50 مليون دولار حجم الصادرات البرازيلية من مواد البناء والإسكان إلى السعودية

اقتصاديون يتوقعون مزيدا من النمو على مستوى العلاقات التجارية

TT

توقع اقتصاديون نمو صادرات دول أميركا اللاتينية إلى السعودية خلال الفترة المقبلة، عازين ذلك لكثافة نشاط بعثاتها التجارية والاقتصادية والاستثمارية والزراعية في هذا الصدد مؤخرا.

وكانت قد تجاوزت قيمة واردات السعودية من مواد البناء والإنشاء والإسكان البرازيلية، حاجز الـ50 مليون دولار خلال العام الماضي، بما يمثل زيادة بمعدل 10.6 في المائة عما كانت عليه في عام 2011.

وأكدت هذا المنحى الإحصاءات الحديثة الصادرة عن «أبيكس برازيل»، الوكالة المستقلة لترويج التجارة والاستثمار.

وتصدرت المنتجات الخشبية بأنواعها قائمة الصادرات البرازيلية من مواد البناء والإنشاء والإسكان إلى السعودية بقيمة تصل إلى أكثر من 18.4 مليون دولار، تليها المنصات النقالة وصناديق المنصات النقالة وغيرها من المنصات الخشبية النقالة وألواح التحميل بقيمة تتجاوز 9.7 مليون دولار.

كما قامت الشركات المصنعة البرازيلية برفد السوق السعودية بمنتجات الخشب الرقائقي بقيمة تفوق 3.3 مليون دولار خلال العام الماضي، لتكتمل بذلك قائمة أبرز 3 صادرات برازيلية من مواد البناء والإنشاء والإسكان إلى السعودية. وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، أن دول أميركا اللاتينية تطورت في كافة القطاعات بما فيها القطاع الصناعي والزراعي، مبينا أن قطاع صناعة مواد المقاولات والتشييد في تلك البلاد شهد قفزة كبيرة، بما في ذلك البرازيل.

وأضاف أن البرازيل تمتلك حاليا عددا كبيرا من المصانع، تغطي مختلف صناعات مواد البناء، مبينا أن هذا التوجه يعتبر عنصر تقوية لمسار العمل الاقتصادي البرازيلي بجانب قطاعات أخرى حيوية، مشيرا إلى أن البعثات التجارية والاقتصادية والاستثمارية البرازيلية اكتشفت أن السوق السعودية سوق متينة ومستوعبة لأكبر قدر من صادرات الصناعات الحية في الدول الصناعية.

من ناحيته، قال المستشار الاقتصادي محمد الحمادي، إن هذا التطور الذي تشهده العلاقات السعودية - البرازيلية، من شأنه أن يسهم في خلق علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية متميزة تربط بين البلدين، مؤكدا أن مساعي البعثات التجارية البرازيلية بدأت تؤتي أكلها لإقامة علاقات تجارية وإيجاد أسواق للمنتجات البرازيلية في السوق السعودية.

وتوقع أن يشهد العام المقبل المزيد من التطورات الاقتصادية بين البلدين، في ظل ما تشهده أسواق البلدين من تطور خلال الأعوام الماضية، مبينا أن البرازيل من الدول التي أخذت موقعها في مقدمة دول أميركا الجنوبية التي تتوفر بها فرص استثمارية في عدد من القطاعات خاصة في المجالين الزراعي والصناعي، بجانب قطاعات أخرى.

وزاد الحمادي أن البرازيل تتوفر بها جميع المصادر اللازمة للصادرات الصناعية المهمة في قطاع المقاولات والتشييد، مبينا أن ما حققته البرازيل مؤخرا من معدلات عالية في الإنتاج الصناعي كفيل بأن يحسن مجمل الفرص ومناخ الاستثمارات والصادرات في كافة المجالات، مشيرا إلى أنه يصب في صالح أطر التعاون مع المستثمرين السعوديين في هذا الجانب.

ولفت الحمادي إلى أن الصادرات البرازيلية مع أهميتها إلا أنه من الأهمية بمكان أن تحاول تقديم المزيد من المغريات الصناعية.

إلى ذلك، تشارك «أبيكس برازيل»، على رأس وفد يضم ممثلين عن 30 شركة برازيلية، في فعاليات «البعثة التجارية البرازيلية إلى الشرق الأوسط» التي ستقام في الفترة من 18 حتى 21 فبراير (شباط) الجاري.

ومن المقرر أن تمثل نشاطات التبادل التجاري المتعلقة بمواد البناء والإنشاء والإسكان إحدى أبرز محاور النقاش الرئيسية خلال لقاء العمل الذي يعقد اليوم (الأحد) في جدة.

كما يشارك في لقاء العمل الحصري ممثلون عن أبرز القطاعات الرئيسية، بما فيها قطاع المواد الغذائية والمشروبات وقطاع الآلات والمعدات وقطاع قطع غيار السيارات، إلى جانب قطاع البناء والإنشاء والإسكان.

وتشتمل قائمة أبرز الصادرات البرازيلية من مواد البناء والإنشاء والإسكان للسعودية على الطوب الحراري والطوب الإسمنتي المجوف والبلاط ومنتجات السيراميك المماثلة المستخدمة في قطاع البناء والإنشاء ومكعبات الفسيفساء والحبيبات الملونة اصطناعيا وبلاط السيراميك المزجج وبلاط الجدران والأرصفة.

كذلك من الصادرات البرازيلية للسعودية، المطارق الخفيفة والثقيلة والأثاث الخشبي والمجارف والمعاول والكماشات والملاقط وغيرها من المعدات الأخرى، فضلا عن الألواح الخشبية الليفية متوسطة الكثافة والعديد من المواد الخشبية وألواح القرميد وأدوات نشر وتقطيع الخشب يدويا وتجهيزات الآلات، وغيرها الكثير.

وقال موريسيو بورخيس، رئيس «أبيكس برازيل» الجهة المنظمة لـ«البعثة التجارية البرازيلية إلى الشرق الأوسط»: «ساهمت وتيرة التنمية المتسارعة في مختلف أنحاء السعودية إلى حد كبير في زيادة الطلب المحلي على مواد البناء والإنشاء والإسكان».

وأضاف: «تشهد السعودية في الوقت الراهن زيادة مطردة في أعداد مشاريع الإسكان في ظل مواصلة حكومة البلاد بذل جهود حثيثة لتطبيق مبادراتها الاستباقية الرامية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان بالتزامن مع التعداد السكاني المتنامي».