منتدى عربي يبحث استعادة الاستثمارات الأجنبية بمكافحة الغش التجاري

يفتتحه وزير المالية السعودي وسط تطلعات لإمكانية تنفيذ الاتحاد الجمركي في 2015

أحد الموانئ السعودية التي تشدد ضد إدخال السلع المقلدة والمغشوشة («الشرق الأوسط»)
TT

تعلّق الأسواق العربية آمالا عراضا على المنتدى الجمركي العربي، الذي يفتتحه الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية مساء اليوم الأحد بالرياض، لاستعادة 90 في المائة من الاستثمارات الأجنبية، فقدتها بسبب الغش التجاري.

من جهته، أوضح صالح الخليوي مدير عام مصلحة الجمارك السعودية، أنه يعول على توصيات هذا المنتدى، باستعادة 90 في المائة من الاستثمارات الأجنبية، التي فقدتها الأسواق العربية بسبب الغش التجاري. ولفت إلى أنه من شأن المنتدى أن يرسم أولى خطوات إمكانية تنفيذ الاتحاد العربي الجمركي، مشيرا إلى أن تنفيذ هذا المطلب العربي الجمركي أول امتحان لمخرجات القمة الاقتصادية التي انعقدت مؤخرا بالرياض. وتأتي أهمية هذا المنتدى والذي تستضيفه تنظمه «الجمارك السعودية» على مدى ثلاثة أيام، في إجراء مراجعة شاملة للإجراءات والتشريعات المتصلة لمعالجة ظاهرة الغش التجاري والتقليد، والمساهمة في إيجاد إطار فعال في ظل التطورات المحلية والإقليمية والدولية لهذه الظاهرة. وشدد الخليوي بضرورة إقرار استراتيجيات للتصنيع عربيا، مؤكدا على أهمية تطبيق القانون في مواجهة الغش والتقليد من أجل جذب استثمارات ضخمة لتنمية صناعات المنطقة العربية، مبينا أن الأمن التجاري لا يقل أهمية عن الأمن السياسي والأمن الجنائي.

من جهة أخرى، أوضح الخليوي أن مخرجات المنتديين السابقين أثمرت عن تثبيت دلالة المنشأ، مبينا أنه تم تبنيه مستوى الدول العربية، مبينا أنه ساهم في 50 في المائة في مسالة القضاء على التقليد والغش، كذلك تم إنشاء إدارات للمخاطر في الجهات المعنية بمكافحة الغش والتقليد. هذا ويستعرض المنتدى عددا من التجارب الناجحة في مجال مكافحة الغش التجاري وحماية الملكية الفكرية من خلال سبعة محاور، ويتخلله الكثير من أوراق وورش العمل لتسليط مزيد من الضوء على هذه الظاهرة، والخروج برؤية واضحة وتوصيات من شأنها الحد من هذه الظاهرة.

ويتناول المنتدى جهود الهيئات والمنظمات الدولية في الحد من انتهاك حقوق الملكية الفكرية ومكافحة الغش التجاري، وموازنتها بين مطلب التسهيل والتدقيق والتشريعات الدولية في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية.

كما يسلط الضوء على الجهود الدولية في مجال تجفيف منابع إنتاج السلع المغشوشة والمقلدة، بجانب كيفية حماية المستهلك من خلال تفعيل المبادئ القضائية لحماية حقوق الملكية الفكرية والإعلام وعقوبة التشهير، بالإضافة إلى تعظيم دور جمعيات حماية المستهلك، في مواجهة ظاهرة الغش التجاري والتقليد. ويتناول المنتدى أيضا حماية التجارة الإلكترونية من الغش التجاري والتقليد وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، مع تشخيص لحجم المشكلة وأساليب المواجهة من خلال مناقشة أساليب الترويج الإلكتروني لتسويق وبيع المواد المقلدة والمغشوشة والسلطات المحلية في الدول. ويتطلع إلى تعظيم دور الرقابة على محتوى أم على التقليد الأنظمة القانونية والفنية للحد من الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية في المواقع الإلكترونية.

