المخاطر السياسية تجبر إيطاليا على رفع «فائدة السندات»

باعت سندات بقيمة 5 مليارات دولار وفائدة بلغت 4.83%

رجل ينظر إلى مؤشر الأسعار في بورصة ميلان بعدما أثرت نتائج الانتخابات في الأسواق (أ.ب)
TT

أجبرت المخاطر السياسية إيطاليا أمس على إغراء المستثمرين بشراء سنداتها بسعر فائدة فوق 4.8%، في مزاد باعت فيه أكثر من 5 مليارات دولار. وذلك في أعقاب تراجع ثقة السوق بعد الانتخابات غير الحاسمة التي جعلت من الصعب على ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو تشكيل حكومة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

ورغم ذلك، اشترى المستثمرون جميع السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات، المطروحة للبيع، بقيمة بلغت 4 مليارات يورو (2.‏5 مليار دولار)، لكنهم طالبوا بسعر فائدة يبلغ 83.‏4% مقابل 17.‏4%، في مزاد مماثل الشهر الماضي. ويعد ذلك أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول)، لكنه لا يزال أقل بشكل كبير عن مستوى 7% الخطير الذي تم الوصول إليه في ذروة الأزمة المالية التي ضربت إيطاليا أواخر عام 2011. ومبعث القلق هو أن تؤدي مخاوف المستثمرين من أن تحيد إيطاليا عن إجراءات التقشف الأخيرة، لترفع تكاليف اقتراضها إلى مستويات عالية خطيرة ومن ثم تضعف تكتل العملة الموحدة بأسره. ووصلت العوائد على السندات لأجل خمس سنوات لأعلى مستوى في أربعة أشهر.

وباعت السلطات الإيطالية كل السندات التي طرحتها بقيمة 5.‏2 مليار يورو بسعر فائدة بلغ 59.‏3% مقابل 94.‏2% في يناير (كانون الثاني). وعقب المزاد، بلغ فارق العوائد بين السندات الإيطالية والألمانية أجل عشر سنوات، وهو مؤشر رئيسي لمعرفة حجم المخاطر لدى أي دولة، نحو 340 نقطة. وفي يوم الاثنين الماضي، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع فوز يسار الوسط، الفائز المفضل لدى الكثير من المحللين الاقتصاديين، بلغ الفارق بين العوائد 261 نقطة. وفي النهاية، فاز زعيم يسار الوسط بيير لويجي بيرساني بأكبر عدد من الأصوات، لكنه عجز عن الحصول على أغلبية برلمانية مطلقة. ومن المتوقع أن يحاول تشكيل حكومة أقلية مع الاعتماد على دعم حزب «النجوم الخمسة» الاحتجاجية بزعامة الممثل الكوميدي بيب جريلو.

وبديلا عن ذلك، يمكن أن يتجه بيرساني إلى منافسه الرئيسي، رئيس الوزراء المحافظ السابق سلفيو برلسكوني ويحاول أن يشكل حكومة ائتلافية كبيرة. كما يمكنه أن يتخلى عن المهمة ويطلب من الرئيس جورجيو نابوليتانو أن يدعو لإجراء انتخابات جديدة.

وأصدرت روما أمس أيضا سندات لأجل خمس سنوات بقيمة 5.‏2 مليار يورو، حيث بلغ العائد 59.‏3% ارتفاعا من 94.‏2% قبل شهر. ولم تسفر الانتخابات الإيطالية عن أغلبية برلمانية لأي من الأحزاب السياسية، مما ينذر بعدم استقرار طويل الأمد وتجدد أزمة ديون منطقة اليورو. وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس لفترة وجيزة بعد أن باعت إيطاليا الحد الأقصى لسندات طرحتها، لكن تكاليف الاقتراض زادت بشدة. وتراجع اليورو مع قيام المتعاملين بتحليل تفاصيل الطرح الذي يعد أول اختبار لطلب المستثمرين على السندات الإيطالية بعد انتخابات غير حاسمة أثارت مخاوف أسواق المال.