«توتال»: مصفاة الجبيل سيبدأ تشغيلها مطلع الفصل الثاني المقبل وتنتج بكامل طاقتها بنهاية العام الحالي

رئيس شركة «توتال» يطالب العراق بإقرار القانون النفطي المتعثر في البرلمان

كريستوف دو مارجوري (أ.ف.ب)
TT

دعا رئيس شركة «توتال» النفطية، وهي خامس أكبر شركة نفطية في العالم الحكومة العراقية إلى إقرار قانون النفط من أجل توضيح الأمور وتسهيل عمل الشركات الأجنبية التي تعاني من التجاذب بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان العراق.

وقال كريستوف دو مارجوري لـ«الشرق الأوسط» أمس، بمناسبة عرض نتائج شركته للعام الماضي، إن «(توتال) لا تريد الإساءة لعلاقاتها مع العراق، والتي تدهورت في الفترة الأخيرة بعد أن قامت الشركة النفطية الفرنسية بتوقيع عقود مع حكومة كردستان، الأمر الذي أغاظ بغداد». وشدد المسؤول النفطي على الحاجة إلى القانون النفطي الذي «من المفترض به أن يحل المشكلة» بين بغداد وحكومة كردستان.

وتسعى «توتال» إلى إقامة «علاقات متوازنة» مع العراق، حيث إن لها حصة في عقد مع الحكومة المركزية وهو خاص بحقل الفيحاء جنوب البلاد ومشاركات «جديدة» في ثلاثة عقود مع كردستان «شمال». وتعتبر الشركة الفرنسية أن ما أبرمته مع كردستان أفضل لمصالحها لأنها عقود «مشاركة في الإنتاج»، بينما ما وقعته مع بغداد محصور بـ«الخدمات». وترفض «توتال» مقولة إنها خالفت القوانين العراقية، إذ يؤكد دو مارجوري أن «(توتال) تحترم القوانين العراقية». لكن لبغداد رأيا آخر في الموضوع.

وبحسب خبير نفطي فرنسي معروف، فإن «توتال» تربح ما بين دولار ودولار ونصف الدولار فقط عن كل برميل منتج من حقل الفيحاء، ولذا فإنها تعتبر أن ذلك «غير كاف». ويرى الخبير المذكور أن ما تقوم به الحكومة العراقية مرده للموقف المتشدد لنائب رئيس الوزراء للشؤون النفطية حسين شهرستاني. وفي أي حال، لا يتوقع الخبير النفطي، أن «يتغير الوضع في بغداد مع الحكومة الحالية» علما بأن الشركات النفطية العالمية غير متحمسة لعقود الخدمات وتفضل عليها عقود المشاركة لأنها تعطيها حصة من الإنتاج النفطي.

مقابل ذلك، أعربت «توتال» عن ارتياحها لتقدم العمل في إنشاء مصفاة الجبيل العملاقة في السعودية. وقال باتريك بويان، رئيس قسم التكرير والكيماويات في «توتال»، إن البدء بالتشغيل التدريجي للمصفاة سيتم في مطلع الربع الثاني من عام 2013 على أن تصل إلى كامل قدراتها التشغيلية مع نهاية العام الحالي. وحتى الآن، تم إنجاز 95 في المائة من أعمال المجمع الضخم. وتبلغ قيمة المصفاة 10 مليارات دولار. ووصف بويان الشراكة مع «أرامكو» بأنها «واعدة».

أما على صعيد نتائجها المالية للعام الماضي، فإن صافي أرباح «توتال» المصححة وصل إلى 12.4 مليار يورو أي بزيادة مقدارها 8 في المائة عن عام 2011. وبلغ معدل إنتاجها اليومي للفترة نفسها ما يساوي 2.3 برميل في اليوم ما يعكس تراجعا خفيفا قياسا لعام 2012 أرجعه دو مارجوري إلى وقف الإنتاج في سوريا وتأثره في اليمن بسبب الأضرار التي لحقت بنقل الغاز الطبيعي أو الأضرار التي لحقت بإنتاجها من حقل الغاز البريطاني في بحر الشمال. ورغم ذلك، فإن أرباح الشركة لم تتراجع بفضل الأسعار المرتفعة للنفط والغاز على السواء. وبحسب دو مارجوري، فإن «الأجواء المواتية في قطاعي التنقيب والإنتاج واستمرار ارتفاع أسعار خامات البرنت ما فوق الـ110 دولارات للبرميل الواحد وثبات هوامش أرباح التكرير» تفسر الأرقام التي كشفت عنها الشركة.

وتأمل «توتال» أن يعاود إنتاجها من النفط والغاز العام الحالي ويستمر في ذلك بنسبة 2 إلى 3 في المائة وهي تريد أن تتواصل هذه الزيادة الثابتة حتى عام 2015 معتمدة في ذلك على استثماراتها الضخمة (17 مليار يورو في عام 2012) وعلى أربعة اكتشافات كبرى حققتها العام الماضي، حيث إن تجديد مخزونها النفطي يصل إلى 93 في المائة.

بموازاة ذلك، أعلن بويان أن شركة «سامسونغ - توتال الفرنسية - الكورية» ستمتنع من الآن وصاعدا عن شراء النفط الإيراني بعد أن اشترت شحنة فورية واحدة بسبب رغبة «توتال» بالالتزام بالقرارات الأوروبية التي تمنع شراء النفط الإيراني للضغط على طهران في برنامجها النووي. ونقلت وكالة «رويترز» أن «سامسونغ توتال للبتروكيماويات» جددت عقدا لشراء النفط الإيراني بعد فترة توقف أعقبت القرارات الأوروبية الأميركية بالتوقف عن شراء النفط الإيراني.