ويقف المنتدى على سلسلة التوريد، وظاهرة انتهاك حقوق الملكية الفكرية ودور اللجنة الفنية لسلسلة التوريد بمنظمة الجمارك العالمية، وتراخيص نقل البضائع واشتراطاتها وتسهيل نقلها مع الدول الأخرى من خلال الاتفاقيات الإقليمية والثنائية والاستيراد غير المباشر ممارسات الغش والتقليد في المناطق الحرة وبلدان العبور.

ويأمل كذلك في صياغة الاستراتيجيات المتكاملة، في مواجهة ظاهرة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية وتكامل جهود مسؤولية الجميع في مكافحة هذه الظاهرة، مع العمل على تعزيز العمل على تبادل المعلومات وربط قواعد البيانات والشراكة بين القطاعين العام والخاص لبلوغ الهدف.

ويبحث المنتدى آليات عمل وتفعيل المواصفات والجودة مشكلة في التشريع مع التطبيق، من خلال التطرق لأثر المواصفات المعيارية وضوابط الجودة في إنجاح جهود المكافحة وشهادة المطابقة والمختبرات، بالإضافة إلى التحقق المسبق كوسيلة للفصل.

ويلي أهمية خاصة لدور هيئة التقييس لدول مجلس التعاون، في ضبط سلامة المنتجات في السوق الخليجية المشتركة، مع التركيز على استعراض تجارب عربية وعالمية ناجحة في التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد في مجال الأدوية.

ويستعرض المنتدى تجربة الجمارك السعودية، للوقوف على نتائج جهودها بجانب استعرضه لتجربة الإنتربول في التعامل مع ظاهرة انتهاك حقوق الملكية الفكرية، والجولات الميدانية في الأسواق دور محوري في المكافحة.

وأخذت المحاور السبعة بعين الاعتبار، ظاهرة الغش التجاري والتقليد من البداية إلى النهاية، ابتدءا من الشركة المنتجة وبلد الإنتاج وبلد التصدير والناقل الدولي وبلد الاستيراد والمستهلك.

كما روعي في تصميم المحاور الموازنة بين تشخيص الداء واقتراح الدواء، فهناك محور مخصص للتشريعات الدولية وجهود المنظمات العالمية في الحد من هذه الظاهرة وآليات التنفيذ، مع مناقشة الحلول الناجعة للحد من هذه الظاهرة التي يتطلب القضاء عليها تضافر جهود الجميع. وسيصاحب المنتدى، عدد من ورش العمل المتخصصة في أحد مواضيع المنتدى، إضافة إلى أنه سيتم تنظيم المعرض العربي الثاني لتوعية المستهلك بالمنتجات الأصلية وأساليب التفريق بين الأصلي والمقلد وأجهزة الفحص وأدواته على هامش المنتدى.

يشار إلى أن المنتدى يحظى بحضور نخبة من المسؤولين والمعنيين، يتقدمهم الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، والدكتور كونو مكوريا الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، ومحمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مديري عموم الجمارك العربية ونخبة من الخبراء والمختصين على مستوى العالم والمنطقة العربية. وكان قد التأم أمس السبت، اجتماع دول الإقليم لمديري عموم الجمارك لدول شمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط بالرياض، بحث التحديات التي تواجه أجهزة الجمارك في دول الإقليم، وآليات تسهيل التجارة الخارجية وحماية المجتمع والاقتصاد من جميع أشكال الغش والتقليد والمساهمة في المحافظة على البيئة.

ودعا الاجتماع إلى ضرورة تعزيز مفهوم الترابط الإلكتروني، من خلال شبكات أجهزة ومصالح الجمارك في دول الإقليم، بهدف تسهيل مهمة تبادل المعلومات فيما بينها. وضم الاجتماع كلا من زهير الشرفي نائب رئيس منظمة الجمارك العالمية، والممثل الإقليمي لدول شمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، ومدير عام للجمارك والضرائب غير المباشرة بالمغرب، بحضور الدكتور كونيو ميكوريا الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، وممثلي 17 دولة من كل دول الإقليم.