أمير مكة المكرمة في «منتدى جدة الاقتصادي»: لن تكتمل التنمية إلا بمشاركة القطاع الخاص والمواطن

وزير التجارة السعودي أكد أن البيئة الاستثمارية في المملكة تحظى بإشادة عالمية

الأمير خالد الفيصل ملقيا كلمته في افتتاح «منتدى جدة الاقتصادي» أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة المشارك في منتدى جدة الاقتصادي إن النهضة لن تكتمل والمشاريع دون مشاركة المواطن وخصوصا رجال الأعمال والقطاع الخاص، الذي من دون مشاركتهم الفعلية لن تقوم الأسس المطلوبة على الآمال المعقودة لهذه المشاريع وهذه الاستراتيجية.

وقال الفيصل خلال كلمته في منتدى جدة الاقتصادي أمس: «لقد سمعنا من أصحاب الاختصاص ما يثلج الصدر عن المشاريع التي تبنتها الدولة وسمعنا من وزير الإسكان ووزير التجارة والصناعة هذه الكلمات التي أسعدت الجميع وكنا ولا نزال نعيش ونعرف اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في كل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن بهذه البلاد الكريمة ولكن لن تكتمل النهضة».

وأضاف: «كلنا أمل في الاستراتيجية الجديدة للإسكان وكلنا أملا في هذا لتوجه للغرفة التجارية انطلاقا من هذا المؤتمر والملتقى الذي سيبحث الطرق والمسارات المتوفرة للقطاع الخاص لمشاركة الدولة هذه التنمية التي أصبحت مضرب المثل في كل أنحاء العالم، يا أيها الأخوة نحن نعيش عصرا ذهبيا في التنمية والإعمار والنماء بالمملكة» وزاد أمير منطقة مكة المكرمة: «يغبطنا عليه المحب والصديق ويحسدنا عليه الأعداء ولكنا مصممون بحول الله وقوته أن نزيد من غبطة الأصدقاء وحسد الأعداء، وإذا كان ما رأيناه في العرض الذي سبق هذه الكلمة من حلم فأنتم أبناء هذه المملكة العربية السعودية قد قررتم منذ إعلان الوحدة بالمملكة أن تغيروا الحلم إلى حقيقة وأن تضلوا الأمل بفضل الله ثم إرادتكم إرادة الإنسان السعودي قيادة وحكومة وشعبا».

من جهته أكد وزير التجارة السعودي الدكتور توفيق الربيعة أن البيئة الاستثمارية في المملكة نالت إشادة كبيرة من قبل بيوت خبرة عالمية، حيث أثني صندوق النقد الدولي في تقريره لعام 2012 على السياسات الاقتصادية للملكة في استخدام الإيرادات النقطية لتعجيل التقدم في أهداف التنمية المحلية وقال: «إن الدور المتعاظم للنظام التجاري الدولي أسهم في إعادة صياغة العلاقات بين الدول النامية والمتقدمة، كما تحتاج الدول النامية ومنها المملكة على نقل التنمية لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المرجوة».

وأضاف: «إن السعودية مثل غيرها من الدول النامية تأخذ بمبدأ اقتصاد السوق والاهتمام بالقطاع الخاص وتعظيم دوره لتعزيز اقتصاده».

وبين بأن وزارته قدمت كثيرا من المبادرات لتحسين التنافسية من خلال عدد من الأنظمة والسياسات، وهو ما أسهم في تحسين البيئة الاستثمارية في المملكة وجذب كثيرا من الاستثمارات وأسهم في تعزيز الوضع التنافسي للاقتصاد السعودي.

وقال: «إن العالم اليوم يعيش وسط مجموعة من المتغيرات السريعة والمؤثرة في كل المجالات والأنشطة تركز في جانبها الاقتصادي على الانتشار العالمي للمنتجات والخدمات في بيئة تنافسية حادة وشريفة سواء ما يتعلق بتدفق الاستثمارات أو تسويق المنتجات».

وأضاف: «تتسم العلاقات الاقتصادية الدولية في المرحلة الحالية بنقلة نوعية جديدة أسهمت عدة عوامل في إعادة صياغة تلك العلاقات بين كثير من الدول ومنها، التداول المتعاظم للنظام التجاري الدولي، حيث شهدت الآونة الأخيرة تزايدا في اتجاه عدد من الدول لبناء ثقة فيما بينها تعتمد على تفعيل تبادل المصالح والخبرات المشتركة».

