17 مليون عاطل

علي المزيد

TT

17 مليون عربي عاطلون عن العمل رقم مخيف ومرعب ليس الآن ولكن بعد عشر سنين، اليوم سبعة عشر مليونا ولكن بعد 10 سنوات سيتضاعف الرقم. رقم البطالة المخيف لم آتِ به من عندي ولكنه ورد على لسان أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، الغريب بل كالعادة لم يتفق الخبراء العرب على رقم البطالة فقد شكك كثير من المتخصصين بالإحصائية فقد رأوا أن عدد العاطلين أكثر من ذلك، مشيرين إلى أن الإحصائية استبعدت مهنا لا تقي من الفقر واعتبرتهم عاملين مثل الباعة الجائلين ومن في حكمهم. لا يهم كيف جاءت الإحصائية، المهم لماذا هذا الرقم الكبير من البطالة في منطقة عربية نامية ومنقسمة طبيعيا فمن لديه الثروة بحاجة للأيدي العاملة، ومن لديه الأيدي العاملة لا يجد الثروة، ومع ذلك لم يتكامل القسمان!! إحصائية العاطلين عن العمل تدل على فشل كثير من السياسات العربية، أولها التعليم، وليس آخرها وزارات التخطيط التي لم تخطط لإنشاء صناعات إنتاجية تستوعب العاطلين، بل إنها لو وجدت لما وجد العاطلون. دعوني أتجاوز هذه المرحلة، فما دمنا قد فشلنا في إنتاج الصناعات فلماذا نفشل في التعليم؟ فالدول العربية تصرف على التعليم وكل دولة عربية لديها عدد من الجامعات ورغم كل ذلك مخرجاتها سيئة، فما دام خريجونا يتخرجون ولا يجدون عملا لدينا فما المانع من أن نؤهل شبابنا ليعملوا في أسواق خارج منطقتنا العربية فنستفيد من تحويلات العاملين العرب لمنطقتهم الأم ولنستقرئ نجاح التجربة اللبنانية التي بلغ عدد مهاجريها ستة ملايين مهاجر، أي ذات العدد لقاطني الوطن الأصلي وأنتم تعرفون ماذا قدم اللبنانيون لبلادهم وتعرفون أن بعض اللبنانيين أصبحوا رؤساء دول للبلدان التي هاجروا إليها. ودمتم.

* كاتب ومحلل اقتصادي