، وهي جوهرة تاج الصناعة البريطانية، وبمجرد سماع اسم «رولز رويس» فإن الشخص على طول يذهب فكره إلى بريطانيا، ولا أستطيع أن أتخيل أن تصنع «رولز رويس» خارج المملكة المتحدة، ومن المستحيل أن يكون لها تواجد في أي مكان ثان، وصحيح أنني ألماني إلا أنني سأحافظ على هذه الجوهرة البريطانية.
* ما توقعاتك لمبيعات «رولز رويس» خلال 2013. هل تتوقع أن تتجاوز مبيعات العام الماضي وأن تحقق رقم قياسي خلال العام الجاري؟
- كما ذكرت أنا متفائل لكن بتحفظ، يعتمد ذلك على ما يمكن أن يحدث في أوروبا، إذا انتعشت السوق الأوروبية بشكل طفيف فإن هذا سيساعد على تحقيق رقم قياسي جديد، ومتفائل جداً بسوق الشرق الأوسط، وسيكون له دور كبير في نتائج عامي 2013 و2014. وبشكل عام ستكون هذه السنة سنة قياسية لنا.
* ماذا بشأن السوق السعودية، حسب المعلومات أنها تعتبر ثاني الأسواق في المنطقة بعد الإمارات، ولكن الوكيل في السعودية لا يحصل من عدد السيارات في المنطقة ولكن في الإمارات يأخذ حصة أكبر من السيارات المخصصة للبيع، وأن جزءا من مبيعات الوكيل الإماراتي هي لمشترين سعوديين، هل هذا صحيح، وهل هناك توجه لرفع حصة السوق السعودية من السيارات المصنعة للسيارات؟
- السوق السعودي تعتبر أسرع الأسواق نمواً لنا، ونحن ندعم السوق السعودية، وإذا طلب وكيلنا عددا من السيارات سنستطيع توفيرها، وإذا أخذنا بالاعتبار أن عدد مبيعاتنا بلغ 120 سيارة في العام فإن 5 سيارات ستؤثر على المبيعات لكون عدد المبيعات المجمل قليل، وهناك قوانين نطبقها لحماية وكلائنا في السعودية أو قطر على سبيل المثال، بشكل لا يكون هناك تصدير بشكل كبير، نحن لا نحدد حصصا للأسواق، هي بحسب معطيات كل وكيل، وأعتقد أن وكيلنا في أبوظبي يصدر سيارات، وفي الإمارات الأنظمة تحمي الوكلاء وممنوع استيراد السيارات إلا بموافقة الوكيل.
* هل هناك خطط لزيادة تواجدكم في السعودية بالتعاون مع الوكيل، خاصة أن مالكي السيارات يرغبون في تواجد مراكز صيانة قريبة منهم؟
- لدينا محادثات مع وكيلنا في السعودية مجموعة محمد يوسف ناغي، لفتح مركز خدمات في المنطقة الشرقية خلال الفترة المقبلة.
* افتتحت «رولز رويس» أكبر معرض لها في مدينة أبوظبي، هل تحتاج السوق الإماراتية لمعرض بهذا الحجم؟
- وكيلنا في أبوظبي يعتبر ثاني أكبر وكيل في العالم من ناحية المبيعات، ويأتي بعد بكين، والسوق السعودية تأتي في المرتبة الخامسة، وأحب أن تكون السوق السعودية في المرتبة الثالثة، وكما قلت وكيلنا في أبوظبي يؤدي عملا جيدا.
* هل هناك توجه لإطلاق سيارة ذات دفع رباعي على غرار ما توجهت له شركات السيارات حول العالم؟
- ليس لدينا أي خطط لهذا التوجه، ولا نتطلع لصناعة سيارات ذات دفع رباعي، نحن شركة نسمع كثيرا لمشتري سياراتنا، ولا يوجد طلب كبير لمثل هذا النوع من السيارات، ونحن لا نتطلع لبيع عدد سيارات أكبر، نحن نهتم بأن نكون شركة رابحة أكثر من بيع حجم كبير من السيارات ولا نرغب في تواجد سياراتنا في كل مكان، وتوسيع المنتج بشكل عام ليس عملية مهمة.
* ذكرت قبل فترة أن شركة «رولز رويس» لا تحتاج لتعيين شركات دراسات في مناطق تواجدها، خاصة أنك تستمع بنفسك لرؤية مالكي السيارات، وكيف أثرت على عمل شركتكم؟
- نحن نؤمن بدراسات السوق، ولكن في حالة «رولز رويس» بشكل خاص لا تضبط هذه النوعية من الدراسات، خاصة أن نوعية مالكي سيارات «رولز رويس» لا يملكون الوقت لتعبئة استمارات استبيان أو استطلاع، وبالتالي الطريقة الشخصية ما بين الفرد إلى الفرد تعتبر أهم، لكونها تتحدث مع رئيس تنفيذي أو رجل أعمال، وبالتالي تخرج منه بالمعلومات التي تساعد على إجراء التطوير على سياراتنا، وهذه الطريقة أفضل بكثير من طريقة الدراسات.
* توقعاتك لسوق أميركا الشمالية؟
أداء الشركة في الولايات المتحدة كان بطيئا، ولكن بعد الانتخابات الأخيرة، أصبح هناك نمو، ولدينا تفاؤل وثقة بأن سوق الولايات المتحدة الأميركية ستكون لاعبا مهما بمبيعات «رولز رويس» والنمو القادم منها.
* هل تحب إضافة أي شي على الحوار؟
- أحب أن أقدم شكري لوكيلنا في السعودية مجموعة محمد يوسف ناغي، وعملائنا الذين يقرأون جريدة «الشرق الأوسط» على دعمهم المستمر لهذه العلامة التجارية، وأعتبر أن «رولز رويس» هي جزء من نجاحهم.