وزاد الربيعة: «أما ثاني هذه العوامل فهو توفر التقنية وتزايد الحاجة لنقلها إلى الدول النامية مما زاد من قدرة الدول الناقلة للتقنية على التجاوب مع متطلبات التنمية في البلدان النامية وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المرجوة».

وأكد أن العامل الثالث هو اتجاه عدد من الدول نحو تعزيز اقتصاداتها من خلال الأخذ بمبدأ اقتصاد السوق والاهتمام بالقطاع الخاص من خلال تشجيعه وتعظيم دوره مقابل تقلص الاقتصاد الموجه، وقد أسهمت هذه العوامل بدور كبير في التنمية التي تعيشها معظم الدول حاليا.

وشدد على أن المملكة اتخذت إصلاحات للمحافظة على قدرات الاقتصاد السعودي، وتم الإعلان عن مبادرات جديدة عام 2011 لتسريع وتيرة التقدم نحو معالجة القضايا الاجتماعية بما في ذلك التوظيف وتوفير السكن والمشروعات الصغيرة والبرامج التنموية، وانعكست هذه الإصلاحات على الأداء الاقتصادي بشكل عام في البلاد.

وقال وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي في كلمته إن أسباب أزمة السكن الحالية تتمثل في قلة الأراضي المطورة، وارتفاع أسعارها، وهو ما أدى لعدم تمكن المواطن من امتلاك سكنه الخاص.

وأضاف أن الوزارة تعمل على حل هذه المشكلة من خلال ضخ عدد أكبر من المخططات المطورة، وكسر الاحتكار والمضاربة التي تشهدها السوق حاليا.

وزاد أن هدف وزارة الإسكان هو إيصال الدعم الحكومي لمستحقيه، وتنويع برامج صندوق التنمية العقارية من خلال برنامج (ضامن)كما ستطلق الوزارة يوم الثلاثاء القادم بالتعاون مع البنوك التجارية برنامج (التمويل الإضافي)، كما تدرس الوزارة تفعيل الجانب الاستثماري لقروض الصندوق وتقديم القرض المعجل للمستعد للبناء مباشرة، وختم شويش أن تملك مسكن هو مطلب أساسي لكل فرد في المجتمع وتقوم الوزارة بتوفير ما تستطيع من الأراضي المطورة والتمويل الميسر إضافة إلى عملها المستمر بإنشاء الوحدات السكنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين. الملك عبد الله بن عبد العزيز ولفت الوزير الضويحي إلى إنشاء برنامج تنظيم المساكن (إيجار) المساكن وبآلية تضمن الحقوق السكنية بين المالك والمستأجر، ويوصل المستأجر إلى الوحدة التي يحتاجها بأيسر السبل وبأسعار شفافة ومناسبة كما يوفر البرنامج منصة إلكترونية كتوثيق العقد، والسداد الإلكتروني وسجل السداد ومؤشرات وإحصائيات المساكن المستأجرة.

وقال رجل الأعمال السعودي صالح كامل رئيس غرفة جدة إن كارثة السيول التي ضربت جدة تحولت بحسن إرشاد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والأمير خالد الفيصل، رغم مراراتها وأحزانها إلى مردود إيجابي عظيم لم يتوقف أثره على مشاريع الصرف والسيول وإنما تهذيب النفوس وتجويد الأداء وتفعيل الجزاء والإحسان.

وأضاف: «تظل الحاجة للسكن قائمة وبالذات للشباب والأسر الجديدة مما يتطلب العمل على التخطيط لوضع استراتيجية تواكبها، وأن مفاهيم الإسكان تغيرت في المملكة، خصوصا في أوساط الشباب وهم الشريحة التي تمثل 90% من طالبي السكن والمستهدفين بالخطط الإسكانية، إذ أصبح القبول بالسكن الراسي في وحدات أمرا عاديا وقد يكون مرغوبا لعدة عوامل أبرزها التكلفة وقلة الأراضي البيضاء».

وينتظر أن يتصدى 7 وزراء وعدد من المسؤولين ومخططي المدن لأزمة السكان والنمو السكاني خلال مشاركتهم في الجلسات العلمية اليوم لمنتدى جدة الاقتصادي الثالث عشر بعد انطلاق فعالياته مساء أمس بفندق «جدة هيلتون» برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وبحضور خبراء من 40 دولة ومسؤولين حكوميين وأصحاب وصاحبات الأعمال كأبرز الأحداث الاقتصادية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.